نجوم سباقات السيارات السعوديون يتألقون في السباق الثاني من تحدي كأس بورشه جي تي 3 الشرق الأوسط
المنامة – جمال الياقوت:
أظهر السائقون السعوديون قدراتٍ رفيعة المستوى في السباق الثاني من الموسم السادس لتحدي كأس بورشه جي تي 3 الشرق الأوسط على حلبة البحرين الدولية، حيث قدّم بندر العيسائي والسائق الجديد محمد جاوا أداءً لا ينسى.
كان أداء هذا الثنائي النشط متبايناً في السباق الأول، لكن تمكن السائقان كلاهما من الوصول إلى منصة التتويج في فئته، حيث حقق العيسائي المركز الخامس ليفوز بأول نقاط له هذا الموسم وحل ثانياً في الفئة الفضية، في حين أتبع محمد جاوا أداءه القوي في السباق الأول بتحقيق المركز الحادي عشر في السباق الثاني من أصل خمس عشرة سائقاً هم نخبة السائقين المحترفين في المنطقة.
وكانت الجولة الأولى من تحدي كأس بورشه جي تي 3 الشرق الأوسط من أبرز الفعاليات المرافقة لبطولة العالم للقدرة التي ينظمها الاتحاد العالمي للسيارات (FIA)، حيث استهل السباق الثاني في الجولة سباق “6 ساعات في البحرين”، وشهد فوز كليمنس شميد، سائق فريق النابودة رايسنغ، للمرة الثانية على التوالي ليهيمن بذلك على الجولة الافتتاحية من الموسم الجديد.
وبعد الأداء الرائع والمفاجآت الكثيرة في السباق الأول الذي شهدته حلبة البحرين الدولية، كان السباق الثاني أكثر توازناً حيث أنهى كل من كليمنس شميد والكويتي زيد أشكناني وتشارلي فريغنس وحشر آل مكتوم السباق في المراكز التي انطلقوا منها دون تغيير. وكان نجم السباق السائق العُماني أحمد الحارثي الذي شق طريقه من المركز الرابع عشر لينهي السباق في المركز السادس ويمنح فريقه النابودة رايسنغ نقاطاً مهمة. وبعدما أضاف فريق سكاي دايف دبي أيضاً المزيد من النقاط لرصيده، يبدو أن بطولة الفرق في الموسم السادس ستكون الأكثر تقارباً في تاريخ السلسلة. وكان فريق بوزيد/بوتشارلي المكون من أشكناني وفريغنس قد وسع الفارق الذي يفصله عن أقرب منافسيه في صدارة الترتيب العام للفرق.
وقال السائق السعودي بندر العيسائي بعد السباق: “أنا هنا كي أستمتع بالسباق وأقود بحرية. ولا أضع نفسي تحت أي ضغوط من ناحية تحديد الأهداف، لكنني راضٍ تماماً عن المركز الخامس الذي حققته. لقد كنت بعيداً نسبياً عن السائقين الآخرين أمامي وخلفي، ولذلك كان عليّ أن أحفّز نفسي لتقديم أفضل أداء ممكن، وهذا ما فعلته. ولهذا أتوجه إلى جولة دبي بقدرٍ أكبر من الثقة بالنفس والإيمان”.
ستجري الجولة التالية من هذه السلسلة المشوقة في دبي في أوائل شهر ديسمبر، وستشهد أيضاً سباقين مثيرين، كما يتطلع السائقون السعوديون بعدها إلى أربع جولات أخرى على أهم الحلبات في المنطقة.
وأضاف الوافد الجديد للبطولة ابن الرياض محمد جاوا، قائلاً: “لقد كانت انطلاقتي رائعة في السباق الثاني، وتمكنت من تجاوز ثلاثة سائقين والتقدم من المركز الرابع عشر إلى المركز الحادي عشر، لكنني خسرت مركزاً لصالح محمد مطر خلال معركة حامية في المضمار مع فولفغانغ تريلر وروب فريغنس أيضاً. لكنني عموماً سعيد بالنتيجة وأشعر بحماسة كبيرة للذهاب إلى دبي”.
وأردف جاوا: “لقد نجحت في تسجيل النقاط في كلا السباقين، وصعدت إلى منصة التتويج مرتين في فئتي، ولذلك لا يمكن أن أطلب أكثر من ذلك. كما أنني حاولت الضغط بأقصى ما أستطيع دون تعريض السيارة لأي خطر. والحقيقة أنني تفاجأت بمستوى قدراتي في هذه المنافسة، وهذا ما يرفع ثقتي بنفسي أكثر. تبقى التصفيات التأهيلية دوماً مشحونة بالضغوط والتوتر، حيث يحاول الجميع تجنب الهفوات وإنجاز لفة مثالية دون أي أخطاء، والأمر يختلف قليلاً في السباق، حيث أشعر بأنني في مكاني الطبيعي، ولذلك أتمنى أن أواصل بالقوة ذاتها في الجولات المقبلة”.
وكان كليمنس شميد في منتهى السعادة بعدما تصدر سباقي الجولة الأولى من البداية إلى النهاية، وحقق أقصى قدرٍ ممكن من النقاط، وهو يقول: “بالطبع، أنا سعيد جداً، فقد كانت هذه الجولة رائعة حقاً بالنسبة لي. لقد كانت انطلاقتي جيدة وتمكنت من صد محاولات زيد أشكناني لتجاوزي مع وصولنا إلى المنعطف الأول، وبعدها كانت المهمّة أن أحافظ على تركيزي حتى خط النهاية. أرضية الحلبة كانت زلقة جداً في اللفات الأخيرة، وتعرّضتُ لموقفين صعبين لكنهما مرّا بسلام. ونحن نتوجه الآن إلى الجولة المقبلة في دبي بحصيلة جيدة من النقاط وقدرٍ كبير من الثقة بالنفس”.
ومع شارة انطلاق السباق الثاني على حلبة البحرين الدولية، اندفعت السيارات للتنافس بقوة، وتمكّن السائق العُماني أحمد الحارثي من التقدم من المركز 14 (والذي انطلق منه بعد عقوبة التراجع خمسة مراكز التي لحقت به بعد السباق الأول)، ليصل إلى المركز الثامن بعد بضعة منعطفات فقط. وبدا واضحاً حرص الحارثي على تجاوز آثار العقوبة التي أوقعتها عليه لجنة تحكيم السباق في وقت متأخر الليلة الماضية، حيث أظهر قدراً كبيراً من التصميم دون تهور وهو يشقّ طريقه لتضييق الفجوة التي تفصله عن كوكبة الصدارة.
وحافظ السائقون في المراكز الثلاثة الأولى على مراكزهم طوال السباق، حيث استطاع كليمنس شميد الدفاع عن مركز الصدارة الذي انطلق منه خلال اللفات الأولى أمام ملاحقه زيد أشكناني، ومن ورائهما مباشرة تشارلي فريغنس والشيخ حشر آل مكتوم. ومع تقدم السباق، اقتصرت الإثارة على منتصف الترتيب حيث تجاوز السعودي بندر العيسائي بنجاح سائق سكاي دايف دبي سعيد المهيري ليخطف المركز الخامس، وواصل أحمد الحارثي تقدمه الرائع ليتجاوز فولفغانغ تريلر ويصل للمركز السابع. ثم وضع السائق العُماني نصب عينيه تجاوز السائق الإماراتي سعيد المهيري وبدأ بالضغط عليه.
وقال السائق الإماراتي الشيخ حشر آل مكتوم، بُعيد السباق الثاني الذي حل به رابعاً بعدما جاء ثانياً في السباق الأول: “لقد كانت الجولة الافتتاحية حافلة بالمتعة بلا شك. وبالنسبة لي، لم يكن السباق الثاني حافلاً بالأحداث مثل سباق الأمس، لكن التنوع هو إحدى سمات سباقات السيارات، لذلك من المهم تقديم أداءٍ جيد والتكيف مع ظروف السباق. لقد حافظت على تركيزي طوال مسافة السباق وحصدت الكثير من النقاط لنفسي ولفريقي في هذه الجولة، ولذلك فإننا سعداء بالنتيجة ونتطلع قدماً للجولة القادمة في دبي”.
ومع اقتراب اللفات الأخيرة، عانى جميع السائقين من ضعف تماسك السيارات على أرضية الحلبة بسبب تآكل الإطارات. وكان الرابح الأكبر في المراحل الأخيرة من السباق أحمد الحارثي الذي اقتنص فرصة سانحة لتجاوز سعيد المهيري إلى المركز السادس منهياً السباق بأداءٍ لافت بعد خيبة الأمل التي تعرض لها في السباق الأول حيث اضطر للانسحاب.
يُعدّ تحدي كأس بورشه جي تي 3 الشرق الأوسط أنقى أشكال السباقات التي تبرز مهارات السائقين، نظراً لمشاركتهم جميعاً على سيارات متطابقة من طراز بورشه 911 جي تي 3 الجيل الخامس، وتتألف هذه البطولة أحادية الصانع من 12 جولة تمتد بين نوفمبر 2014 وأبريل 2015، حيث سيتم تنظيم ست جولات حامية الوطيس من السباقات في أبرز حلبات المنطقة موزّعة بالتساوي بين كل من البحرين وقطر والإمارات على مدى ستة أشهر.
نشأت فكرة البطولة للسيارات أحادية الطراز لتشجيع السائقين الموهوبين العرب وتقديم فعالية عالمية لسباقات سيارات جي تي والسيارات الرياضية، وقد حققت شعبية ضخمة في أوساط السائقين بالمنطقة. تقوم البطولة على أساس استخدام نوع واحد من سيارات بورشه مما يجعل التحدي يكمن في منح السائقين فرصاً متساوية بالتنافس في سيارات كأس بورشه جي تي 3 بمواصفات متطابقة.