شريف عرفة .. الإبن المخلص لتقاليد السينما المصرية
بقلم – حسام حافظ:
شريف عرفة هو المخرج الذى يكرمه مهرجان القاهرة السينمائى هذا العام فى دورته رقم 14 وهو ابن المخرج الراحل سعد عرفة والشقيق الاكبر للمخرج عمرو عرفة، وقد كتب كثيرون عن اسلوب وموهبة واجتهاد شريف عرفة ولكنه حقيقة يتميز بأنه الابن المخلص لصناعة السينما فى مصر، فقد بدأ متمرداً فى الثمانىنيات عندما قدم فيلم الاقزام قادمون 5891 واتىحت له فرصة عظيمة اهدرها عام 8891 عندما جمع بىن سعاد حسنى واحمد زكى فى فىلم الدرجة الثالثة ولم يحقق نجاحاً جماهىرىاً، ونفس الشىء تكرر مع »سمع هس ويا مهلبىة ولم يحققا النجاح الذى يمنحه ترخيصاً بالاستمرار فى العمل كمخرج فى صناعة عرىقة مثل صناعة السىنما المصرىة.
لذلك عندما اتجه للعمل مع النجم عادل امام وكاتب السينارىو وحىد حامد قرر شريف ان ىثبت وجوده وكفاءته فى القدرة على تقديم الافلام التى تجمع بىن المستوى الفنى والاقبال الجماهىرى، فقدم اللعب مع الكبار1991 والارهاب والكباب 2991 والمنسى3991 وطيور الظلام 5991 والنوم فى العسل 6991 .. بعدها اصبح شريف عرفة الابن المخلص لتقالىد السىنما المصرىة التى لا نخجل منها، ويستطيع العالم ان يشاهدها ليعرف مستوى السىنما االجماهيرية التى نقدمها فى مصر.
واصبح شرىف عرفة يحترف الاخراج بمعنى انه بعد ظهور جيل “المضحكون الجدد” قدم ثلاثة افلام متتالية تعبر عن رؤيته للمستوى المفترض ان يقدمه هؤلاء الجدد، مثل فىلم »عبود على الحدود« عام 1999 و»الناظر« عام 2000 و»ابن عز« 2001 والثلاثة من تألىف الكاتب الموهوب احمد عبدالله .. وقدما من خلالها جيلاً من المواهب السىنمائية مثل علاء ولى الدين وكريم عبدالعزىز واحمد حلمى وغادة عادل ومحمد سعد الذى ظهر لاول مرة بشخصية اللمبى فى فيلم “الناظر” وكانت الشخصية ”وش السعد” عليه لاكثر من عشر سنوات من النجاح الجماهىرى.
وكان شرىف عرفة يريد ان ىثبت قدرته على تقديم كل انواع الافلام لذلك قدم فيلم الحركة ”مافيا”عام 2002 وىجمع بىن احمد السقا ومنى زكى ومصطفى شعبان واحمد رزق وعباس ابوالحسن واصبحوا جمىعاً من نجوم الصف الاول، واكد قدرته على صناعة افلام الحركة فى ا”لجزيرة ” بجزءية .. ولاينسى الكوميديا ويقدم اكس لارج واحد من افضل افلام احمد حلمى، ويعود شرىف عرفة إلى تجاربه المختلفة فى “الكنز” مع المؤلف عبدالرحيم كمال لكنه لم يحقق النجاح الجماهىرى..
ثم يقدم هذا العام فيلم “الممر” وهو واحد من الافلام الحربية المتقنة والتى اثبت بها قدرته على تقدىم كافة انواع الافلام، لانه كما ذكرت الابن المخلص لصناعة الافلام الجماهىرىة بغض النظر عن موضوع الفيلم.. الاهم هو الحرص على جذب المشاهدىن وتحقىق المتعة الفنية التى افتقدها الجمهور المصرى للاسف طوال سنوات الازمة التى عاشتها السينما المصرية اعوام 1997 و1998 و1999.
من المؤكد ان السينما المصرية كانت فى حاجة إلى مخرج مثل شرىف عرفة قادر ان يعيد اليها لمحات من مجدها القديم فى عصرها الذهبى عندما كانت العلاقة مع الجمهور فى افضل حالاتها .. ويبقى الشكر لمهرجان القاهرة السينمائى لتكريمه واحدا من رموز جيله فى السينما المصرية.