ثقافة

(قصة قصيرة).. البيضاء ..والرجل الأسود !!

 

محمد خضر

محمد خضر الشريف *
=============
البيضاء .. والرجل الأسود !!

تأففت السيدة البيضاء وهي تجلس على مقعدها بالطائرة ،عندما شاهدت جليسها رجلا أسود..
ضاقت بها الطائرة بما رحبت، ولم يتوقف لسانها عن النطق بـ” أف.. أف.. أف” وباتت تقاسيم وجهها ترسم الألف والفاء من التأفف ونظراتها الحادة تذبح سنحة الرجل الاسود شديد السواد.
استدعت المضيفة وبدون لياقة أو لباقة وجهت لها سؤالها الجارح والقاتل:كيف تجعلوني في مقعد بجوار رجل أسود” مقرف”، إني أشعر بالقرف، انتشلوني من هنا سريعا بمقعد بديل.

المضيفة استشعرت الموقف وبدأت في تهدأتها متأسفة لها بأن المقاعد كلها ممتئلة، لكن دعيني أبحث لك عن مقعد خال.

غابت المضيفة دقائق ثم عادت قائلة: سيدتي ، لم أجد مقعدا واحدا خاليا في كل الدرجة السياحية، لذلك أبلغت الكابتن ، فأخبرني أنه لا يوجد أيضا أي مقاعد شاغرة في درجة رجال الأعمال.

واستدركت: لكن ياسيدتي يوجد مقعد واحد خال في الدرجة الأولى الممتازة.

قبل أن تنطق السيدة ببنت شفة، أكملت المضيفة كلامها: ليس من المعتاد في شركتنا أن نسمح لراكب من الدرجة السياحية أن يجلس في الدرجة الأولى الممتازة، و ونظرا لهذه الظروف الإستثنائية، فإن الكابتن يشعر أنه من غير اللائق أن نرغم أحدا أن يجلس بجانب شخص مقرف لهذا الحد !

التفتت نحو الرجل الأسود مخاطبة إياه:سيدي ،هل يمكنك أن تحمل حقيبتك اليدوية، وتتبعني ، فهناك مقعد ينتظرك في الدرجة الأولى الممتازة !

أمام روعة اللحظة وصدق الموقف، وقف الركاب مذهولين وهم يتابعون الموقف منذ بدايته ..صفقوا بحرارة للمضيفة؛ لتأديبها غير المباشر للسيدة البيضاء المتغطرسة.

================
،
*من مجموعتي القصصية ” وليمة البطاطا”.

الأسود

image image

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى