تعرف على تقنيات الترفيه والتواصل في الطائرات
سويفت نيوز_الرياض
كيف تعمل شبكات الاتصالات اللاسلكية داخل الطائرات التجارية، وكيف تستطيع توفير اتصال بالإنترنت وعرض مئات الأفلام والتسجيلات الموسيقية بشكل منفصل للركاب من دون التأثير على مستويات الأداء؟ وهل من الممكن خفض أسعار التذاكر بالاستعاضة عن الأسلاك النحاسية الخاصة بنظم الترفيه مقابل الألياف الضوئية؟ وما مستقبل تقنيات الترفيه في الرحلات الجوية؟
* التواصل مع الآخرين تعود تقنية التحدث مع الآخرين عبر الهاتف في الطائرات إلى ثمانينات القرن الماضي، وذلك من خلال تقديم هواتف مدمجة في الطائرات تستخدم موجات الراديو للتواصل، ولكن هذه التقنية تطورت لتدعم شبكات الاتصالات اللاسلكية للهواتف الجوالة لقاء أجور محددة لكل دقيقة. وتجري هذه العملية المهمة لرجال الأعمال والعائلات بتحويل المكالمات إلى شبكة أقمار صناعية ترسلها إلى الشبكة الأرضية. أما بالنسبة للاتصال بالإنترنت، فيمكن للمستخدم الاتصال بشبكات «واي فاي» محلية داخل الطائرة مثبتة في أماكن محددة، وتبث البيانات من وإلى الأجهزة باستخدام شبكات الأقمار الصناعية أو الأبراج الأرضية لموجات الراديو.
* نظم ترفيه متقدمة بالنسبة لنظم الترفيه في الرحلات الجوية، تتضمن عروض الفيديو، والموسيقى، وبرامج الأطفال، والألعاب الإلكترونية، وحتى البرامج الدينية، وبوصلة ترشد الراكب إلى اتجاه القبلة في أي وقت. ويتصل النظام بكومبيوتر مركزي متقدم في الطائرة يسمح للمستخدم بتشغيل أي عرض أو ملف أو لعبة، والتنقل بينها بكل سهولة من خلال الشاشات التي تعمل باللمس، ومن دون التأثير سلبا على تجربة الآخرين.
وتواصلت «الشرق الأوسط» مع ناقلة «فلاي دبي» Fly Dubai للحصول على مزيد من المعلومات حول نظم الترفيه المتقدمة المستخدمة في الطائرات. وتستخدم الناقلة نظام شركة «لوميكسس» Lumexis الذي يعمل بتقنية «الألياف إلى الشاشة» Fiber To The Screen، وهو يتميز عن الأنظمة الأخرى بتوفير شاشات لمس عالية الدقة High Definition والقدرة على نقل البيانات من خلال الألياف الضوئية عالية السرعة. وتعد هذه الناقلة أول عميل يستخدم هذا النظام المتطور وأول شركة طيران في العالم تتوافر على متن طائراتها إمكانية عرض الأفلام عالية الدقة إلى جميع الشاشات المثبتة خلف المقاعد بشكل متزامن، وذلك بفضل تقنية الألياف الضوئية التي تتمتع بمدى عريض ونقل أسرع للبيانات مقارنة بالأسلاك المصنوعة من النحاس في الأنظمة الأقدم.
وتعد خاصية نقل البيانات عبر أسلاك الألياف الضوئية أبرز مزايا النظام الترفيهي، إذ تتميز بخفة الوزن، الأمر الذي يخفض من استهلاك الوقود بشكل كبير؛ حيث يمكن التوفير من خلال هذا النظام وقودا بقيمة تبلغ نحو 2.37 مليون دولار، مع خفض الانبعاثات الغازية بمقدار يبلغ نحو 7.5 مليون كيلوغرام سنويا، وينعكس ذلك مباشرة على أسعار التذاكر التي يدفعها المسافرون. ويبلغ قطر شاشات الدرجة السياحة 8.9 بوصة (تقارب شاشات «آي باد» التي يبلغ قطرها 9.7 بوصة)، بينما يبلغ قطر شاشات درجة الأعمال 12.1 بوصة، وهي تعرض الصورة بدقة 720×480 بيكسل وبسعة تخزين داخلية تبلغ 2 تيرابايت (2048 غيغابايت) من خلال وحدتي ذاكرة عالية السعة. ويضيف هذا النظام 2.3 كيلوغرام من الوزن فقط لكل مقعد.
ويعرض النظام أحدث الأفلام التي تنتجها أهم استوديوهات الإنتاج في هوليوود، مثل «باراماونت بيكتشرز»، و«والت ديزني ستوديوز موشن بيكتشرز»، و«وورنر براذرز»، و«فوكس»، و«سوني بيكتشرز إنترتينمنت»، و«إن بي سي يونيفرسال»، وغيرها. ويقدم النظام محتوى متنوعا يناسب مختلف الأذواق والفئات العمرية بمجموع كلي يفوق 1.300 ساعة، مع تقديم عروض الأفلام العربية والروسية والهندية وأشهر المسلسلات التلفزيونية والمقاطع الصوتية والصحف بسبع لغات مختلفة.
* مستقبل الترفيه في الجو ومن المتوقع أن تتطور خدمات الترفيه في الجو لتشمل التعرف على إيماءات المستخدمين للتحكم بالمحتوى، مثل تغيير شدة ارتفاع الصوت بتحريك اليد إلى الأعلى أو الأسفل، أو بمجرد النظر إلى الأعلى أو الأسفل، أو حتى التفاعل مع الألعاب الإلكترونية المدمجة بطرق مبتكرة وأكثر متعة للأطفال. ومن المتوقع كذلك التخلص من السماعات الرأسية واستخدام تقنية توجيه موجات مكثفة من الصوت نحو أذن المستخدم ليسمع هو وحده الصوت من دون إزعاج من هم حوله، وبكل وضوح. ومن الممكن أن نشهد كذلك القدرة على مزامنة (تنسيق) المحتوى بين الأجهزة الشخصية للمستخدمين والشاشة، وذلك حتى يستطيع المستخدم مشاهدة عروض الفيديو أو الموسيقى الخاصة به من خلال نظام الترفيه المتقدم المدمج، أو بالعكس، مثل مشاهدة المحتوى الذي يقدمه نظام الترفيه، ولكن على شاشات أجهزتهم اللوحية أو كومبيوتراتهم الشخصية، بدلا من الشاشات الموجودة أمامهم.
ويتوقع كذلك الاعتماد المتزايد على توفير المحتوى لاسلكيا لأجهزة المستخدمين بشكل كامل (أو استخدام شاشات لاسلكية مدمجة في الجهة الخلفية للمقاعد والتخلي عن الأسلاك الثقيلة)، وذلك لتوفير الوزن والوقود في الرحلات اليومية.
وتتنافس شركات الطيران بتقديم الخدمات الإضافية لدرجة الأعمال، وهي الدرجة التي يتوقع أن تشهد أول التطورات التقنية، قبل أن تنتقل إلى الدرجات الأخرى. وليس من البعيد أن نشهد قريبا توفير اتصال عريض النطاق بالإنترنت في الرحلات الجوية بسرعات وأحجام غير محدودة، تماما كتلك المستخدمة في المنازل أو المكاتب، لتتحول الرحلات الجوية الطويلة إلى نزهة ممتعة للركاب.