مقالات

الحنين فلسفة مبتدأ الواقع وخبره

بقلم-فاطمة أحمد:وجه

[email protected]

لازال الحنين يأخذني إلى الماضي وتفاصيله الصغيرة ، فأتسلل طواعيةً خارج حدود بقعتى الضيقة التي أجلس بهاإلى عالم متشبثٌ بالفطرة وفضاء مشرع على بالأمل
هناك حيث كانت تفاصيل البدايات قوس قزح يأخذنا إلى شواطيئ الحلم.
هناك حيث كنا نسمع الضحكات المجلجلة التي كانت تعبئ المكان ،فلاخوف من غدٍ مجهول ولايأس مع حياة اختصرت سبل العيش في قناعة الكل في الواحد، أين نحن منها الآن؟.
انتقل من عالمي إلى عالمهم ، أفتش عن ملامح شدني الوجد إليها .. استنشق هواؤهم ، أطرق الأبواب بحثًا عنهم.. ليسوا هناك فكل الوجوه غابت في ضباب الفراق ، و جليد الصمت يسكن المكان.. لم يبق منهم سوى صور خرساء أقلبها بين يدي علني أجد فيها ما يعيد إلي حاضري بعضًا من توازنه الذي أفلت مني.
***
*فلسفة قلمي..
حين تعصف بك أعاصير الإساءة، وتقذفك في أتون الحيرة، وحين تحاول هزّات الآخرين أن تكسر كل ما بك لتُحَيَّد إنسانيتك، وتركنها في منعطف الشبهات، ثم بعد كل ذاك تلقى من أساء إليك بابتسامة عريضة، فهذا لا يعني تبلدًا في حسِّك، إنما صاحبك ذاك يجهل أن الابتسامة تلك ما هي إلا رسالة وسلوك من كان معه من الله ظهير، وأن أبعادها فاق كثيرًا من القول، وهو لم يُدرك بالكلية أنك تتعامل معه بقاعدة: «ادفع بالتي هي أحسن».
***
من أخذه الصبر إلى أقصى مواقع التحمل، ومن اعتلى منابر الصمت توكلًا واحتسابًا، ومن اضمحل وطأ معاناته كلما تقدم به الصبر شوطًا، ومن استحالت روحه مستوطنة يقين مطلق، وأن القضاء والقدر خيره وشره من تقدير الله وتصريفه.. فهو يمتلك بين جوانحه جوامع الرضا الحق، والمعبر الوحيد لتوطين النفس على ممارسة حسن الظن بالله، ليصل إلى مواقع «وبشّر الصابرين».
***

إن كنت تعيش في عالم يشغل التجاهل ثلاثة أرباعه، ليس من الضروري من أجل هذا وذاك أن تنخرط في الأعمال الشاقة المؤبدة، لتُثبت أنك كائن حي ينمو ويتكاثر! وسواء شئت أم أبيت فتلك العوالم لا حل لمذهبها ذاك، واعلم أن تلك العقبة إن تمكنت من عزيمتك فقد تصير إلى قاع
فراغ مهمّش مع سبق الإصرار والترصد، انتفض واستجمع قواك لتجعل الأسد الرابض فيك يخترق خط التماس الواقع بينك وبين الربع المتبقي.
***
**بقعة ضوء..
لايزال في الذاكرة أطياف تسكن روحي..تبحربي أخيلتها وترسوا على مرافئ أمسي ويومي الغارق في سكون الوحدة، لا يهمني إن كان ما أنا فيه وهمًا أو حقيقة، وليس في اعتباري إن كان هذيانًا أو جنونًا لا شفاء منه.. فعوالق الذكرى تلك ماهي إلا مبتدأ واقعي وخبره .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى