اقتصاد

خمس شركات عائلية بالخليج تتبنى الحوكمه

دبي – سويفت نيوز:

 تعتبر الشركات العائلية أحد أهم الروافد الاقتصادية في المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، حيث تساهم بحوالي 80% من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي. وقد شهدت هذه الشركات نمواً متسارعاً على مدى العقدين الماضيين، وقد تم تسليم معظمها للجيل الثاني. ولذلك، سترث الأجيال القادمة مجموعة من الشركات الإقليمية الرائدة، بينما تؤكد الإحصاءات العالمية على أن 15% فقط من هذه الشركات ستكون قادرة على مواصلة خلق قيمة أفضل للجيل الثالث.

وفي هذا الصدد، تؤكد تجارب الشركات المتواجدة في الخارج والمنطقة على أن نظم الحوكمة القوية غالباً ما تلعب دوراً محورياً في ضمان نمو مستدام للشركات على المدى الطويل. ويكشف التقرير البحثي الجديد بعنوان “الحوكمة الرشيدة في الشركات العائلية” نتائج الدراسة المعمقة لإطار الحوكمة الذي تتبناه خمس من أبرز الشركات العائلية في المنطقة اثنتان منها في المملكة العربية السعودية هي: مجموعة دبليو جي تاول، ومجموعة سابس التعليمية، ومجموعة عبداللطيف العيسى، ومجموعة الزامل ومجموعة ماجد الفطيم. وقد أجرى البحث كل من مبادرة بيرل، وهي منظمة غير ربحية يقودها القطاع الخاص، تهدف إلى تعزيز أسس الحوكمة والشفافية للشركات وممارسات الأعمال في العالم العربي؛ بالتعاون مع منتدى ثروات للشركات العائلية، وهي مؤسسة غير ربحية تعمل على إدارة شبكة من الشركات المملوكة لعائلات في العالم العربي.

كما حظي التقرير بدعم كل من بينسنت ماسونز، شركة المحاماة الرائدة عالمياً؛ كوتس، أحد البنوك الخاصة الرائدة عالمياً. ويعتبر التقرير الأول من نوعه حيث استطاع وبشكل غير مسبوق أن يُلقي نظرة ثاقبة على الهياكل التنظيمية وممارسات الحوكمة داخل عدد من الشركات العائلية التي لطالما تعاملت مع هذه القضايا بخصوصية كبيرة

وتعتبر دراسة الحالة المشمولة في التقرير جزءاً من رؤية المؤسسات المتعاونة والرامية لإعداد مجموعة من الأبحاث الخاصة المتعلقة بالمنطقة والتي من شأنها تعزيز معايير الحوكمة في جميع أنحاء العالم العربي.

وقد أثمرت المقابلات المعمقة التي أُجريت مع كل من ملاك ومجالس الإدارة والإدارة التنفيذية للشركات الخمس عن التوصل إلى حقيقة جامعة مفادها أن حوكمة الشركات تعتبر عاملاً أساسياً لتوفير حماية طويلة الأمد لمستقبل الشركات. كما اتفق معظم الذين أجريت معهم المقابلات في السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي على أن تطبيق نظم الحوكمة الرشيدة لا يساعد على ضمان استدامة الأعمال فقط، بل يساعد أيضاً في تحسين الشفافية واستقطاب رؤوس الأموال والمواهب الواعدة. كما أظهر البحث توافقاً في الآراء حول ضرورة تكيف أفضل الممارسات مع حالة الفرد، والأسرة والحالة بشكل عام. وفي كل من الحالات، بدى جلياً حجم الجهود المبذولة لتطوير نظم حوكمة الشركات والشركات العائلية التي من شأنها أن تعكس ثقافة العائلة وضمان مواصلة الجهود لتحقيق رؤيتها وقيمها الأخلاقية. كما أكدت النتائج المتمخضة عن التقرير أن نجاح سياسة العمل يعتمد على موافقة أفراد الأسرة والتواصل الشفاف مع الأعضاء من خارج العائلة.

وفي معرض تعليقها على أهمية هذا التقرير، قالت ايميلدا دنلوب، المدير التنفيذي لمبادرة بيرل: “نحن ممتنون حقاً لكل من الشركات العائلية التي سمحت لنا بإجراء المقابلات معها، ونقدر مصداقيتهم وصراحتهم في الكشف عن أبرز التفاصيل التي تُعنى بهذا القطاع الذي لطالما عُرف تقليدياً بالخاص جداً. ونتمنى أن يكون هذا التقرير قد نجح في توفير قاعدة معرفية قوية للعاملين داخل وخارج قطاع الشركات العائلية، وساعدنا على كشف مزيد من التفاصيل حول الضغوطات والفرص التي يواجهونها”.

وأضافت: “تعتبر الشركات العائلية نموذجاً فريداً من نوعه، لذا، فإنه من الضروري تبني أطر الحوكمة التي تتسم بالمرونة. ولكن هناك العديد من التحديات المتشابهة في الجوهر والتي تواجهها هذه الشركات، ويبقى تبني أطر الحوكمة القوية هو الضمان لاستمرارية ونجاح الشركات على المدى الطويل. وخلال السنوات القليلة الماضية، عمدت العديد من الشركات العائلية إلى تقبل، لا بل تضمين أفضل ممارسات الحوكمة في نسيجها الداخلي. ونأمل من خلال هذا التقرير، أن نكون قد نجحنا في تقديم مجموعة من البحوث التي يمكن للآخرين الاستفادة منها عند التخطيط لمبادرات الحوكمة الخاصة بهم.”

ومن جهته، علَق الدكتور هشام العجمي، المدير التنفيذي، منتدى ثروات للشركات العائلية، قائلاً: “لا يقتصر دور الشركات العائلية على خلق فرص العمل واستقطاب المواهب، بل تلعب دوراً محورياً في مجتمعها وتحفيز الابتكار وتعزيز النمو الاقتصادي في المنطقة. وقد شكل تعاوننا المثمر مع مبادرة بيرل لإطلاق هذا التقرير فرصة مثالية لاستعراض إلمامنا الكافي وفهمنا العميق حول كيفية تعزيز قوة الشركات وضمان استدامتها على المدى الطويل. كما أتاح لنا استكشاف أوجه التعاون والترابط بين كل من النظامين لمصلحة الشركات العائلية في المنطقة.”

وأضاف: “نحن نؤمن في ثروات بضرورة تبادل المعرفة من أجل بناء أفضل الممارسات، مما يعني تقاسم النجاحات وكذلك التحديات. ونأمل أن يكون لهذا التقرير إسهام مجدي ليس فقط في تشجيع الشركات العائلية بمختلف أحجامها على إعادة تقييم أنظمتها الحالية، بل تشجيعهم أيضاً على مشاركة معرفتهم مع الآخرين بعناية.”

وفي هذا الصدد قال عبدالمحسن العيسى، رئيس مجلس إدارة شركة مجموعة عبداللطيف العيسى القابضة إحدى أكبر الشركات العائلية في المملكة العربية السعودية “يتمتع نهج حوكمة الشركات الذي تم اعتماده في جميع تعاملات الشركة مع الغير بتأثير كبير على نمونا وإستمراريتنا على المدى الطويل، ولا ريب أن الحوكمة تنطوي على أهمية خاصة للشركات العائلية التي جسدت نجاح أجيال عديدة وأفراد كثيرين من العائلة. وفي سبيل تحقيق الموجة التالية من النمو المستدام وضعنا أساساً قوياً لهيكلة شركة مؤسساتية بمساعدة متخصصين ومستشارين رائدين لبناء وتطبيق إطار حوكمة على مستوى يوازي الممارسات والمعايير العالمية”.

وأضاف “تنتشر فكرة الحوكمة اليوم في كثير من شركات القطاع الخاص في المملكة العربية السعودية اليوم، وهو ما يرسم نموذج الحوكمة بين الملكية والإدارة وذلك من خلال الفصل بين التوجهات والسياسات العامة من جهة والتشغيل والإدارة اليومية للمجموعة من جهة أخرى، ففي تجربتنا في العيسى قمنا بتعيين أعضاء خارجيين مستقلين ومتخصصين على مستوى مجالس إدارة جميع الشركات التابعة لتحسين ممارسات الحوكمة والآداء، كما ان مجلس إدارة المجموعة القابضة يتضمن أعضاء مستقلين، وهذا يضمن الحماية والإمتثال لأفضل الممارسات في النواحي التشغيلية والإستراتيجية والمالية”.

وقد شكل كل مجلس من مجالس إدارة شركاتنا لجاناً متخصصة ومنحها تفويضاً لتنفيذ المبادرات الاستراتيجية، مما يوفر مستوى قوي من كفاءة الاداء مع السعي باستمرار لتطبيق أفضل الممارسات، وكل ذلك ضمن جهود إستباقية لإيجاد بنية تنظيمية صلبة تضمن استمرار المساءلة وتعزز الشفافية، كما تدفع جميع موظفينا للعمل بانسجام وكفاءة لتحقيق هدف مشترك”.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى