رياضة

خالد الغامدي..أول سعودي يرفع راية رؤية المملكة 2030 على جبل إفرست

جدة-خالد المري:17506104_10210102134968933_408457134_n

دشن الكاتب والرحالة خالد الغامدي، كتابه الجديد “الطريق إلى إفرست” من إصدار دار مدارك للنشر، كاول سعودي يرفع راية رؤية المملكة 2030 على جبل إفرست والذي يشرح فيه للمغامرين الجدد وهواة صعود الجبال والرحالة بشكل عام الخطوات الضرورية لتحقيق الهدف بطريقة آمنة خطوة خطوة.

وتعود قصة تحقيق الرحلة من معاناة الكاتب من إصابة قديمة بالركبة بسبب مزاولته كرة القدم مع فريق شركة أرامكو لسنوات سابقة، لكن الإصابة ظهر أثرها جلياً مع مرور الوقت وإنشغاله في العمل لساعات طويلة حتى بعد ساعات العمل المقررة، مما أدى لزيادة وزنه، حتى أتى عليه أحد الأيام ولم يستطع الصلاة إلا وهو جالساً على المقعد.

يقول الكاتب أن تلك اللحظة الفاصلة كانت كنداء إفاقة له، فذهب من فوره للطبيب المعالج والذي أخبره بعدم إمكانية ممارسة أية نوع من أنواع الرياضة بعد الآن لتفادي الضغط على الركبة والإكتفاء برياضة السباحة مع وضع بلون هواء حول جسده والهرولة داخل المسبح. لم يستغ الغامدي ذلك، فكيف يحدث أن تتدهور صحته بشكل درامي خلال سنة واحدة فقط، بعد أن كان لاعباً متميزاً ذي لياقة عالية للسنوات العشرين السالفة ، وفجأة وبدون مقدمات تذكر، يضطر لممارسة رياضة مخصصة لعلاج الذين يعانون من إعاقة معينة أو أولئك المتقدمين في السن.

لذلك قرر أن يقوم بعلاج ما أفسده بنفسه دون الركون للمساعدة الطبية، فقام من فوره بالإشتراك مع شركة تقدم أغذية ذات سعرات حرارية منخفضة لا تزيد عن 1200 سعره حرارية في اليوم، وفي نفس الوقت توقف عن العمل خارج الساعات المقررة للعمل، وإنتظم في إرتياد الصالة الرياضية وركز على الأجهزة التي تقوي العضلات المحيطة بالركبة والفخذ والساق.

وبعد ثلاثة أشهر فحسب، فقد أكثر من 20 كلغم من وزنه وصادف ذلك حلول شهر رمضان المبارك الفائت، فكان خلال الصيام بإستطاعته العدو لنحو 8 كيلومترات قبل الإفطار تحت درجة حرارة تصل إلى 45 درجة مؤية دون الشعور بأدنى نوع من الإرهاق أو أية آلام في الركبة.

ويقول الغامدي، أنه قرر بعد نجاحه في التصالح مع جسدة، مكأفأة نفسه بطريقة تستحقها بعد أن ظلمها لسنة كاملة، ففكر في عمل مغامرة بقدر المعاناة التي كان يشعر بها. لذا إنضم لفريق من الرحالة المحترفين في رحلة إلى إفرست والتي إستمرت نحو ثلاثة عشر يوماً من الصعود الشاق والذي يبدأ من ساعات الصبح الأولى حتى مغيب شمس كل يوم. وفي نهاية الرحلة رغب في تدوين يوميات الرحلة وتقديمها بعمل متقن من أدب الرحلات، فذكر في فصول الكتاب، تعريفاً للرحلة والمخاطر التي يجب أن يحتاط لها المغامرون الجدد، بما في ذلك طرق التعامل معها في حالة حدوثها، وكذلك التفصيل في المعدات المطلوبة لإنجاز الرحلة وأنواع المكملات الغذائية المطلوب إحضارها ونوعية الجاهزية اللياقية المطلوبة.

وقد فصل الكاتب كذلك يومه تفصيلاً دقيقاً، وذكر بدقة الإرتفاعات التي يتم صعودها كل يوم، ونسبة إنخفاض الإكسجين مع كل إرتفاع وكيفية التعامل الإحترافي لتعويض نقص الإكسجين الذي قد يؤدي بالحياة إن لم تتبع الإرشادات بالشكل المطلوب والسليم. بل أنه ذكر في طيات الكتاب عدد الخطوات التي يتم قطعها كل يوم والأماكن الصعبة التي سيمر عليها والأخرى التي تأسر الألباب جمالاً، وتم حسبان مجموع الخطوات لتصل لنحو 100 ألف خطوة، أو 73 كلم. وقد بين الكاتب كيف أن الرحلة ضرورية لمن وصل لمنتصف العمر لكي ينقى عقله ويقوي جسده مما لحق بها من ترسبات سمية بسبب رتم الحياة السريع والتنفاس على الصغائر، لذلك سمى أحد الفصول فيي الكتاب برحلة التغيير، لأنها على حسب رأيه، غيرت نظرته للحياة بنظرة أكثر إيجابية وأن هنالك أشياء جميلة في الكون حولنا لا تكلفنا الكثير، بينما نحن نتنافس على حطام حطيم من الدنيا، وأن الدنيا قد قدمت لنا بالمجان من الخالق سبحانه وتعالى، ولكن يجب أن نخرج من صندوق الروتين المحكم حولنا لنحصل عليها.

وفي نهاية المغامرة الجميلة، عندما وصل الرحالة خالد الغامدي إلى سفح إفرست بعد أيام من الشقاء المليح والصعود وتعرضه للمخاطر التي كادت أن تعصف به مرتين خلال الرحلة وتنهيها في مهدها، تحول الكاتب لشاعر مرهف في وصف قمة إفرست وشبه اللقاء بلقائه بمحبوبته، حيث قال، تجلت أمامي أخيراً قمة إفرست شامخة متوشحة بالبياض، سامية فوق عرشها تحفها قمم تتزاحم بمناكبها وتتعرج هضابها كحلزون أبيض، فتسمرت متأملاً بريقها البلوري الذي يعكسه شعاع الشمس في عيني كشعاع نجم سقط للتو من السماء. فكانت لحظات حالمة من التأمل العميق الذي فص ذهني تماما عن الكون وحقق لي النشوة والسعادة القصوى، حتى غشيتني أعلى مراتب النيرفانا. فناجيتها مخاطباً، كم كواني منك الجفا ياقمة الكون وقتلني النوى أياماً خلت وأنا أسير نحوك لأكحل عياني لدقائق معدودة بحظوتك، وها أنا أترجل على عكازي مهلهل القوى من شقوة الترحال في حضرتك، ويكأني أمامك نقطة آخر الجبل. آه يا أوج الدنيا، لقد تيمت بك شوقاً وهام فيك خيالي، حتى أصبحت أجد في أفريز قمتك، شموخ أنف صويحبي، وفي حنوك، إنحناء أرنبة أنفه الفتان، الذي طالما شاغلني وسرق مني جل أوقاتي. أما سمو قمتك التي تعانق السماء علواً، فتتجلى فيها نيافة محبوبتي بين النساء، وفي بقائك عصية على البشر لستين مليون سنة مما نعد، مناعة قلبها على كل من سولت له نفسه أن يعشقهامن البشر .

الجدير بالذكر أنه قد صدر للغامدي كتابين سابقين الأول عنوانه مذكراتي اللندنية والذي سجل مرتبة الأكثر مبيعاً لمدة ستة أشهر في السعودية وكذلك كتاب خواطر شعرية بعنوان، أحببتك ولم أعد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى