بحثت عن كنزها في الفلبين ووجدته في الأحساء
الاحساء – زهير الغزال
رجفت يديها وهي تضغط على أزرار كيبورد جهازها اللابتوب بسبب مقولة صديقتها لها : به تكونين حرة ! عبارة تعمقت في ذهن “مي آريني” حتى أصبحت أسيرة التفكير بها فلم تتوانى أن تبحث عن معناها الحقيقي والسبيل إليها بكل ما يتيسر لها من طرق البحث.
تصيدت “مي آريني” الفرص واقتنصت أوقات فراغها وسخرت كل طاقاتها لتصل إلى الهدف المنشود وتعانق الحرية الحقيقية التي توافق فطرتها وإنسانيتها , وبدأت تقترب من هدفها ولعلم أبيها بما تفكر فيه قال لها : أخبرني صديقي بأنه يُنظف قلب الإنسان لكنه توفي ولم يوصلني إليه , ابحثي أنتِ عنه وأكملي مسيرتك وحينما تجدينه كوني أحد أفراده و ارجعي إلي لتخبريني كيف ألتحق به.
ولم يخيب الله ظن الوالد وابنته فعرفت عنه بعض أموره لكنها لم تعرف الطريق الذي يوصلها إليه ويشاء الله أن تأتي للعمل في الأحساء كمساعدة لرئيسة عاملات النظافة في إحدى مستشفيات الأحساء الشهيرة لتُكمل رحلة بحثها عن خريطة الكنز المفقود لتتفاجأ ذات يوم بزوجها الذي يعمل في الرياض يُخبرها بأنه وجد الكنز المتمثل في “الدين الإسلامي” فقفزت من شدة الفرح لأنه اختصر عليها الكثير لتصل لهذا الكنز العظيم. فأخبرها بكيفية تعرفه عليه المعرفة الصحيحة فانتهجت طريقته وبحثت عن مكتب دعوي كما فعل زوجها وتم إرشادها لمكتب تعاوني الأحساء لتأتي لقسمه النسائي وكلها شوق للتعرف على الدين العظيم الذي سيحررها من الظلمات والجهل وعبودية من لا يستحق وبالفعل توجهت إلى الداعية الفلبينية واستمعت لحديثها عن الله الرب الذي لا شريك له وتدعيمه بشرح لآيات عدد من السور في القرآن الكريم وعن العقيدة الإسلامية والتوحيد لتتكون لديها صورة شاملة عنه ثم قالت : الآن أريد اعتناقه . ونطقت شهادتي التوحيد ثم سارعت للمصلى النسائي بالمكتب لتتعلم كيفية الصلاة مع إحدى المتطوعات كما تعلمت الوضوء واستلمت حقيبة المسلمة الجديدة وجدول الدروس التوعوية لتنطلق نحو الحرية والطُهر وتبدأ حياة جديدة