خطيب جمعة بجدة: إظهار المناشط الخيرية للمملكة واجب شرعي وأدبي على المواطن والمقيم
جدة- سويفت نيوز:
أكد محمد خضر الشريف أن الأعمال الخيرية التي تقوم بها المملكة العربية السعودية متمثلة في النشاطات الإغاثية لمسلمي العالم في شرق الدنيا وغربها، واجب شرعي وأدبي على الجميع الكبير والصغير والمواطن المقيم، ووجب إظهاره ونشره والتحدث عنه، مببرا أن ذلك يجسد خيرية المملكة في عمل الخير وفعله ونشره بين الناس، محليا وعالما، وهو جزء لا يتجزأ من خيرية الأمة المحمدية بصفة عامة.
جاء ذلك في خطبة جمعة ارتجالية له، أمس بأحد المساجد بجدة.
وقال : إن خيرية الأمة المحمدية لم تمت، بل هي موجودة في الأمة المحمدية بشكل عام، لافتا أن ما تقوم به المملكة من مناشط دعوية إسلامية وإغاثية وخيرية وثقافية على المستوى المحلي والدولي وكذلك في المحافل السياسية الدولية، يترجم خيرية هذه البلاد -حماها الله- ويثبت للعالم كله أنها متمسكة بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم في كل أمورها كبيرها وصغيرها وجميع مجالات حياتها، وأن تلك المناشط هي التي تعطي للملكة تألقها ووهجها وتميزها لدى العالم بأسره وتقول للناس جميعا إن الخير باقٍ أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
وحث المسلمين جميعا أن يبينوا هذه المناشط لمملكة الخير والإنسانية، مؤكدا أن هذا حق شرعي وواجب أدبي يلزم كل من عاش على أرض المملكة واستظل بسمائها وأكل من خيراتها وذاق نعمة الأمن والأمان فيها، سواء كان مواطنا أو مقيما، مؤكدا القول أن مملكة الخير تمثل معاني الخير الذي هو صفة من صفات الامة المحمدية التي وصفها الله بقوله” كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله”..
واستعرض الشريف في خطبته صفات وخصائص الأمة المحمدية، معددا خصائصها أنها أمة الخير وأنها أمة شهود أي عدول بين غلاة النصارى وجفاة اليهود، وأنها أمة مرحومة وأمة منصورة وأمة لاتجتمع على ضلالة كما وصفها بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث صحيحة صريحة.
وقال في خطبته: إن الأمة تسجل بصماتها في الدنيا بجهادها وطاعتها لأوامر الله فيها ونشر دين الله في الآفاق، مستدلا بقصة وقعت بعد موت القائد المسلم الأندلسي الحاجب المنصور بن أبي عامر العامري الذي دوخ الصليبيين خلال خمسة وعشرين عاما في حروب متواصلة هزمهم هزائم منكرة، ولم يهزم هو في معركة واحدة خاضها ضدهم، وقد أوصى أن يجمع غبار المعارك في قارورة وتدفن معه في قبره، فلما مات ودفن وفترت عزيمة المسلمين وانهزموا أمام الصليبيين في الأندلس جاء ملكهم وقائدهم “ألفونسو”، ونصب خيمة على قبر الحاجب المنصور، وأتى بسرير العرش وهو من الذهب الخالص ووضعه على القبر ونام عليه مع زوجته الملمكة، وقال بكل عجب وكبر وافتخار: ” الآن ملكت بلاد العرب والمسلمين”، فاستفز المنظر أحد جنوده فقال: والله لو تنفس صاحب هذا القبر، لما ترك فينا أحد على قيد الحياة، فاغتاظ “ألفونسو”، وسحب سيفه ليضرب عنق الجندي، فأمسكت زوجته الملكة بذراعه قائلة له :تمهل! فقد صدق الجندي لقد انهزمنا اليوم هزيمة أخرى من هذ القائد المسلم،وهو ميت ونحن أحياء، قبحا لنا أن ننام على قبره هكذا وهنيئا له وهو ينام تحت عرش الملوك”!!
وأوضح خضر أن تجديد خيرية الأمة يكون بإحياء المعاني السامية للأركان الأساسية للأمة متمثلة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله ويقتضي الإيمان بالله تعالى إعلاء كلمة الله بجهاد الكفار جهادا كبيرا ونشر وبث دين الله تعالى في وسطية يتميز بها ديننا الحنيف لا غلو فيها ولا تطرف ولا تشدد.
ودعا إلى التمسك بأخلاق الإسلام القويمة ممثلة في الصدق والإخلاص والتواضع وخفض الجانب للمسلمين ومعاملة المسلمين الضعفاء بالرفق واللين وعدم الكبر وعدم غمطهم حقوقهم، أو التكبر عليهم او التعالي عليهم أو معاملتهم بعنصرية، مؤكدا ان هذه هي أخلاق الأمة المحمدية أفرادا وجماعات، محذرا من التخلق بأخلاق المنافقين كالكذب والخيانة وخلف الوعد والغش والتدليس والتنصل عن أوامر الله تعالى والانغماس في نواهيه ومعاصيه، مؤكدا إنها تجعل المسلم أبعد ما يكون عن صفات الخيرية التي خص الله تعالى بها أمة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.