ثقافة

أمير القصيم يرعى ندوة “الإرجاف.. حرب المعلومات وتزييف الوعي” في نسختها الرابعة

بريدة – واس :


رعى صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، بحضور صاحب السمو الأمير فهد بن سعد بن فيصل بن سعد نائب أمير المنطقة، اليوم، ندوة “الإرجاف.. حرب المعلومات وتزييف الوعي”، في نسختها الرابعة، وذلك بمركز الملك خالد الحضاري بمدينة بريدة، بمشاركة نخبة من المختصين من الجهات الأمنية والفكرية والتقنية والإعلامية.
وقال سمو أمير منطقة القصيم في كلمته الافتتاحية للندوة التي أدارها الإعلامي صلاح الغيدان: “إن الإرجاف لم يعد مجرد شائعة عابرة، بل أصبح أداة منظمة تستهدف زعزعة الثقة وبث القلق وتشويه الوعي الجمعي، مستغلًا سرعة انتشار المعلومة عبر المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي”، مشددًا على أن أخطر ما في الإرجاف قدرته على التسلل إلى العقول عبر العاطفة وتكرار الرسائل المضللة.
وأضاف سموه أن التحديات المتنامية التي فرضها الذكاء الاصطناعي، وما أتاحه من الأدوات للتزييف العميق، من الصور والمقاطع والأصوات، التي يصعب التمييز بينها وبين الحقيقة، مؤكدًا أن هذا الواقع يُحتم تعزيز ثقافة التثبت والوعي الرقمي، ورفع مستوى المسؤولية الفردية والمؤسسية في التعامل مع المحتوى المتداول.
وأوضح سموه أن الخوارزميات الإعلامية باتت تلعب دورًا مؤثرًا في تضخيم المحتوى المثير للجدل على حساب الحقيقة، الأمر الذي يستدعي بناء وعي نقدي قادر على التمييز بين المعلومة والتحريض، وبين الرأي والتزييف، مبرهنًا على أن الوعي هو خط الدفاع الأول لحماية المجتمع.
وبيّن سمو أمير منطقة القصيم أن إقامة هذه الندوة في نسختها الرابعة تأتي انطلاقًا من إيمان إمارة المنطقة بدورها التوعوي، واستشعارًا لمسؤوليتها في تحصين المجتمع فكريًّا، في ظل تعدد المنصات الإعلامية وتسارع تدفق المعلومات، وحرصها على إشراك الجهات المعنية والخبراء لتقديم معالجات شاملة تُسهم في رفع المناعة الفكرية للمجتمع.
من جانبه أكد المدير العام للتوجيه والإرشاد بوزارة الداخلية الدكتور عبدالله السعدان، أن الإرجاف يُعد من أخطر أدوات الصراع الحديثة، ويستهدف زعزعة الثقة وإضعاف الوعي وبث الفوضى، لافتًا النظر إلى أن الإسلام سبق في التحذير من الإرجاف وتجريمه، وأرسى منهجًا واضحًا في التثبت وردّ الأمر إلى أهله، لما في ذلك من حماية للمجتمع ووحدته.
من جانبه، أوضح أستاذ الشريعة والعقيدة بجامعة المجمعة الدكتور علي الشبل، أن الإرجاف تقوده فئات تسعى لإسقاط الثوابت وزعزعة العقيدة وتفكيك الجماعة، مستغلين الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن الحصانة الحقيقية تكمن في العلم الصحيح، والالتزام بجماعة المسلمين، وتحمل الجميع لمسؤولياتهم الشرعية والمجتمعية.
فيما بين المتحدث الرسمي لرئاسة أمن الدولة العقيد تركي الحربي أن المملكة واجهت الحملات المنظمة والمزاعم المغلوطة، التي تستهدف وعي المجتمع، وتسعى إلى خلق فوضى وغضب إلكتروني، مشددًا على أن الرهان الحقيقي في مواجهة هذه الحملات هو وعي الشباب وارتباطهم بعقيدتهم ووطنهم.
بدوره استعرض مستشار الذكاء الاصطناعي في الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) الدكتور حسن الشهراني تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى، وكيفية تسخيرها في نشر الشائعات وتحديد الفئات المستهدفة، مؤكدًا أهمية تطوير الحلول التقنية القادرة على رصد الأخبار المضللة ومواجهتها، لافتًا النظر إلى أن المبادرات الوطنية للتوعية الرقمية من أبرزها تدريب مليون سعودي.
بدوره تحدث الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري الدكتور عبدالله الفوزان، عن خطورة الإرجاف في إطار ما يُعرف بحروب الجيل الرابع، التي تستهدف العقول دون الحاجة إلى الجيوش، مشيرًا إلى أن المملكة مستهدفة بحكم مكانتها الدينية ودورها المحوري، وأن الدراسات الوطنية أثبتت ارتفاع مستوى التلاحم والوعي المجتمعي رغم محاولات التشويش.
كما استعرض عميد كلية الشريعة بجامعة القصيم الدكتور خالد أبا الخيل صور الإرجاف المعاصرة، مؤكدًا أن خطورته تكمن في تحويل المتلقى من التفكير الواعي إلى الانفعال، وصناعة القناعات عبر التكرار لا البرهان، واستخدام اللغة العاطفية والصور الصادمة لتفكيك الثقة بالمصادر وبث الشك في المجتمع.
وكشف المتحدث الرسمي للمباحث العامة المقدم الدكتور مهند الطيار في مداخلته، أن كثيرًا من المدلولات والرسائل الإرجافية تُدار من خارج المملكة، ضمن الحملات الممنهجة والموجهة، التي لا تنسجم مع قيم المجتمع السعودي، وتهدف إلى تشويه الحقائق واستهداف الاستقرار.
وأوضح أن الإرجاف يُعد أحد مستويات تهديد الأمن الوطني، ويأتي في إطار حروب المعلومات والتضليل، مشيرًا إلى أن هذه الندوة تتبنى منظورًا حديثًا يتمثل في الأمن الإدراكي، الذي يهدف إلى حماية إدراك المجتمع للحقيقة، وصون وعي أفراده من أي تشوهات فكرية أو محاولات تزييف ممنهجة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى