جبال العُلا.. تضاريس متنوعة تُشكّل إطارًا طبيعيًا يحمي التراث ويحتضن الواحات

العُلا – واس :
تُجسّد جبال العُلا أحد أبرز المكوّنات البيئية التي شكّلت هوية المكان عبر العصور، بما تتمتع به من تنوّعٍ تضاريسي أسهم في حماية التراث وصون الواحات، وإيجاد توازنٍ طبيعي ارتبط باستقرار الإنسان واستدامة الحياة في المحافظة.
ويبرز الامتداد الجبلي في العُلا بوصفه إطارًا طبيعيًا حافظ على المواقع التراثية، وأسهم في استمرارية الواحات الزراعية، من خلال دوره في تنظيم المناخ المحلي وتوفير الحماية الطبيعية؛ مما عزّز قدرة المكان على الحفاظ على ملامحه البيئية والتاريخية.
ولا يقتصر حضور جبال العُلا على بُعدها الجغرافي، بل يتداخل مع البعد الثقافي والحضاري؛ إذ شكّلت الجبال عبر الزمن عنصرًا ثابتًا في المشهد التاريخي، وارتبطت بأنماط الاستيطان والنشاط الزراعي، وأسهمت في صون الموروث الحضاري الذي تزخر به المحافظة.
كما وثقَّت الحضارات التي تعاقبت على العُلا جزءًا من تاريخها ومعارفها عبر الصخور والجبال، التي حملت نقوشًا ورموزًا تُعد من أهم الشواهد على تطوّر الإنسان في المنطقة.
ويأتي تسليط الضوء على جبال العُلا تزامنًا مع اليوم الدولي للجبال الذي يُوافق الحادي عشر من ديسمبر من كل عام، وأقرّته الأمم المتحدة للتأكيد على أهمية الجبال بوصفها موردًا طبيعيًا أساسيًا، وعنصرًا محوريًا في الحفاظ على التوازن البيئي ودعم المجتمعات المحلية.
وتعكس جبال العُلا نموذجًا حيًا لهذا الدور، بما تؤديه من وظائف بيئية متكاملة تسهم في حماية الطبيعة ودعم الاستدامة، وتعزّز مكانة العُلا بوصفها وجهة تجمع بين الإرث الطبيعي والعمق التراثي، في انسجامٍ يحفظ المكان للأجيال القادمة.




