تكنولوجياعلوم

” طب وأبحاث النوم” بجامعة الملك سعود.. ريادة علمية وإثراء بحثي

 

الرياض – واس :
إعداد: سجى عارف
تصوير: إبراهيم المساعد / منصور السعيد
برز طب واضطرابات النوم بصفته أحد التخصصات الحديثة طبيًا ويعنى بتشخيص وعلاج المشكلات المؤثرة على حيوية عملية النوم وانعكاسها على وظائف جسم الإنسان الجسدية والعقلية، وبدأ هذا النوع من الطب يخذ منهجه البحثي ليسجل في تصنيفه العالمي أكثر من 87 اضطرابًا لكل منها منهج تشخيصي وطرق علاجية.
ونظرًا لأهمية هذه العملية البيولوجية أنشئت كلية الطب والمدينة الطبية الجامعية بجامعة الملك سعود ” المركز الجامعي لطب وأبحاث النوم” عام 2002م، ليكون أول مركز أكاديمي وبحثي وتدريبي متخصص ورائد في ذات المجال على مستوى المملكة، بهدف سد الفجوة العلمية في هذا الجانب.
وتميز المركز ضمن إجراءات تشخيصية كان نتاجها 8500 دراسة بقدرته على تشخيص حالات نادرة لاضطرابات النوم، قدمت ضمن مشاركات علمية في عدة مؤتمرات دولية، فضلاً عن نشرها في مجلات علمية محكمة، انعكست نتائجها على تلقي المركز طلبات تعاون من جهات متخصصة في عدة دول.
ويقوم المركز بإجراء الفحوصات على الحالة محل التشخيص تشمل تخطيط النوم (PSG) لمراقبة نشاط الدماغ والتنفس وحركات القلب والساق والبطن والصدر، حيث تستخدم أجهزة الفيديو لمراقبة الحركات غير الطبيعية، وتسجيل مستوى الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الدم أثناء النوم، إضافة إلى فحص نوم متنقل غير مراقب من قبل فني النوم إما عن طريق استخدام جهاز فحص النوم الشامل أو جهاز فحص النوم الجزئي.
وتوفر الإجراءات التشخيصية نوعًا آخر لتخطيط النوم يتم في منزل المريض عبر اختبار انقطاع التنفس المنزلي على المرضى الذين يعتقد سريريًا أنهم مصابون بذلك وليس لديهم أمراض في القلب أو الجهازين العصبي والعضلي، كذلك اختبار احتمالات النوم خلال النهار (MSLT) المستخدم في قياس مستوى النعاس لدى المرضى وتشخيص ما يسمى بـ “النوم القهري” (narcolepsy) أو فرط النوم (hypersomnia)، بالإضافة إلى اختبار المحافظة على اليقظة (MWT) المستخدم لتقييم القدرة على البقاء مستيقظًا خلال النهار عبر مجسات الاستشعار على رأس المريض وصدره لتسجيل نشاط الدماغ والقلب وحركات العينين وتقلصات العضلات لتحديد ما إذا كان المريض ينام بشكل طبيعي، وغيرها من الفحوصات الأخرى.
وتمكن الفريق الطبي المعالج في المركز المجهز بأحدث التقنيات التشخيصية الرقمية في أربع غرف ثابتة ومن خلال ثلاثة أجهزة متحركة من دراسة نوم المريض دراسة دقيقة، حيث يستقبل المركز المرضى من جميع مناطق المملكة ومن كل الفئات العمرية بما في ذلك حديثو الولادة.
ووفق نهج علمي متعدد التخصصات يخدم المركز الفئات التي تعاني من انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم واضطرابات التنفس الأخرى المتعلقة بالنوم، والاضطرابات المركزية لفرط النوم، واضطراب نوم حركة العين السريعة والأرق، واضطرابات الساعة البيولوجية، ومتلازمة تململ الساقين، واضطراب الأطراف الحركي الدوري، والصرع الليلي، وغيرها من الاضطرابات.
ويعمل المركز بالتعاون مع العديد من الأخصائيين في مجال طب الأسنان وأمراض القلب وأمراض الرئة والأعصاب والإذن والأنف والحنجرة والأمراض النفسية لارتباط هذه التخصصات باضطرابات النوم، حيث يتم مراقبة وضع القلب والمخ لدى المريض من خلال الكشف عن عدم انتظام ضربات القلب أو التشنجات أثناء النوم بغية اتخاذ القرار المناسب.
ويعزز من نشاط المركز استناده إلى البحث العلمي من خلال تشخيص الحالات ونوعية العلاج المقدم مما أثرى المحصلة العلمية وهو ما أكده مدير المركز الدكتور أحمد باهمام في حديث لوكالة الأنباء السعودية عن أهمية البحث العلمي في هذا المجال لعلاج الكثير من الأمراض، مشيرًا إلى أن المركز بات منتجًا لأبحاث قدمت عبر ما يزيد على 400 ورقة مُحكمة وفصول في كتب تخصصية منشورة، و4 كتب علمية مرجعية منشورة، و3 كتب مرجعية ستصدر عام 2024، كما حقق أعضاء المركز عدة جوائز محلية وإقليمية في ذات المجال.
ولفت باهمام النظر إلى أن المركز قدم كذلك أكثر من 130 بحثًا خلال مشاركاته المتعددة في المؤتمرات داخليًا وخارجيًا، إضافة إلى 30 بحثًا وورقة علمية قدمها طلاب كلية الطب، كما قام على طلاب الدراسات العليا من جامعات سعودية وبريطانية وأسترالية.
ويوفر المركز الجامعي لطب وأبحاث النوم فرصًا بحثية لطلاب الطب في مراحل البكالوريوس وما بعدها في برنامجي الماجستير والدكتوراه من داخل جامعة الملك سعود وخارجها من الجامعات السعودية والعالمية، وفي هذا الجانب يؤكد مدير المركز أن مرافق المركز وبيئة البحث المُعززة متاحة بهدف الإسهام توسعيًا في مخرجاته ومنفعته العائدة من الأبحاث والدراسات.
ويشير أحمد باهمام إلى أن تطلعات المركز دفعت نحو تأسيس أول برنامج زمالة تخصصية طبية في مجال طب النوم في آسيا عام 2009، في حين شملت برامج التدريب أكثر من 80 طبيبًا نفسيًا، وقرابة 100 من أطباء زمالة الصدر للكبار والأطفال في البورد السعودي وزمالة جامعة الملك سعود للأمراض الصدرية، إضافة إلى 55 فنيًا ينتمون لعدة مستشفيات بالمملكة ودول الخليج العربي.
وعلى صعيد توعية وتثقيف المجتمع باضطرابات النوم بيّن الدكتور باهمام أن المركز أنشأ أول موسوعة إلكترونية تعليمية باللغتين العربية والإنجليزية في مجال طب واضطرابات النوم عبر الرابط www.alnoum.com، فضلاً عن الأنشطة الموجهة خلال الفعاليات ووسائل الإعلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى