قصة قصيرة..(الحساب مدفوع)! محمد خضر الشريف
محمد خضر الشريف
============
كعادتنا الصباحية شبه اليومية، دخلت مع صديقي مطعم الفول الجديد علينا، فكل مرة لنا محل مختلف عن الآخر..
بحثنا عن طاولة وجدناها ثنائية تحتضن أختها، التي يجلس عليها شخص، في وجهه الصلاح والحزم ويملك “كريزما” واضحة..
سلمنا عليه..جلسنا نتجاذب أطراف الحديث أنا وصديقي “الشيخ الدكتور عبد الرحمن “، مع هضم اللقيمات ..
جليسنا منصت يبتسم فقط !!
قربت له “سلة الخبز” أحييه أن يكمل ما تبقى له في صحن فوله، بعد أن نفد خبزه، شكرني وقال: “أنا خلاص الحمد لله، وختمت بشرب الشاي”!!
انطلق الرجل مودعا دون أن نعرف -لا أنا ولا صديقي- اسمه، ولا من هو.
انتهينا من إفطارنا وختمناه بالشاي الممزوج بالحليب.
تسابق كلانا لدفع الحساب الذي يكون عادة سجالا بيني وبينه، إما أنا وإما هو، وتسير الأمور بيننا هكذا دواليك!
أنا :” لا والله ما تدفع يا شيخ، أنا الذي أدفع اليوم”..
صديقي يمسك بيدي: ” لا أنا الذي أدفع اليوم يا شيخ”!
موظف “الكاشير” يضحك لنا قائلا : “لا أنت ولا هو..
حسباكم مدفوع”!!
بلسان واحد وفي نفس واحد سألناه: من دفعه ؟
قال: هذا الذي كان يجلس بجواركما.
يا رجل؟؟
هذا ليس معنا، ولا نعرفه ولا يعرفنا، ولم يخبرنا من هو..
ثم هو لم يعرفنا باسمه ولا نملك رقم هاتفه.
قالها جازما :” قضي الأمر الذي فيه تختلفان”!!
سألت نفسي قبل أن أسأل صديقي، ومازلت أسأل:
من يدلني عليه أشكره وأقبل ما بين عينيه وأعوضه عن صحني فوله بغداء على كبش سمين حنيذ ؟؟!