قصة قصيرة “رقم سري” !! محمد خضر الشريف
محمد خضر الشريف
===========
موهوم دائما بالموت.. مسكون أبدا برائحته وسيرته..
يهابه بوجل مبالغ فيه ..لاتكاد تنسلخ ذكراه من ذاكرته..
إن أصابه ” دور برد”عادي، كما يصيب ملايين البشر، أشعر من حوله أن القيامة قامت .. والموت سوف يخطفه وحده من بين زوجته وأولاده..
تعود هو على ذلك.. وتعود أهل بيته على عادته تلك..
هذه المرة اشتد عليه مرضه.. صاحبه ألم شديد في صدره.. جعله يبكي ألما..
صرخ في شريكة حياته: أنتِ ياهذه؟؟
هي: نعم روحي لبييك أنا بين يديك!!
وقبل أن تنطق بكلماتها السابقة كانت قد أعدت له لوزامه المرضية التي تعودت عليها في في لفحات مرضه.. أقراص الاسبرين.. ليمون يستعصي على العد، زنجبيل أخضر ومطحون.. شوربة اللحم الضأن الدافئة..عصائر طبيعية من الليمون والبرتقال ووو..
تقدم له هذا وذلك باليمين تارة، وباليسار تارة وهي لا تكاد تأخذ نفسها إلا قليلا..
نظر إليها بحزن مبالغ قائلا: دعيني من كل هذا..
ولأول مرة تجري على لسانه: ” أطلبي لي سيارة الإسعاف وانقلوني للطورائ فورا ” !!
عدو المستشفيات والأطباء ينطقها هذه المرة لم أسمعها منه طوال عشرة ربت على خمسين عاما..
كانت الجملة السابقة حديثها لنفسها..
وبسرعة أردفت:
أبشر يا “صنو الروح”.. الآن أطلبهم..
هات “جوالك” لأطلبهم ..
لا إراديا خاطبها: خذيه وعجلي..
وجدت عليه رمزه السري..
سألته بلهفة: كم الرقم؟ كم الرقم؟؟
اعتدل من ضجعته .. ها ها ها ..
خطف “الجوال”منها بلهفة: خلاص خلاص..
سألته: لم ياحبيبي؟؟
أجابها: ياشيخة “كل نفس ذائقة الموت”!!
—————-
من مجموعتي الثانية: ” قدَّر ولطف”