الاتحــاد الأوروبي على المحك
طارق النائلي
دول شمال البحر الأبيض المتوسط ، و شمال جبال الألب اتفقت بعد نهاية الحرب العالمية الثانية على تكوين اتحــاد قوي مترابط ، مستفيدة من الخبرات و الأنظمـة السابقة ، و شكل الاتحـاد الأوروبي قوة اقتصــادية دوليـة متخــذة منحى تصاعدي مستـفيدة من وجــود العملاق الاقتصـادي في الجهــة المقابلة من المحيط الأطلسي. لأربعة عقــود كان للاتحـاد الأوروبي دور قيادي و سطوة في مجال حقوق الانسان و له كلمة في مجلس الأمن ، عملة موحدة ، برلمان قوي ، و له قوة مؤثـرة على العالم الثالث و التحكم في مصــير دول و حكومــات . القرن الواحد و العشرون دخولـه على الاتحاد الأوروبي لم يكن بشرة خيــر حيث ضـرب الحليف القوي في عقـر داره ، و شمرت أوروبا عن ساعديها و رجليهـا باللحاق به و مؤازرته في حربه المعــلنة على الارهاب ، لم ينتبـه قادتها أن هناك مارد صيني بعـيد عن الأحداث ، يعــد نفســه للســيطرة على الاقتصـاد العالمي . التصــدع ظهر على الســطح بمشاكل اليونان الاقــتصادية ، دخـول فرنســا في محــاربة الارهــاب في افريقــا و دخـول العــديد من دول أوروبا من يدور في فلك الولايات المتحدة الامريكية في حروب الشرق الاوسط و افغانستان … أكبر ضــربة تلقاها الاتحاد الأوروبي عام 2016 خروج بريطانيا العظمى منه ، في الأفــق أخبــار تؤشــر أن الحليف القـوي (الولايات المتحدة الامريكية) يـريد عدم استــمرارية ذلك التحـالف كما كان عليه في القرن العشــرين . المتابع للأخــبار يجـزم بأنه لو استمرت الأحــداث مثل ما هو موجـود على الساحـة فإن هناك أكثـر من دولــة تفضل الخروج من الاتحاد الأوروبي ، لكن لا ننسى دور القائد الاقتصــادي العمـلاق له (ألمانيــا) . هل توافق (برلين) على أن يهدم الحلم الأوروبي ؟ دعونا ننتظر عام 2017 و ماذا يحمل معه من أخبار .