ملك البحرين في انطلاق أعمال القمة الخليجية: مجلس التعاون أصبح صرحاً إقليمياً فاعلاً في المنطقة
المنامة – جمال الياقوت:
انطلقت في العاصمة البحرينية المنامة مساء أمس الثلاثاء، أعمال القمة السابعة والثلاثين لقادة دول مجلس التعاون الخليجي، التي تستمر يومين.
وترأس ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة الجلسة الافتتاحية التي شهدت حضور قادة دول مجلس التعاون في قصر الصخيربالمنامة.
وقال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في الكلمة التي ألقاها في افتتاح القمة: «إن الواقع المؤلم الذي تعيشه بعض من بلداننا العربية، من إرهاب وصراعات داخلية وسفك للدماء هو نتيجة حتمية للتحالف بين الإرهاب والطائفية والتدخلات السافرة، مما أدى إلى زعزعة الأمن والاستقرار فيها».
وعن أوضاع المنطقة أبان: «لا يخفى على الجميع ما تمر به منطقتنا من ظروف بالغة التعقيد، وما تواجهه من أزمات تتطلب منا جميعاً العمل سوياً لمواجهتها والتعامل معها بروح المسؤولية والعزم، وتكثيف الجهود لترسيخ دعائم الأمن والاستقرار لمنطقتنا».
وحول اليمن، أوضح أن الجهود مستمرة لإنهاء الصراع بما يحقق الأمن والاستقرار تحت قيادة حكومته الشرعية.
وعن الوضع السوري قال:«وما وصلت إليه تداعيات الأزمة هناك، وما يعانيه الشعب السوري الشقيق من قتل وتشريد، مما يحتم على المجتمع الدولي تكثيف الجهود لإيقاف نزيف الدم، وإيجاد حل سياسي يضمن تحقيق الأمن والاستقرار، وحفظ وحدة وسلامة الأراضي السورية«.
من جانبه وصف ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة في كلمة الافتتاح المجلس بأنه «صرح إقليمي فاعل».
وأعرب العاهل البحريني في كلمته الافتتاحية عن شكره وتقديره لـ «الملك سلمان بن عبدالعزيز، على جهوده خلال أعمال الدورة الماضية، التي ساهمت بشكل واضح في تطوير توجهات مرحلة العمل المقبلة».
وتابع: إن القمة تأتي «في ظل ظروفٍ سياسية واقتصادية غير مسبوقة تواجه دول العالم أجمع، مشيرا إلى أن الأمر يتطلب منا أعلى درجات التعاون والتكامل، ليحافظ مجلسنا على نجاحه المستمر ودوره المؤثر على الساحة العالمية».
وأضاف: إن «مجلس التعاون في ظل ما وصل إليه من تكامل مشهود، لم يعد أداة لتعزيز مكتسبات شعوبنا فقط، بل أضحى صرحاً اقليمياً يبادر إلى تثبيت الأمن والسلم الإقليمي والدولي، عبر دوره الفاعل في وضع الحلول والمبادرات السياسية لأزمات دول المنطقة، ومنع التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية».
وأعلن ملك البحرين أن دول الخليج العربي تتعاون في مواجهة الإرهاب ودفع التنمية. وذكر أن القمة الخليجية تأتي وسط ظروف غير مسبوقة، مشيرا إلى نجاح دول الخليج في مكافحة الإرهاب، وأضاف: إن تمرين «أمن الخليج العربي 1» يعد نقلة رائدة في التعاون الأمني بين دول مجلس التعاون الخليجي.
من ناحيته، شدد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على أن التغيرات الدولية تتطلب تشاورا وتنسيقا مستمرين بين الدول الخليجية.
وأكد أن منطقة الخليج تواجه تحدي الإرهاب الذي يهدد الأمن والاستقرار، وألمح إلى أن مسيرة العمل الخليجي أسهمت في تلبية تطلعات شعوب دول المجلس.
وأدان أمير الكويت استهداف ميليشيات الحوثي مكة المكرمة، وأفاد بأن الحوار مع إيران يجب أن يرتكز على مبادئ القانون الدولي، وأن يراعي حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وفي الشأن العراقي، أكد أمير الكويت على دعم ما تحقق بالعراق في مواجهة تنظيم داعش، وقال: إن بلاده تؤيد حلا سياسيا يحقن دماء الشعب السوري ويحفظ وحدة أراضيه، مؤكدا أن أوضاع المنطقة تتطلب تنسيقا مشتركا لتحصين دولنا.
عقب ذلك تقرر انطلاق جلسة مغلقة للقمة الخليجية بحضور قادة مجلس التعاون.
يذكر أن قمة الخليج السابعة والثلاثين التي تجري وقائعها في العاصمة البحرينية المنامة، ستناقش جهود تعزيز العمل الخليجي المشترك، وملف التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، إضافة إلى ملفي الأزمتين اليمنية والسورية، بعد أن بحث وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي أمس الأول، في اجتماع عقدوه بالمنامة، جدول أعمال القمة.
وتحتل قمة دول مجلس التعاون الخليجي، أهمية خاصة نظرا لمشاركة تيريزا ماي، رئيسة وزراء بريطانيا، لتكون أول رئيسة وزراء بريطانية وسيدة تحضر الاجتماع السنوي.