مقالات

أقيون يدعو لمناصرة أردوغان

بقلم بهاء الدين أقيون34aa9db9157c95daebcfce9b29626ea2

يشهد العالم حقبة من الزمن يسودها التوزيع غير العادل للثروات، ويسحق فيها القويُّ الضعيفَ، ويسلب الظالم بظلمه حق الحياة من المظلومين. وتحمل دول العالم التي تزعم أنها “دولٌ عظمى وقويةٌ” الموت والدمار والفقر والبؤس إلى الدول التي تزعم أنها تحمل لها “العدالة” وهي تتخفى خلف ستار الترويج للديمقراطية. نشاهد في هذا العصر دولاً تُسْلَبُ فيها حقوق الإنسان، وتُنْتَهَكُ فيها سيادة القانون والحق في حياةٍ كريمةٍ وعادلةٍ وحكام هذه البلاد المتخاذلين على شاشات التلفاز في كل يوم.

يتعّرض اليوم الذين ناصروا الحق، وقالوا ” إن العالم أكبر من خمس” ووقفوا مع المظلوم ضد الظالم، وقالوا “لا للاستعمار”، وعارضوا سفك دماء الآلاف من الأبرياء من أجل قطرة نفط، تماما كما تعّرض الذين ناصروا الحق وقالوا “ربنا الله!” إلى المصاعب والتعذيب. وتجري المحاولات للنيل من رجب طيب أردوغان لقوله “إن الأمور جرت هكذا ولن تسير كذلك بعد الآن”، وجهره بالحق مثل سيدنا جعفر، وصدعه بصوت الأمة في
شجاعة سيدنا حمزة.

فالكفر ما زال على حاله لم يتبدل … والظلم ما زال على حاله لم يتبدل … وما زال الصراع بين الكفر والإيمان مستمر بمسمياتٍ وأشكالٍ مختلفةٍ وإن تبدل الزمان، وما زال الصراع بين الحق والباطل مستمراً رغم اختلاف الأزمنة والأمكنة.

وما تتعرض له تركية اليوم من مخططات خائنة وغادرة تكمن وراءها نفس الأسباب التي تعرض
من أجلها المؤمنون الذين قالوا “ربنا الله” من التعذيب والكذب والافتراء والظلم.

كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم محل احترام جميع الناس وثقتهم حتى لقب بمحمدٍ “الأمي
ن”، وكان أمل المظلومين والملهوفين. وقد اتفقت القبائل على أن يضع الحجر الأسود في مكانه وهو ما يزال في الخامسة والعشرون من عمره حين تنازعوا فيما بينهم. لقد نال احترام الجميع، وأثبت أنه يستحق لقب “الأمين”بجدارةٍ من خلال مسيرة حياته وقراراته الصائبة. ولكن .. ألم ينسَ المشركون كل هذا بمجرد وقوفه على جبل أبي قبيس وإعلانه أنه “رسول الله، ألم يتجاهلوا الأربعين عاماً التي قضاها بينهم رسول صل
ى الله عليه وسلم، ولقب “الأمين” الذي أطلقوه عليه حتى افتروا عليه، وكذبوه، وهددوه كي يتراجع عن دعوته؟. ولكن الله متم نوره دائماً. والإسلام انتشر في كل بقاع الأرض، وما زال يفتح القلوب والبلدان الجديدة في كل يوم. ولن ينجحوا أن يحولوا دون انتشار الإسلام مهما حاولوا. وسيبقى الحق كما يقول الله في كتابه الكريم في سورة الإسراء الآية 81: ” وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا”. أو في سورة الروم الآية 60: “فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ”. لقد أثنى الله على رسوله في كتابه المبين بالأسوة حسنة، كما قال في سورة الأحزاب الآية 21: ” لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ”.

ألم يتعرض الزعماء الذين باتوا أمل هذه الأمة ودعاءها في يومنا هذا إلى ما تعرض إليه نبينا صلى الله عليه وسلم؟ ألم يتعرض أردوغان الذي يسعى إلى أن يكون صوت الأمة اليوم إلى ما تعرض إليه القادة الذين قادوا هذه الأمة وخدموها؟ أو لم يسعى أعداء الأمة إلى ذلك.

إن حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ملخص لحياة الأمة. ونحن نعيش التفاصيل الكبيرة
الدقيقة لهذه الحياة الكريمة. إنه قدوتنا. نتعرف على أصدقاء الأمة وأعدائها من خلال التأمل في حياته، فالكفر لم يتغير ولم يتبدل أبداً، وكل ما تبدل هو الزمان.

إن ملة الظلم واحدة وملة المظلوم واحدةٌ أيضاً. وإن ملة المؤمنين واحدةٌ وملة المشركين واحدةٌ ايضاً. والظلم هو هو في الماضي وفي الحاضر. ولكن تغير عمار وياسر وبلال وخباب، وحلّ مكانَ أبي جهل الماضي أبو جهلٍ آخر. والله تعالى يقول في كتابه الكريم في الآية 105 من سورة البقرة:

” مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ ۗ”. لقد بدلوا اسم الكفر وقدموه لنا باسم “الحضارة”. وحاولوا أن يظهروا أعداء الأمة الذين يذكرهم القرآن على أنهم أصدقاء من خلال “الحوار بين الأديان”. ومسيلمة الكذّاب يتجسد اليوم في مجموعة الخونة والمفترين وأعضاء حركة غولَن. ولم يتبدل شيئٌ سوى أسماء أصحاب الكفر وأساليب الخيانة. لقد أصبحت الوحشية عنواناً الترويج “للديمقراطية”، وأصبح الاستعمار “دفاعاً عن حقوق الإنسان”، وباتت الخيانة تعني “تقديم الخدمات”، وظلموا الذ
ين يخدمون الدين بحقٍّ، وعملوا من أجل مصلحة المشركين تحت مسمى “تقديم الخدمات”.

لقد هيأ الله تعالى في تركية الآن قائداً يسير على درب الحق وينصره باسم الله، وبات أمل المظلوم، ورعب الظالم. إنه الزعيم الذي ينتظره العالم وتحتاجه الأمة. إنه أردوغان الذي يلقب ب “الرئيس”. إنه صوت المظلومين في تركية وفي العالم ضد الظلمة. وهذا وحده تفسيرٌ للحب والدعاء الذي تتوجه به من أجله كل المجتعات المظلومة في جميع أنحاء العالم. إنه “الرئيس” الوحيد الذي يدافع عن حق المظلومين في فلسطين وميانمار وسورية… أليس هذا هو السبب الوحيد الذي يثير الرعب والعداء عند الظالمين؟!.

لا شك بأن الكفروالباطل زاهق وزائل، والحق باقٍ قائم. وفي خضم الصراع المستمر الدائم بين الحق والباطل ستخلد البشرية أسماء الذين جاهدوا في سبيل الحق. لقد أظهر المؤمنون معنى حب الوطن في 15 تموز 2016. ونال الكثير منهم مرتبة الشهادة، ونال الكثير منهم مرتبة الغزاة المجاهدين. لم يتوانوا أ
بداً ولم تثبط لهم همةٌ عن نصرة سنة الله في الأرض. وقالوا:”إن الحق قائم ومنتصر رغماً عن كل محاولات الكفر

لقداظهرت الاحداث التي نعايشها انه يجب على كل مسلم ان يحدد موقفه جيدا وعلينا ان نراجع انفسنا ونحدد مواقفنا  هل نقف الى جانب أشباه مسيلمة الكداب أم الى جانب الذين يتبعون سنة الله ورسوله  هل نقف الى جانب اردوغان ام الى جانب من يعملون ضد مصالح الدين والوطن

اللهم يارب اننا نعاهدك كما عاهدك
المسلمون امام حبيبك في الحديبية باننا لن نتخلى أبدا عن نصرة رئيسنا باذنك وعونك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى