مقالات

تكنولوجيا المعلومات وحماية العقيدة (الدين)

بقلم / الدكتور سامح أبو طالب 

مقصد حفظ الدين هو أكبر الكليات الخمس وأرقاها، والمقصد الأساس لكافة التكاليف الشرعية أصولها وفروعها، إذ أن أصول العبادات راجعة إلى حفظ الدين، فالدين أصل للمقاصد كلها، فإذا ذهب الدين ذهبت الدنيا بأسرها، وذهبت المقاييس الصحيحة والموازين العادلة، واتبع الناس أهواءهم، يقول الله تعالى: { وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ} [المؤمنون: 71]، فهذه الآية تشير إلى أن اتباع الهوى يلزم منه الفساد؛ وذلك لأن أهواء الناس تختلف وتتضاد، ومصالحهم تتعارض، فإذا لم يكن هناك دين يضبط المصالح، وينظم الحياة، فإن كل شخص سيفعل ما يراه مصلحة له بحسب ما يمليه عليه هواه، فيحصل الاعتداء على الأموال، والأنفس، والأعراض، والأنساب.

والعقيدة هي أهم مكونات الدين الإسلامي وأشرفها منزلة، وأعلاها مكانة، وأوجبها مطلبًا، وأرفعها قدرًا، وهذا ما يفرض على اتباع الدين الحنيف العمل على حمايتها ومواجهة كل ما من شأنه المساس بها، و يتم ذلك عبر تحقيق المقصد الشرعي العام الذي من شأنه حماية  العقيدة وأصولها الثابتة، وهو مقصد حفظ الدين والذي يعني: تثبيت أركان الدين وأحكامه في الوجود الإنساني والحياة الكونية، وكذلك العمل على إبعاد ما يخالف دين الله ويعارضه، كالبدع ونشر الكفر، والرذيلة، والإلحاد، والتهاون في أداء واجبات التكليف.

وحفظ الدين قد يكون من جانب الوجود: وذلك عبر إقامة أركان الدين، وتثبيت قواعده ([6])، أو تثبيت أركان الدين وإحكامه في الوجود الإنساني والحياة الكونية.

ويكون من جانب العدم: وذلك عبر درأ الاختلال عن الدين سواءً الواقع أو المتوقع فيه ([8])، أو ردُّ كل ما يخالف الدين من الأقوال والأفعال.

دور تكنولوجيا المعلومات في حماية العقيدة وحفظ الدين:
لا شك أن تكنولوجيا المعلومات في الوقت الحاضر لها دور بارز في حماية العقيدة الإسلامية وتحقيق مقصد حفظ الدين سواءً من جانب الوجود عبر إقامة أركان الدين، وتثبيت قواعده، أو من جانب العدم وذلك عبر الزود عن أركان العقيدة الإسلامية ومواجهة ما يهددها من أخطار تحاول هدم الإسلام ودعائمه، ويمكن توضيح دور تكنولوجيا المعلومات في حماية العقيدة من خلال النقاط التالية:

1- يتم الاستعانة بوسائل التكنولوجيا المختلفة في غرس العقيـدة الـصحيحة ونشرها، وتعـاليم الإسلام الوسطي السمح ومبادئه التي تتمتع بقبول عام لدى الشريحة العظمى من شعوب العالم الشرقي منها والغربـي.

2- يمكن توظيف تكنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصالات الحديثة في الدعوة إلى الله تعالى عبر المقاطع الصوتية والمرئية والمكتوبة ونشر القيم والفضائل، والتي مـن شـأنها تهذيب النفس وتزكيتها.

3- يتم استخدام تقنية تكنولوجيا المعلومات في الحفاظ على الثقافـة الإسلامية ومكوناتها من مخاطر الغزو الفكري، أو المصادرة، أو التحريـف والتزويـر.
 

4- العمل على استثمار وسائل تكنولوجيا المعلومات بما تملكه من إمكانات في حماية فكر المسلم من الانحراف عن الوسطية والاعتدال ومحاربة الأفكار الدخيلة، ودفع الـشبهات المثارة حول الرسول صلى الله عليه وسلم، والقدح في الصحابة رضي الله عنهم، أو دفع التهكم على الإسلام وأتباعه بصفة عامة.

5- السعي في استغلال وسائل تقنية المعلومات في تفنيد التصرفات السيئة التي تلصق عمداً بالإسلام كتهمة مساندة الإرهاب، والتي باتت تتخذ كدعاية ووسيلة للهجوم على الدين الإسلامي وعقيدته وأحكامه أو للهجوم على رجال الدين أو الشخصيات الإسلامية والمؤسسات الدينية من قبل أعداء الإسلام من العلمانيين والملحدين .
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى