غير مصنف

حلقة نقاش بالمدينة المنورة تستعرض تحدّيات “المزارع الوقفية” ودورها في خدمة المجتمع وتنمية القطاع غير الربحي

المدينة المنورة – واس:
عُقدت بمركز الملك سلمان للمؤتمرات بالمدينة المنورة اليوم، حلقة نقاش بعنوان “المزارع الوقفية.. الفُرص والتحدّيات” التي نظمتها الجامعة الإسلامية، بالشراكة مع وقف محمد بن إبراهيم السبيعي -رحمه الله- وشارك فيها ممثلو 33 جهة من المختصين في مجال الأوقاف، ومؤسسات القطاع غير الربحي الحكومي والخاص، وخبراء في المجالات الشرعية والإدارية والاقتصادية.
وأكد رئيس الجامعة الإسلامية الدكتور صالح بن علي العقلا أن انعقاد الفعالية يأتي امتدادًا للدور التاريخي للمدينة المنورة كمنطلقٍ للأوقاف منذ عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام -رضوان الله عليهم-، مشددًا على أهمية التحوّل في العمل الوقفي من طابعٍ خيري تقليدي إلى رافدٍ إستراتيجي، يُسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 وبرفع مساهمة القطاع غير الربحي في الناتج المحلي، مشيرًا إلى الدور المُهم للمزارع الوقفية في تعزيز الأمن الغذائي، ودور الجامعة في خدمة هذا القطاع عبر تنمية أوقافها، وإسهام منسوبيها في هذا المجال عبر الأبحاث، والبرامج الأكاديمية المتخصصة، داعيًا إلى جعل المزارع الوقفية نموذجًا تنمويًا يعكس أصالة الوقف ويتناغم مع التطلعات الوطنية.
من جانبه أكَّد رئيس مجلس إدارة وقف “السبيعي” ناصر بن محمد السبيعي حرص الوقف على مواكبة الحِراك المؤسسي الذي تقوده الهيئة العامة للأوقاف في تطوير القطاع الوقفي بالمملكة، مشيرًا إلى أن انعقاد الحلقة يأتي امتدادًا لهذا النهج، وسعيًا لتحقيق التوازن بين المحافظة على مقاصد الواقفين وتعظيم المنافع المجتمعية وتحسين الأداء.
بعد ذلك، دشّن معالي المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري, ورئيس الجامعة الإسلامية الدكتور صالح بن علي العقلا، المنصّة الإلكترونية للتحوّل الرقمي لأوقاف الجامعة الإسلامية، التي تهدف إلى تعزيز مبادئ الحوكمة والشفافية، واستدامة مشروعات أوقاف الجامعة، ومواكبةً لمستهدفات رؤية المملكة 2030.
وشهدت الفعالية عقد ثلاث جلسات علمية، ناقشت عدة محاور، من أبرزها مقاصد الوقف الزراعي ومصالح استبداله، وأهمية إنشاء شركات وقفية زراعية فاعلة، قادرة على استصلاح الأراضي، واستزراع المنتجات الزراعية, وتناولت دور المزارع الوقفية كأداة لتحقيق الأمن الغذائي ومقصد حفظ النفس، والحاجة لسنّ أنظمة خاصة بالمزارع الوقفية، وإنشاء هيئة وطنية متخصّصة، بالتكامل مع وزارة البيئة والمياه والزراعة.
واستعرضت الجلسة الأولى ضمن الفعالية نتائج دراسة ميدانية لـ(300) مزرعة وقفية في المدينة المنورة، ودور التقنيات الحديثة، وتنويع المحاصيل، وتعزيز الشراكات الاستثمارية في دعم الاستدامة الزراعية، وتعزيز الأمن الغذائي, وضرورة تطوير واستثمار الإنتاج الزراعي وأسواق النفع العام.
وتناولت الجلسة الثانية آلية احتساب المصاريف الإدارية والمالية في المزارع الوقفية، بصفتها ركيزة لضمان الكفاءة التشغيلية، والالتزام بالضوابط الشرعية, والحاجة لاعتماد نظام محاسبة التكاليف على أساس الأنشطة (ABC) لتقليل التكاليف وتعزيز الشفافية المالية, وأهمية الإسراع في إصدار دليل الحسابات الاسترشادي الموحد وإطلاق مسار مهني للمحاسبة الوقفية.
واستعرضت الجلسة الثالثة ضمن حلقة النقاش تجارب ونماذج لمزارع وقفية جرى تشغيلها بأساليب مبتكرة، عبر تحويلها إلى وجهات سياحية مُستدامة، وأهمية تطوير أدلة إرشادية، ونماذج عمل بالتعاون مع الهيئة العامة للأوقاف، وتطرقت الجلسة لأبرز الإستراتيجيات الفعّالة لإدارة المخاطر وتعزيز الإنتاجية في المزارع الوقفية.
وتضمّنت الفعالية معرضًا مصاحبًا، شاركت فيه عدد من الجهات ذات العلاقة بقطاع الأوقاف، والمزارع الوقفية، ومؤسسات القطاع غير الربحي في القطاعين الحكومي والخاص، عرضت من خلاله أبرز مشاريعها وخبراتها في مجال المزارع الوقفية، وسبل تشغيلها بما يحقق استدامة الإنتاج والفائدة للمجتمع المحلي.
وأكد المشاركون في حلقة النقاش أهمية تطوير الأطر التنظيمية والحوكمة للقطاع الوقفي الزراعي، وتعزيز التعاون بين الجامعات والجهات الحكومية والقطاع غير الربحي، بما يضمن استدامة الموارد، ويعزّز إسهام الأوقاف في تحقيق الأمن الغذائي، والتكامل مع أهداف التنمية الوطنية، ومستهدفات رؤية المملكة 2030.
وفي ختام الفعالية، كرّم معالي المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري، الجهات المنظمة للفعالية والمشاركين في الجلسات العلمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى