مهرجان التين في تونس.. من حقول الشمال الغربي إلى موائد العالم

تونس – واس :
تشهد مدينة دجبة الواقعة بمحافظة باجة شمال غرب تونس أجواء احتفالية مميزة، مع انطلاق مهرجان الكرموص “التين”، الذي تحول على مر السنوات إلى مناسبة سنوية للتعريف بثمار المنطقة ومنتجاتها التقليدية، وجذب الزوار من داخل البلاد وخارجها.
وتُعرف مدينة دجبة الواقعة على سفوح جبلية خضراء، بأنها العاصمة الفلاحية للتين في تونس, وتمتاز بتربة خصبة ومناخ ملائم جعل منها مركزًا لإنتاج أجود أصناف التين التي تلقى إقبالًا واسعًا في الأسواق المحلية والخارجية.
وأسهم المهرجان الذي يُقام سنويًّا منذ عقود في ترسيخ اسم المدينة على الخريطة السياحية والزراعية، وجعلها رمزًا لصناعة تقليدية متجذرة في الذاكرة التونسية.
ويُعدّ التين أو ما يُطلق عليه باللهجة التونسية “الكرموص” من أبرز محاصيل تونس الزراعية، إذ تحتل البلاد مكانة متقدمة في إنتاج التين على المستوى المتوسطي، بفضل تنوع أصنافه وجودته العالية.
وتُعرف مدينة دجبة إلى جانب حقولها العامرة بالتين بأنواعه، بإتقان سكانها لصناعة الشريحة، وهي التين المجفف الذي يمثل مخزونًا غذائيًّا تقليديًّا للتونسيين وتتم عملية التجفيف بطريقة طبيعية تحت أشعة الشمس الصيفية الحارة، إذ تُعرض الثمار على “سُطوح” من القش أو الحصير عدة أيام حتى تفقد رطوبتها وتكتسب مذاقًا مركّزًا ثم تُخزن بعناية في أوعية فخارية تقليدية لحفظها طوال العام.
ويعود مسمى “الكرموص” إلى اللغة اللاتينية القديمة، وفي اللهجة التونسية بقيت الكلمة متداولة حتى اليوم؛ مما يعكس امتدادًا للتراث اللغوي والثقافي المرتبط بهذه الفاكهة.
ولا يقتصر الكرموص على قيمته الغذائية والتراثية فحسب، بل يمثل أيضًا موردًا اقتصاديًا متناميًا, فحسب بيانات وزارة الفلاحة التونسية، تُصدر البلاد سنويًا نحو (7) آلاف طن من التين الطازج والمجفف نحو أسواق أوروبية وخليجية بالأساس، بعائدات تقدَّر بأكثر من (20) مليون دينار تونسي (نحو 6 ملايين دولار أمريكي) ويُنتظر أن يسهم تطوير الصناعات التحويلية المرتبطة بالتين، مثل المربى والحلويات الطبيعية، في تعزيز حضور هذا المنتج في الأسواق العالمية.



