مقالات

الدمام ستبهركم

بقلم – محمد البكر :

قد يتفق معي الكثيرون على أن مدينة الدمام لم تنَل بعد حقها من الاهتمام الاستثماري، رغم ما تملكه من مقومات جذب قلّ نظيرها. فهي العاصمة الإدارية للمنطقة الشرقية، وقلبها النابض ومركزها الحيوي، بما تحويه من كثافة سكانية وتنوع ثقافي واجتماعي واقتصادي.

فعلى مدى سنوات مضت، لم تحظَ الدمام باستثمارات نوعية تليق بمكانتها. ولم يكن ذلك نتيجة تقصير من الجهات الخدمية الحكومية، فهذه الجهات قدّمت عددًا كبيرًا من مشروعات البنية التحتية، ونفّذت مخططات تنموية طموحة. بل إن التحدي الأكبر كان في تواضع مساهمة القطاع الخاص بالشكل الذي يعزز من مكانة المدينة كوجهة ترفيهية وسياحية.

لكن… يبدو أن الأخبار السارة بدأت تتدفق، والأمور تتغير.

ففي الشهور الماضية، أعلنت مجموعة من الشركات الكبرى عن حزمة مشاريع نوعية في الدمام، تشمل مجمعات تجارية ضخمة بتصاميم عصرية، وأخرى ترفيهية مفتوحة عالمية، ومشاريع متقدمة للاستفادة من البنية التحتية، والمساحات الخضراء، والواجهات البحرية.

هذه المشاريع ليست مجرد منشآت جديدة، بل هي بداية لمرحلة تحول شاملة ستعيد تعريف الدمام كمدينة جاذبة، قادرة على استقطاب الزوار والمقيمين، مع رفع جودة الحياة فيها.

القطاع الخاص، بما يملكه من مرونة ورؤية تجارية، بدأ يدرك – ولو متأخرًا – أن الدمام تمثّل فرصة استثمارية واعدة، بفضل عدد سكانها، وموقعها الجغرافي، وقربها من محافظة القطيف بمدنها وقراها، واتصالها بالجبيل.

فالدمام إذن تملك كل المقومات، وما تحتاجه اليوم هو استمرار الزخم الاستثماري، وتنويع المشاريع، لتصبح في مصافّ المدن السعودية الأكثر حيوية وجذبًا للسياح من داخل المملكة وخارجها.

الدمام اليوم أمام فرصة تاريخية، والقطاع الخاص هو كلمة السر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى