مجلس عائلة آل جودر في منطقة قلالي بمملكة البحرين ،، منارةٌ للعلم وإرثٌ يتجدد
البحرين – جمال الياقوت :
فى ذكرى مرور ثمانية أعوام من تأسيسه ، يواصل مجلس عائلة آل جودر الجديد في منطقة قلالي بمملكة البحرين ، أداء دوره كمَعْلَمٍ ثقافي وإجتماعي بارز يعكس الهوية البحرينية العربية الأصيلة ، ويجسّد إرثاً متجذّراً في التاريخ وممتدًا في الحاضر .

وقد شهد إفتتاح المجلس حضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة ، ووجهاء وأعيان مملكة البحرين والخليج العربي ، الذين حرصوا فى التردد على المجلس طيلة السنوات الثمانية ( 8 ) الماضية ، في تجسيد لعمق العلاقات والتقدير الذي تحظى به مجالس العوائل البحرينية الأصيلة ، ودورها في ترسيخ القيّم والثوابت الوطنية .

ويُعد وجود هذا المجلس امتدادًا لمجالس آل جودر القديمة المعروفة التي توارثتها الأجيال ، جيلاً بعد جيل مثل مجلس فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن فارس بن جودر رحمه الله ، أحد كبار العائلة في وقته وأول من اختط الجهة الغربية من قلالي، حيث استقر جزء من العائلة في أربعينيات القرن التاسع عشر، خلال عهد الشيخ علي بن خليفة آل خليفة والشيخ محمد بن خليفة آل خليفة و بمباركتهما والذي كان مجلسه مكانًا يجتمع فيه اعيان البلاد، ومقرًا لحل النزاعات، وكذلك مجلس حفيده من بعده الشيخ أحمد بن جاسم بن جودر رحمه الله ، شيخ العائلة وتاجر اللؤلؤ المعروف وعضو مجلس ممثلي قبائل البحرين الذي كان يرأسه حاكم البلاد آنذاك الشيخ عيسى بن علي آل خليفة.

كما عُرف مجلس الأخوين الوجيه وتاجر اللؤلؤ المشهور محمد بن عبدالرحمن الجودر وأخيه الوجيه أحمد بن عبدالرحمن الجودر في المحرق رحمهم الله والذي كان يُطلق عليه “باريس” نظرًا لمساحته الشاسعة وجماله مقصدًا للأعيان والوجهاء من البحرين والخليج العربي.
وفي منتصف القرن العشرين أتى مجلس آل جودر في المحرّق امتدادًا لمجالس الآباء والأجداد حيث تجتمع فيه العائلة وتستقبل ضيوفها من الوجهاء والأعيان وتقام فيه المناسبات، وتجدد هذا الإرث مع مجلس آل جودر الجديد في قلالي الذي تم افتتاحه في عام 2018 والذي لم يزل منذ تأسيسه مقصدًا للوجهاء والأعيان ومنارةً للعلم ومقصدًا للعلماء وطلّاب المعرفة حيث احتضن العديد من المحاضرات والندوات العلمية والثقافية لكبار العلماء و المشايخ بالتعاون مع إدارة الأوقاف السنية في مملكة البحرين، مما يعكس حرص العائلة على مواصلة رسالتها العلمية والاجتماعية.
وقد عُرفت عائلة آل جودر عبر التاريخ بإسهاماتها العلمية والقضائية، فبرز منها العديد من العلماء والقضاة الذين كان لهم أثرهم الواضح في المجتمع، ومنهم: فضيلة الشيخ علي بن محمد بن خميس الجودر رحمه الله، وفضيلة الشيخ عبد اللطيف بن علي بن محمد الجودر ( قاضي المحرق) رحمه الله ، وفضيلة الشيخ سلطان بن علي بن محمد الجودر رحمه الله ، وفضيلة الشيخ أحمد بن عبد الله بن سلطان الجودر رحمه الله، وفضيلة الشيخ إبراهيم بن علي بن جمعة الجودر رحمه الله، وفضيلة الشيخ مبارك بن علي بن حمد الجودر رحمه الله، وفضيلة الشيخ جمعة بن علي بن جمعة الجودر رحمه الله، وفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن حسين بن جاسم الجودر رحمه الله، وغيرهم من الرموز البارزة الذين أسهموا في ترسيخ مكانة العلم الذي اشتهرت بهِ البحرين وشرق الجزيرة العربية منذ القدم.
إن استمرار هذا المجلس اليوم، بروحه المتجددة وأصالته المتجذّرة، يؤكد أن مجالس العوائل البحرينية لم تكن يومًا مجرد أماكن للقاء، بل كانت وستظل صروحًا للعلم والهوية، وجسورًا بين الماضي والمستقبل.



