الأربعة الكبار وصندوق الاستثمارات

بقلم – محمد البكر :
كلنا يدرك الأثر الإيجابي الكبير الذي شهدته الكرة السعودية منذ لحظة الإعلان عن استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على الأندية الأربعة الكبار، وما تلاه من التعاقد مع كبار نجوم العالم. فبدون استحواذ الصندوق، كان من المستحيل نجاح مشروعنا الوطني الرياضي.
ولكن تملّك جهة واحدة للأندية الأربعة فتح الباب أمام جماهير تلك الأندية للتشكيك في مبدأ العدالة، ناهيك عمّا يعتقده البعض من أن وجود مالك واحد يقتل المنافسة الحقيقية. فحتى لو كانت تلك الأندية تُدار عبر مظلة شركات مستقلة لكل نادٍ، تعمل كل منها تحت إدارة رئيس تنفيذي مستقل، ومجلس إدارة يمثل الشركة الربحية وغير الربحية، فإن المالك يظل واحدًا، وهو صندوق الاستثمارات.
كما أن لجنة الاستقطاب المسؤولة عن التعاقدات مع نجوم كرة القدم العالميين تظل واحدة للأندية الأربعة، مما وضعها محل تشكيك دائم من جماهير تلك الأندية.

من المهم منح شركة كل نادٍ الصلاحيات الكاملة، بما فيها صلاحية التعاقد المباشر مع اللاعبين الدوليين، ومنح كل شركة ميزانيتها السنوية بالتساوي، تحت حوكمة شفافة يُقرّها الصندوق مع نهاية كل موسم. وهنا سينتهي كل الحديث الذي تردده جماهير الأندية بشأن غياب العدالة، وكذلك بعض الرؤساء الذين يضعون لجنة الاستقطاب شماعة لإخفاقاتهم.
أمامنا تجربة ناجحة؛ فاستحواذ شركة أرامكو السعودية على نادي القادسية خير مثال على ما قصدته في هذا المقال. فخلال موسم واحد، وصل الفريق إلى المباراة النهائية على كأس الملك، كما حقق المركز الرابع وكان الأحق بالمركز الثالث، رغم أن الميزانية التي خصصتها الشركة للقادسية تُقدّر بربع ميزانية كل نادٍ من أندية الصندوق.
تبقى نقطة مهمة سأتطرق لها في مقال قادم بإذن الله، وهي عدالة المنافسة بين الأندية المستحوذ عليها، وبقية الأندية التي بالكاد تسير أعمالها. وأنا على يقين بأننا في المرحلة الأولى من مشروعنا الرياضي، وأن المرحلة التالية ستعالج خلل التنافسية، لكن كل ما نتمناه هو ألا تتأخر تلك المرحلة.
ولكم تحياتي