الأمونيا .. وقود جديد يغير قواعد اللعبة

برلين – سويفت نيوز:
في سباق العالم نحو تحقيق مستقبل مستدام، طالما يأتي الهيدروجين والمركبات الكهربائية في مقدمة الحلول الواعدة. لكن مؤخرًا، بدأت ألمانيا تسلط الضوء على وقود جديد قد يغير قواعد اللعبة وهو الأمونيا.
بدأت الأمونيا تفرض نفسها كبديل نظيف للوقود التقليدي، خاصة في قطاعي الطاقة والنقل. تتميز الأمونيا بعدم إنتاجها لأي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عند تصنيعها، مما يجعلها خيارًا جذابًا للدول والشركات التي تسعى لتحقيق الحياد الكربوني، بحسب ما نقله موقع “The Pulse”.

في خطوة كبيرة نحو تبني الأمونيا كوقود مستدام، أعلنت شركة “MAN Energy Solutions” الألمانية، المتخصصة في حلول الطاقة العالمية، عن تشغيل محركها الأولي لحقن الغاز السائل بالأمونيا بكامل طاقته لأول مرة. ومن المقرر تسليم أول محركاتها ثنائية الوقود التي تعمل بالأمونيا في أوائل عام 2026.
تعمل الشركة على تطوير محركات” ME-LGIA” ثنائية الوقود منذ عام 2020، وخضعت هذه المحركات لاختبارات مكثفة خلال عام 2024.
وجدير بالذكر أن ما يجعل هذه المحركات مميزة هو قدرتها على العمل ليس فقط بالأمونيا، ولكن أيضًا بأنواع الوقود التقليدية، بما في ذلك وقود الهيدروجين، مما يعزز من مرونتها وكفاءتها.
قال أولي بيندت هانسن، رئيس قسم الأبحاث والتطوير لمحركات الاحتراق الثنائي في “MAN Energy Solutions”:
“لقد قمنا الآن بتشغيل المحرك على الأمونيا من 25% إلى 100% من الحمل، مما يمثل خطوة مهمة أخرى في تحول الطاقة البحرية.”
كما أجرت الشركة اختبارًا لمدة 12 شهرًا على محرك أسطوانة واحدة يعمل بالأمونيا منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وأظهرت النتائج أداءً إيجابيًا من حيث الانبعاثات والكفاءة التشغيلية، وفقًا لتقرير “Lloyd’s List”.
تحديات وفرص استخدام الأمونيا كوقود نظيف
رغم الآمال الكبيرة التي تُعلّق على الأمونيا كوقود مستدام، هناك تحديات يجب مراعاتها:
1- السلامة:
الأمونيا مادة سامة، لذا يجب الالتزام ببروتوكولات صارمة عند تخزينها ونقلها لتجنب أي تسرب.
2- التكلفة:
إنتاج الأمونيا الخضراء لا يزال مكلفًا مقارنة بالوقود التقليدي، وقد يكون أكثر تكلفة من الهيدروجين والمركبات الكهربائية أيضًا. لذا، يجب الاستثمار في البنية التحتية لضمان تحقيق عوائد مجزية.
تسعى ألمانيا إلى أن تكون نموذجًا عالميًا في تبني الأمونيا كوقود للمستقبل، حيث تتخذ إجراءات حذرة ومدروسة لتطوير استخدامها بأمان وكفاءة.
وأوضح هانسن: “بفضل الخصائص الفريدة للأمونيا كوقود، كان من الضروري اتخاذ نهج دقيق للغاية، وقد اتخذنا جميع الاحتياطات اللازمة حتى نتمكن من التعامل معها بثقة.”
يبدو أن الأمونيا قد تكون بالفعل البديل القادم في عالم الطاقة المستدامة. ومع التطورات التكنولوجية والاستثمارات الكبيرة في هذا المجال، قد نشهد قريبًا تحولًا كبيرًا في صناعة النقل والطاقة نحو هذا الوقود الثوري.