بيئة

اليوم العالمي للغابات إثراء للبرامج والأبحاث العلمية حفاظًا على التنوع البيئي

جدة – واس:
تشارك المملكة ممثلة في المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر في اليوم العالمي للغابات, الذي يحل في 21 مارس من كل عام؛ بهدف التوعية والتثقيف بأهمية الغطاء النباتي، والتعريف بأنواع الغابات والأشجار الموجودة على مستوى العالم ودورها في التنوع البيئي والأحيائي؛ حاملًا هذا العام شعار “الغابات والأغذية”.
ويثري هذا اليوم العالمي الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2012 أن يقام في يوم 21 مارس, بذل الجهود لتنظيم الأنشطة المحلية والوطنية والدولية التي تشمل الغابات والأشجار, بالتعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية, وتمثل إحدى أبرز المكونات الطبيعية التي تؤدي دورًا مهمًا في الحفاظ على التوازن البيئي في مختلف البلدان, وتوفر الأكسجين، وتختزن مئات الأطنان من الكربون، وتوفر البيئة لأكثر من 80% من التنوع البيولوجي، وتُعزز الأمن الغذائي، وتحد من التصحر، وتخفف من آثار التغير المناخي.
وتتمتع المملكة بتنوع طبيعي خلاب يمتد على مساحاتها الشاسعة، وتقع معظم الغابات فيها بالجزء الجنوبي منها تحديدًا في جبال السروات والحجاز، وتتنوع بين الغابات الجبلية وغابات الأودية إضافة إلى غابات المانجروف في المناطق الساحلية, ويتميز كل نوع منها بخصائص فريدة، ويحتوي على أنواع نباتية يمكنها التكيف مع الظروف البيئية والمناخية الخاصة بكل منطقة, وتوجد الغابات الجبلية؛ بالجزء الجنوبي والجنوبي الغربي من المملكة في المناطق الممتدة على سلسة جبال السروات من الطائف وحتى جازان، وأشهر مكوناتها أشجار العرعر والعتم والطلحيات.
وتنتشر غابات الأودية على نطاق واسع في جميع مناطق المملكة, وهي العبارة عن أحواض أو منخفضات طبيعية على سطح الأرض، وأشهر مكوناتها الطلحيات والسدر؛ وتمثل غابات المانجروف, تجمعات شجرية لنباتات معمرة تعيش في البيئات الساحلية، وتوجد في المناطق الاستوائية وتحت الاستوائية الضحلة الواقعة تحت تأثير حركتي المد والجزر في المواقع بطيئة التيار، وتنتشر معظم أشجار المانجروف على سواحل البحر الأحمر والخليج العربي والجزر، وأشهر مكوناتها القرم والقندل.
وفي الوقت نفسه, تمثل الغابات مصدرًا لتعزيز الأمن الغذائي كإنتاج العسل، ومرعى للماشية، وإنتاج الفواكه والخضار من خلال الزراعة الحراجية، كما لها دور مهم في توفير المنتجات الطبية وفرص العمل، والإسهام في التنمية الاقتصادية، فضلًا عن تعزيز السياحة البيئية والأنشطة الترفيهية القائمة على الغابات، وتدعم الغابات بشكلٍ كبير تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة، وتُسهم في الحد من آثار تغير المناخ والتكيف معه، عن طريق مواجهة التغير المناخي والتصحر، إضافة إلى دعم الغابات الأهداف العالمية نحو تعزيز الاستدامة البيئية، عبر اعتماد الإدارة المستدامة وممارسات المحافظة على الغابات وزيادة مساحات الغطاء النباتي بها.
من جانبه يعمل مركز الغطاء النباتي على تنمية مواقع الغطاء النباتي والرقابة عليها وحمايتها، وتأهيل المتدهور منها، والكشف عن التعديات عليها، ومكافحة الاحتطاب، إضافة إلى الإشراف على أراضي المراعي والغابات والمتنزهات الوطنية واستثمارها، مما يعزز التنمية البيئية المستدامة، ويسهم في تحقيق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء، ورؤية المملكة 2030، إضافة إلى تنفيذ مشروع حصر الغابات الوطني، وإنشاء منظومة وطنية لمراقبة أراضي الغابات وأخرى لمتابعة الحرائق بها.
ويبذل المركز جهودًا مستمرة للحفاظ على الغابات، باعتبارها ثروة طبيعية تسهم في تحقيق الأهداف الوطنية نحو الاستدامة البيئية, ويعمل المركز على استعادة الغابات وتنميتها وتأهيلها ، وزُرعت أكثر من 3.5 ملايين شجرة، وتحديد أكثر من ٥٤٥ موقعًا للأشجار المعمرة من أجل حمايتها وتأهيلها، إضافة إلى حماية مواقع الغابات بالبتر الحدودية واللوحات الإرشادية, وتصب هذه الجهود في إطار الخطة الإستراتيجية للغابات، وأنشأ المركز منظومة وطنية لمراقبة أراضي الغابات وأخرى لمتابعة الحرائق بها، إلى جانب تنظيم ورش عمل وإنشاء مراكز بحثية متخصصة لدراسة الغابات وإجراء البحوث التنموية والتطبيقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى