رمضان

عادات وتقاليد متوارثة يستذكرها أهالي نجران خلال شهر رمضان المبارك

نجران – واس :


يمتاز شهر رمضان المبارك بنجران بأجواء خاصة من العادات والتقاليد الاجتماعية المتوارثة عبر الأجيال، التي ما زالت محفورة في ذاكرة أهالي نجران وتضفي المحبة والمودة بينهم، في إطار من الروحانية والتواصل الاجتماعي خلال شهر الخير في كل عام.
وتحدث لـ”واس” المواطن دلامة آل حيدر، الذي استعاد ذكريات الصوم قديمًا بنجران، من خلال استذكار استقبال شهر رمضان المبارك، الذي يكون عن طريق أئمة المساجد، بعد إعلان رؤية هلال الشهر الفضيل، وتبدأ مراسم استقبال الشهر الكريم بكل حفاوة وترحيب من الأهالي، من خلال تجمع العائلة في منزل كبيرهم، وتناول طعام العشاء الذي يكون بالعادة مكون من الأكلات الشعبية كـ”الرُقش”، والوفد والمرق، يتخلله استذكار النعم التي منّ الله بها عليهم، أن بلغهم الله شهر الصوم، ونعمة الأمن والأمان، كما يتواصون بقيام الشهر الكريم، والتكافل الاجتماعي وتلمس احتياجات أقاربهم وجيرانهم.
وأشار إلى أن العادات الرمضانية القديمة لا تختلف عن باقي مناطق المملكة، وكان المستوى الاجتماعي متقارب ويتسم بالبساطة، فكانت سفرة الإفطار محدودة الأصناف من التمر والقهوة، والذرة، والقمح، واللبن، التي تكون من إنتاج مزارعهم ومواشيهم، لافتًا النظر إلى تميز سفرة الإفطار والسحور من خلال اجتماع العائلة، وأهل القرية والجيران عليها، والتواصل الكبير فيما بينهم خصوصًا مع محدودية الكهرباء والأجهزة الحديثة الموجودة في وقتنا الحاضر.
كما تحدث المواطن يحيي هرقل، عن ذكرياتهم الرمضانية وهم صغار فيما يتعلق بقضاء أوقات من اللعب في فناء المنازل بممارسة الألعاب الشعبية القديمة، مع محدودية الإنارة وكانت الكهرباء تتوفر بالطرق التقليدية عن طريق المكائن التي لا تتوفر عند الجميع، واعتماد أغلب الناس على “الأتريك”، الذي ينار بالقاز، مستذكرًا بعض البرامج التوعوية التي كانت تعرض في الراديو والتلفزيون خلال شهر رمضان المبارك، وما زالت عالقة في الأذهان.
وأشار إلى اختلاف الوضع اليوم عن الماضي بما يتوفر من السلع الغذائية والاستهلاكية التي وفرتها القيادة الرشيدة -أيدها الله- ، ووجود المشاريع التنموية والخدمية الحديثة، وتعدد الوسائل والوسائط الترفيهية التي ينعم بها المواطن والمقيم.
من جانبه أوضح المواطن علي آل عبدالله، أن شهر رمضان المبارك له نكهة خاصة عند الأهالي فكانوا يستعدون له منذُ وقت مبكر من خلال توفير المحاصيل الزراعية، وتجهيز المساجد وبيوتهم الطينية من خلال أعادة طلائها وتوفير النواقص من السجاد والفرش والفوانيس، كما كانت السفرة الرمضانية قديمًا محدودة الأصناف والأنواع وتعتمد على الإنتاج المحلي من المزارع والحيوانات التي يربيها الأهالي، التي تشمل الذرة والبر والسمن و”الزبيب” العنب المجفف، واللحوم، التي يتم تخزينها واستخدامها طوال العام بما في ذلك خلال أيام شهر رمضان المبارك، فكانت القرى جميعها متقاربة في أسلوب الحياة بما يجعل أيام شهر رمضان المبارك ذات طابع مميز وجميل مستذكرين أيامه ولياليه العامرة بالمحبة والروحانية، ويترقبون بشوق لأيام العيد التي تكثر فيها الاحتفالات والألعاب الشعبية وتبادل الزيارات احتفاءً بقدوم عيد الفطر المبارك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى