التجاعيد . . خطوط الزمن انعكاساتها النفسية ..و كيفية التعامل معها
بقلم د.ابراهيم الادغم
من الأشياء التي تثير في النفس الأسى والحزن والجراح قليلها أو كثيرها وتنغص علينا بداية ظهور التجاعيد وخاصة في الوجه الذي يعتبر مرآة الجسم بالنسبة للآخرين والذي من خلاله يمكننا أن نتعرف على علامات تقدم العمر وانعكاساته علينا والتي تظهر جليا في تحول الجمال والنضارة إلى ذبول وهرم وشيخوخة أي تحول مرحلة الشباب بما لديه من قوة وبأس إلى ضعف وانحطاط في أنسجة الجسم وخلاياه
ولما كانت هذه العلامات والدلائل وخاصة في التجاعيد أحد أهم الأعراض الجانبية التي تدل على تقدمنا في العمر ونحن بطبيعة الحال لا نريد لها أن تكون ظاهرة للعيان لأن معنى ذلك أننا دخلنا في مرحلة يحسبها الناظر إلينا مرحلة الوهن والضعف والتي لا نود ان نكون قد وصلنا إليها بطبيعة الحال بل نود ان نكون في صورة مغايرة ، صورة الشباب الذي يتمتع بالحيوية والنضارة في كافة أعضائه وخاصة الظاهر منها ؟ ؟ ؟ ف الخواطر التي تراود الإنسان عند دخول هذه المرحلة بما فيها من ذكريات قد تكون سعيدة أو مؤلمة تثير في النفس الشجون والاوجاع على ما فات وولى إلى غير رجعة ( ألا ليت الشباب يعود يوما ) .
بطبيعة الحال نحاول بقدر الإمكان أن نتغلب على كل ما يكدر صفو بشرتنا من عيب أو مرض شأنها شأن أي مرض آخر نتعرض إليه وبشتى الطرق والوسائل نحاول معالجته وتضميده كي يظهر في أحسن صورة وأبهى طلة وكل منا حسب إمكانياته وقدراته المادية ومكانته الاجتماعية . ولذلك يلجأ العديد من ألشخصيات رجالا ونساء إلى كافة السبل المتاحة والمتوفرة وهي كثيرة للتغلب على التجاعيد وعودة البشرة إلى سابق عهدها في النضارة والإشراق . ومن منا لا يحلم بأن تكون لديه تلك البشرة الصافية الخالية من العيوب مهما كانت طبيعتها أو مسبباتها ؟ ؟ ؟
وهنالك العديد من الطرق المستخدمة في هذا المجال ، قد تكون منزلية أو من خلال الأطباء المختصين في هذا النوع من المعالجة أو المنشآت الطبية الحاصلة على ترخيص لمعالجتها وليس كل من يدعي بقدرته على معالجتها لأن هنالك الكثير من عمليات النصب والاحتيال يمكن ان يتعرض له الباحث عن هذه الخدمة التجميلية ؟ ؟ ؟ ولذلك يجب أن يكون المرء حريصا في كل خطوة يخطوها ويدقق في أي عمل ويسأل الأطباء الموثوق بهم لأن هنالك أخطاء شائعة وكثيرة يمكنها ان تحدث ويتم التغطية عليها بمبررات لا صحة لها ؟ ؟ ؟ ولذلك على الجميع أخذ واجب الحيطة والحذر في كل إجراء يطلب منه القيام به ! ! ! .
ف التجاعيد في حد ذاتها ليست مرضا خطيرا يجب معالجته بأسرع ما يمكن وإنما هو أحد عوامل الهدم الطبيعية التي تصيب الإنسان والحيوان والنبات والجماد ولا يستثنى منها أحدا ، ولكنها في كل كائن حي أو ميت لها صفاتها وأبعادها وقد تبدأ مبكرة عند الإنسان وقد تكون متأخرة وكل ذلك يعتمد على العوامل التي تساهم في تكوينها مثل أشعة الشمس الحارقة والتعرض إليها لفترات زمنية طويلة ناتجة عن طبيعة عمل الشخص في هذه الأجواء ، أو قد تكون من سوء التغذية الصحيةالسليمة التي يحتاجها الجسم والبشرة وهبوط مناعته ، أو لعدم العناية بالبشرة وإزالة أية شوائب تعكر صفوها ونضارتها واشراقها ، أو لجهل بطبيعة ونوع البشرة سواء من المريض وحتى الطبيب المختص المعالج لها وهنالك أخطاء طبية شائعة نسمع عنها في هذا الشأن ،كما أن للاضطرابات الهورمونية دور كبير في نشأتها وخاصة عند السيدات بعد سن الأربعين ،وهذه الأمور جميعا تسهم في الظهور المبكر أو المتأخر للتجاعيد التي لا تدل بطبيعة الحال على العمر الحقيقي للإنسان .
معالجة التجاعيد :
لمعالجة التجاعيد أو تأخر ظهورها يجب ان يكون ذلك مبكرا وليس متأخرا إذ أن إهمال البشرة وعدم الاهتمام بها منذ الصغر يساهم في ظهورها في مرحلة ليس من المفروض ان تظهر بها لأنه لم يتهيأ لها الأسباب التي تؤدي لتكوينها . وحتى تكون البداية سليمة سوف يساعد ذلك على الحفاظ على سلامتها وسلامة بنيتها التي هي أساس مكوناتها من الخلايا والانسجة والألياف ، ولذلك يجب اتباع الارشادات والخطوات التالية للحفاظ على تركيبة البشرة الطبيعية وبالتالي سلامة مكوناتها التي تساهم في تكوين التجاعيد . ومن هذه الخطوات ما يلي
عدم التعرض للشمس فترة زمنية طويلة ، لأن ذلك سيضعف مكوناتها ويزيل بعض طبقاتها الرئيسية وخاصة إذا ما صاحب ذلك حروق وتكوين فقاعات في البشرة .
ولذلك يجب استخدام واقيات الشمس على الرأس لحماية الوجه ك القبعات والشالات . بالإضافة إلى الكريمات الواقية من أشعة الشمس وتمنع دخولها وتأثيرها على البشرة .
○ المحافظة على سلامة الجسم والبشرة بتناول الأغذية الصحية التي تحمي وتقي الجسم من السموم والأمراض وتحافظ في نفس الوقت على سلامة البشرة ومكوناتها وخاصة منها الخضار والفواكه بجميع انواعها ومنها ما هو معروف بفائدة للبشرة ك التوت البري والمشمش والدراق والفراولة والكرز والتفاح والمانجا وجميع الخضروات وخاصة الداكنة الخضرة منها ك البروكلي والسبانخ والجرجير والجزر والملوخية والفاصوليا والبازلاء وغيرها من الخضراوات .
○ العناية اليومية بالبشرة حسب طبيعتها وما إذا كانت جافة أم دهنية أم طبيعية أي ليست جافة أو دهنية ولا يوجد شيء اسمه بشرة مختلطة كما يدعي البعض من الناس أو الأطباء أما لالتباس في مكوناتها أو عدم دراية للتطورات التي تصاحبها ؟ ؟ ؟
ولكل نوع هنالك من المستحضرات ما يساعدها على إستعادةطبيعتها ، ف البشرة الجافة تحتاج إلى المرطبات والمغذيات والشادة لها التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن والاحماض الأمينية ، أما البشرة الدهنية فإنها بالإضافة إلى ما ذكر فإنها بحاجة إلى إزالة الدهون المتراكمة عليها بأنواع جيدة من الغسول الذي يحتوي على قابض للبشرة لأن البشرة الدهنية تصاب بالترهل بسرعة وهذا يساعد على تكوين التجاعيد بسرعة ولا ننسي في هذه الحالة عدم استخدام المرطبات والزيوت مطلقا لأن البشرة هنا تكون الافرازات الدهنية من الغدد عالية جدا واستعمال المرطبات يزيدها سوء ؟ ؟ ؟
واستعمال المغذيات ليس قاصرا على البشرة الجافة والدهنية بل تحتاج إليها حتى البشرة الطبيعية للحفاظ على سلامتها ونضارتها وتغذيتها أيضا ؟ ؟ ؟
○ هنالك بعض الوصفات المنزلية وما أكثرها تستخدم للتخلص من التجاعيد منها ما يحتوي على الخل العضويوالبيكنج صودا والعسل والنشا الطبيعي والليمون وماء الورد وماء الزهر و الافندروصفار البيض والكافيار وغيرها ، حيث تخلط بعض الأنواع وتستخدم ك القناع تماما لأداء الغرض . وهذه تأتي ببعض النتائج في إزالة التجاعيد وليست كلها .
○ أما العلاج الرئيسي لازاله التجاعيد فهو يتكون من الكريمات الشادة للبشرة والتي تحتوي على فيتامين ألف وسي وها وغيرها من الفيتامينات والمعادن والاحماض الأمينية .
○ وهنالك العلاج بالميزوثيرابيوالفيلرزوالليزر ، وهذه أحدث الطرق المستعملة حاليا للقضاء على التجاعيد . إلا أن ذلك كله يجب ان يكون تحت إشراف استشاري متخصص في الامراض الجلدية والتجميل وإلا فإن العواقب قد تكون وخيمة وبدلا من أن يكحلها يعمي عنيها ؟ ؟ ؟
ولذلك أنصح الجميع ممن يعانون من التجاعيد ويريدون التخلص منها باللجوء إلى استشاري متخصص له سمعته وأمانته في هذا المجال واستشارته عن أفضل الطرق والوسائل المستخدمة في هذا النوع من المعالجة التي سبق لنا ذكرها ، مع أطيب تمنياتي القلبية للجميع