بقلم – هدى المالكي :
يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة في الثامن من مارس من كل عام، وهو مناسبة عالمية لتكريم إنجازات المرأة في مختلف المجالات وتسليط الضوء على دورها الفعّال في بناء المجتمعات. فالمرأة ليست فقط نصف المجتمع، بل هي ركيزة أساسية في تقدمه وازدهاره، حيث تلعب أدوارًا متعددة كمربية للأجيال، وعاملة، وقائدة، ومبتكرة في مختلف مناحي الحياة.
يُعتبر التعليم من أهم المجالات التي ساهمت فيها المرأة بشكل كبير. فقد أثبتت النساء قدرتهن على الإبداع والتفوق في مجالات العلوم، والآداب، والهندسة، والطب، وغيرها. ومن خلال دورها كمعلمة وأستاذة وباحثة، تُسهم المرأة في نشر العلم والمعرفة، مما يُساعد في بناء أجيال مثقفة قادرة على مواجهة تحديات العصر.
أصبحت المرأة اليوم جزءًا أساسيًا من القوى العاملة في مختلف القطاعات، حيث تشغل مناصب قيادية في الشركات والمؤسسات، وتساهم في النمو الاقتصادي من خلال ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة. كما أنها تعمل في قطاعات حيوية مثل الطب، والهندسة، والقانون، والإعلام، مما يعكس تأثيرها القوي في تنمية المجتمع.
وإلى جانب دورها في سوق العمل، تبرز المرأة أيضًا في مجال الأنشطة التطوعية والخيرية. فهي تشارك في تقديم المساعدة للأسر المحتاجة، ورعاية الأطفال، ودعم المرضى، وتعزيز الوعي بالقضايا الاجتماعية والبيئية. ويُعد هذا الدور الإنساني من أهم العوامل التي تسهم في تحقيق التكافل الاجتماعي وترسيخ القيم الإنسانية.
أصبحت المرأة اليوم قوة فاعلة في المجال السياسي، حيث تتولى مناصب قيادية في الحكومات والبرلمانات وتشارك في صنع القرار. كما أنها تلعب دورًا كبيرًا في الدفاع عن حقوق الإنسان والمساواة، وتسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية، مما يساهم في تعزيز الديمقراطية والاستقرار.
وعلى الرغم من الإنجازات العظيمة التي حققتها المرأة، إلا أنها لا تزال تواجه تحديات عديدة، مثل عدم المساواة في بعض المجالات، والتفاوت في الأجور، والعنف ضد المرأة. لذا، فإن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة يُعد فرصة لتجديد الجهود في دعم حقوق المرأة وتعزيز دورها في المجتمع.
إن المرأة هي عماد المجتمع وأساس تقدمه، ودورها في خدمة المجتمع لا يقتصر على مجال معين، بل يمتد ليشمل جميع جوانب الحياة. لذا، يجب أن نستمر في دعمها وتمكينها، لضمان مستقبل أكثر إشراقًا وعدالة للجميع. وفي هذا اليوم، نوجه تحية تقدير لكل امرأة تعمل بجد وإخلاص لبناء مجتمع أفضل.
