فارس وغلام وعجوز.. الضغيف يأخذ حقه ولو بعد حين!!

محمد خضر الشريف *

ورد في قصص السابقين من بني إسرائيل أن كليم الله موسى عليه السلام خرج يوما لمناجاة ربه سبحانه كما هي عادته يسمع كلام ربه مباشرة، وبينما  هو في المناجاة سأل ربه : يارب كيف يأخذ الضعيف حقه من القوي ؟
قال له الله سبحانه وتعالى : اذهب بعد العصر إلى مكان كذا ،في يوم كذا ، لترى وتعلم كيف يأخذ الضعيف حقه من القوي؟
امتثل موسى عليه السلام لأمر ربه وقصد المكان العين؛ فرأى شلالاً من الماء يخرج من وسط جبل  تعجب موسى لمنظر الماء الزلال الذي يخرج من قلب الصخر فسبح بحمد ربه واستهواه المنظر.
وبينما هو جالس ينظر متأملا ، فإذا بفارس يأتي راكبا فرسا له يريد الماء ، نزل الرجل عن فرسه وخلع حزامه الذي يتوسط جسده حتى لا يعيقه عن ورود الماء  ووضعه قريبا منه ، ثم شرب واغتسل ثم انصرف ، ناسيا حزامه  على الأرض .
لم تمض إلا لحظات حتى جاء غلام صغير راكبا حمارا قاصدا شلال الماء ، فشرب واغستل أيضا ، ثم حمد الله تعالى ، وعندالانصراف وقعت عينه على حزام الفارس الذي كان قد نسيه ، فتح الغلام الحزام ، فإذا هو ممتلئ بالذهب والأموال والمجوهرات النفيسة ، فأخذه وانصرف .
لم تمض لحظات على ذهاب الغلام، حتى أقبل على الماء شيخ عجوز ليشرب ويغتسل ، وبينما هو كذلك ، جاء إليه الفارس الذي نسي حزامه يعلوا صدره من الاضطراب والإسراع ، يبحث عن حزامه فلم يجده ، سأل الفارس الشيخ العجوز : أين الحزام الذي تركته هنا ؟ أجاب الشيخ لا علم لي به، ولم أر هنا حزاما .
أشهر الفارس سيفه وقطع رأس الشيخ العجوز .
لم يصبر موسى عليه السلام على ما رأي ، فسأل ربه :يا رب إن هذا الفارس ظلم عبدك الشيخ العجوز دون جريرة!!
قال له ربه : يا موسى .. الشيخ العجوز كان قد قتل أبا الفارس منذ زمن، أما الغلام فكان أبوه قد عمل عند والد الفارس عشرين سنة ولم يعطه حقه.
فالفارس أخذ بحق أبيه من الشيخ العجوز، والغلام أخذ بحق أبيه من الفارس !!

• من كتابي”حكايات تراثية”