بقلم – يوسف حسن البيشي:
حين نسرح في بحر الذكريات يخطر على بالنا تلك الأيام الخوالي الجميلة المتجسدة بالصدق والهدوء والطمأنينة وراحة البال وبساطة الناس ونقاء القلوب وصفاء النفوس واحترام الكبير والالتزام بالقول والفعل والصداقة الطاهرة والأخلاق النبيلة وليس كأيامنا هذه والتي طغت فيها المادة وساد الكذب في كل شئ وانتشر الخداع وغاب الحب وتلاشت الصداقات الحقيقية وانقرضت القيم الأخلاقية والإنسانية فرحم الله أيام زمان وجماليتها حين كنا صغارًا ونجتمع بكل محبة وسرور ونستمتع مع الأكبر منًا سنًا بسماع القصص الجميلة وأيام زمان والتي مضت كانت جميلة كجمال قلوبنا البريئة وكم كان الأشخاص قديمًا رائعون وكانت الحياة بتلك الأيام بسيطة وعفوية وكم كنا بتلك الأيام الجملية والتي لن تعود اكثر فرحًا ومرحًا وضحكاتنا كان صوتها أجمل وقلوبنا كانت مضيئة وأفكارنا نظيفة وعدوانيتها بها أقل إنني أحن إلى تلك الأيام الجميلة وإلى بساطتنا القديمة وشخصياتنا والتي تبعثرت مع هموم الحياة وتغيرت ملامحها وملامحنا أيضًا كم اشتاق إلى لحظات جميلة مع أصدقاء الطفولة وطلعاتنا الحلوة والجميلة والتي كنا نملؤها بالسعادة والسرور إننا نمضي وتمضي بنا الأيام دون ان نشعر بلذتها ودون رسم ذكريات جميلة مع أحبابنا وكأن الزمن توقف بنا.
إن التجاعيد ستتغير وسترسم على جباهنا وظهورنا ستنحني يوما ما وقدرتنا على الحركة ستصبح أقل والزمن سيشيخ ونحن سنشيخ معه فكم هو جميل أن نلتقي بمن شاركونا هذه البدايات الرائعة فحين نلتقي بأصدقائنا القدماء تنعاد طفولتنا وشبابنا والذي مضى وسنشعر بجمال نفوسنا القديمة وسنتعامل مع تلك الأيام الجميلة كما كنا وليس كما أصبحنا فهي قمة الوفاء للزمن الجميل.
افتقدت أصحابي وأحبابي والذين تجمعني بهم أيام جميلة افتقدت جلساتنا والتي كنا نجتمع بها بمحبة وألفة افتقدهم وافتقد أشياء كثيرة افتقد أبي رحمه الله وحنانه الدافئ وأمي جنتي الغالية حفظها الله وأطال بعمرها ونور عيني اخواتي الغاليات وسندي وعزوتي اخواني افتقد البسمة الصادقة النقية من كل من يكن حولي افتقد كل جميل بتلك الأيام والتي تمضي بندية,
افتقد الطيبة بنفوس البشرية وصدق التعامل بإنسانية , افتقد كل ما هو رائع وجميل بتلك الأيام الخوالي افتقد طفولة مضت بعفوية وعنفوان وقلبًا نقيًا يصدقني القول بأخوية كل من له بصمة بحياتي إن تلك الأيام الخوالي والتعب عشنا بها ببساطتنا القديمة لن تعود !! لن تعود!! إن الزمان إذا رحل فإنه لا يعود إلى الوراء وإن القادم سيكون أشد وأصعب علينا من تلك الأيام الخوالي الندية
إن الجميل وإن طال الزمان به … فليس يحصده الذي زرعا!!!
