صحة

( VET) مهنة إنسانية سامية… ينفر منها الناس ويحتاجون صاحبها بشدة في منازلهم ومزارعهم

“دكتور بهايم”.. تهمة التصقت بالطبيب البيطري جهلا..  والعقلاء يؤكدون أنه حائط صائد للأمراض المعدية من الحيوان للإنسان


60 ألف طبيب بيطري و20 مليون رأس ماشية في مصر ..والسودان بها 6 آلاف طبيب بيطري و100مليون  ماشية.. معادلة غير متزنة في المجال الصحي

رئيس قسم الادارة البيطرية بقوص: 70% من خرجيي الطب البيطري فتيات يصعب اقناعهن بالعمل في المذابح والمسالخ ومزراع الدواجن والأسماك التي تقام غالبا في الصحراء

د. وهبي شمس الدين: نتشار الأمراض المشتركة في الإنسان و الحيوان  ادى الى خسائر اقتصادية فادحة

 

نوفل

 

محمد حسن نوفل-قوص- مصر

الطب البيطرى أو كما يسمونه VET مهنة سامية للغاية وهو من العلوم الطبية المهمة صحيا وتنمويا للعالم أجمع من حيث توفير الأمن الغدائى للحيوانات كافة وعلاجها والوقوف على البحث العلمي لكل جديد فى عالم الحيوان بالإضافة للدور الوقائي لهذا المجال ويكفى من صعوبته أنه يتعامل مع حيوان ناطق لا يعرف كيف يعبر أو يصف موضع ألمه ، إنها مهنة شريفة صاحبة واجب إنسانى كبير وتحتاج لجهد وصبر كبيرين .
والطبيب البيطرى هو طبيب معالج ومشرف على الحيوانات وهو يلعب دورا هاما فى الصحة العامة ويحمل على عاتقه مسئولية كبيرة جدا فهو يعالج ومسئول عن الغداء وأمنه ( لحوم ، ألبان وخلافه ) يمنع الطبيب البيطرى وصول الأمراض المعدية للإنسان ويصون البلاد من الأمراض المختلفة عن طريق الحجر الصحى .
كما أن الطبيب البيطرى هو خط الدفاع الأول عن الإنسان وحمايته من الأمراض .
وهو مسؤول عن ضمان وسلامة الصحة العامة ومسئول عن التربية الحيوانية التى تعتبر من أنماط العمل المساهم فى معالجة مشكلة الجهل والبطالة

من اجل تسليط الضوء على هذه المهنة النبيلة وصاحبها الذي لايستغني اي مجتمع عن خبرته ومهنيته وانسانيته ايضا كان هذا الحوارمع الدكتور وهبي محمد شمس الدين رئيس قسم الوقاية بادارة قوص البيطرية  في تلك السطور التالية:

*ـعدد خريجي الطب البيطري في مصر 56 ألف طبيب بيطري؛ وهناك 13 كلية طب بيطري في مصر وعدد خريجي الطب البيطري في مصر 10أضعاف خريجي الطب البيطري في شمال أفريقيا وجنوب أوربا لماذا لم يستثمر هذا العدد في إنتاج الثروة الحيوانية الكافية ؟
ــ مشاكل الطب البيطري في مصر كثيرة ومن اسببها أن 70٪ من خريجي كليات الطب البيطري من الفتيات اللاتي يصعب إلحاقهن في أعمال الطب البيطري، مثل الإشراف على «المجازر والمذابح» والإشراف على المزارع السمكية ومزارع الدواجن التي يقام أغلبها في الصحراء، بالإضافة إلى اختفاء أمر التكليف بالنسبة للخريجين للإشراف الصحي على المنتجات الغذائية في مصر، والإشراف على المزارع مما جعل أغلب الخريجين من هذه الكليات يعانون من البطالة وقد وصل عددهم إلى 55 ألف خريج من 18 ألف خريج يعمل في مجال تسويق الأدوية وعدد آخر يعمل في مجالات لا دخل لها بالطب البيطري
* ــ لماذا لا يكون هناك معاهد للتمريض البيطري لمساعدة الأطباء البيطريين في أداء عملهم؟
ــ معاهد التمريض بالنسبة للطب البيطري ربما تكون ضرورية ولكن لصعوبة المهنة ينبغي أن يكون خريجو هذه المعاهد من الرجال نظرا لصعوبته التعامل مع الحيوان.
البيطري والأمراض المشتركة
* ــ هناك اكثر من 100 مرض ينتقل من الحيوان للانسان لذلك لابد من تكاتف الطب البيطري مع الطب البشري لمنع انتقال الامراض ما مدي تعاون وتكاتف الطب البيطري والطب البشري لمنع انتقال تلك الأمراض؟
إن علاقة الإنسان بالحيوان علاقة قديمة من قدم الزمان. فهي بدأت منذ بدء الخليقة. حيث قام الإنسان باستخدام الحيوانات في أغراض كثيرة من حياته. فقام بصيد الحيوان؛ واستخدام لحومه في الغذاء وجلوده في تصنيع ملابس يحمى بها جسده؛ و كذلك استخدام عظام الحيوان في تصنيع بعض الأدوات التي يستخدمها في حياته اليومية ، و سرعان ما تطورت العلاقة بين الإنسان و الحيوان حيث استطاع الإنسان أن يستأنس بعض الحيوانات؛ و يستخدمها في العمل لتوفير الوقت و الجهد و استطاع أيضا بعد ذلك أن يستخدم هذه الحيوانات المستأنسة والاستفادة من إنتاجها مثل الألبان و الأصواف و الجلود و غيرها .
و حيث أن كل من الإنسان و الحيوان من الكائنات الحية التي تتعرض إلى العديد من الأمراض ، و نتيجة لهذا الارتباط الشديد سواء المباشر أو غير المباشر بينهما أدى إلى انتقال عديد من الأمراض بين الإنسان و الحيوان؛ وهذا ما سمى حديثا في علم الطب بعلم الأمراض المشتركة zoo noses
و بتعريف بسيط لكلمة الأمراض المشتركة هي الأمراض التي تنتقل بين الإنسان والحيوان مسببة حاله مرضية بكل منهما .
و نتيجة لانتشار هذه الأمراض في الإنسان و الحيوان فإن الخسائر الاقتصادية ارتفعت بنسبة عالية بسبب قلة الإنتاج الحيواني و نقص الثروة الحيوانية؛ وكذلك ارتفاع نفقات علاج الإنسان المصاب و فقد في الطاقة البشرية المنتجة .
ومن هنا كان إلزاما علينا نحن العاملين في مجال الطب البيطري ومكافحة الأمراض المشتركة أن نلفت الأنظار و نلقى الأضواء على هذه الأمراض و بيان مدى خطورتها على صحة الإنسان والحيوان والأثر الإقتصادى لهذه الأمراض؛ ووضع الخطط و البرامج لمكافحة مثل هذه الأمراض ..
كما تقوم الهيئة العامة للخدمات البيطرية ممثلة في الإدارة العامة للصحة العامة و الأمراض المشتركة بحملات لاستبيان البؤر والحيلولة دون انتشارها وانتقالها إلى الآدميين حفاظا على الصحة العامة و عدم التلوث البيئي .

مصر والسودان والطب البيطري
* مصر بها 60 ألف طبيب بيطري وعشرون مليون رأس ماشية فقط؛ والسودان بها 6الاف طبيب بيطري و100مليون رأس ماشية وتعتبر السادسة علي مستوي العالم فهل نحتاج نحن في مصر إلي نقلة بيطرية ونقلة أيضاٍ في الإنتاج الحيواني ؟
ــ نعم نحتاج إلي نقلة بيطرية من حيث زيادة الإنتاج الحيواني وتوفير العلف المناسب والعناية والرعاية صحيا بالحيوان وإن كلا البلدين بقوم بدور هام ورئيسي في مجال الطب البيطري، سواء كانت في المجال البحثي أو التعليمي أو الحقلي، حيث أننا تقوم بدور هام في صحة البيئة.ويجب أن يكون هناك تعاون قائم دائما بين الجهات البحثية في السودان والهيئة العامة للخدمات البيطرية، والتعاونية والتدريبية، من خلال بحوث حقلية وقوافل ، واختبارات خاصة
صناعة الأعلاف
* صناعة الأعلاف هامة جدا وتحتاج لبحوث بيطرية قوية لزيادة إنتاج الأعلاف في مصر حيث أن 70%من علف الدواجن يستورد من الخارج فهل هناك خطة أو برنامج لتطوير هذه الصناعة؟
ــ تعتمد صناعة الأعلاف التقليدية على مواد العلف الخام المركزة؛ وقد تكون هذه المواد غنية في الطاقة أوفى البروتين أوكليهما ، والأعلاف المصنعة عبارة عن مخاليط متجانسة لمواد علف خام مع بعض الأملاح المعدنية وقد تضاف إليها بعض الإضافات الغذائية كالفيتامينات والمضادات الحيوية و اليوريا والمواد المضادة للأكسدة وغيرها؛ وهى تنتج أما في صورة ناعمة أو تعامل بالبخار والمولاس؛ وتضغط في مكعبات أو أسطوانات أو مصبعات أو محببات وغير ذلك من الأشكال .وقد مرت صناعة الأعلاف في مصر خلال الخمسين عاما الماضية بمراحل عديدة؛ واعتمدت على ثلاثة مواد خام رئيسية. هي كسب بذرة القطن ونخالة القمح وكان إنتاج البلاد من كسب بذرة القطن في الثلاثينات يصدر معظمه إلى الخارج . وأنا اقترح زيادة الرقعة الزراعية من الشعير واستصلاح أراضي جديدة من الصحراء وزراعتها أيضا بالشعير والذرة لسد الفجوة وتقليل الاستيراد وهذا ما يمكننا من السيطرة علي الأسعار المرتفعة في اللحوم .

حيوانات المنازل والطب اليطري
* الطب البيطري منتعش بالنسبة للقطط والكلاب وحيوانات المنزل في بعض المناطق لكن تراجع بالنسبة لحيوانات الإنتاج كالبقر والجاموس والأغنام.. ما السبب؟
-بعض العائلات تهتم بتربية الكلاب والقطط وهذا لا يوجد عندنا في الصعيد وتعتبر هذه العائلات أن الكلب هو الخيار الأفضل في التربية لأنه دائماً وأبداً يوصف بالصديق الوفي, فهو حيوان ذكي ومخلص ومحب للمرح. وفي نفس الوقت تعتبر العناية به من الهوايات المرهقة والمكلفة كما أنه يحتاج إلى مساحة كبيرة. لذا أنا لا أنصح بتربية الكلاب للأشخاص غير المتواجدين في المنزل لفترات طويلة ولكن ليس هذا علي حساب تربية البقر والجاموس والأغنام لان هذه الحيوانات تعتبر ثروة قومية بالنسبة للبلاد وبالتالي يكون الاهتمام بها والرعاية اكبر واجل من قبل الهيئة العامة للخدمات البيطرية .

التفتيش اليطري
* التفتيش البيطري علي الجزارة والسوبر ماركت هل هو مطمئن بالنسبة للمستهلك؟
ــ نعم نحن دائما ما نرفع درجة الاستعداد القصوى في المواسم والأعياد والأيام العادية التي نستشعر فيها انه لابد من التفتيش علي الأسواق والسوبر ماركت ومحلات بيع اللحوم ونحن نكثف حملات التفتيش على المنشآت التي تتعامل مع اللحوم والأسماك والدواجن ومصنعاتها بجميع أنواعها .ويأتي ذلك بالتنسيق مع مديرية ومباحث التموين للتأكد من صحة الغذاء المطروح بالأسواق للمواطنين، لتفادي تعرضهم لمخاطر التلوث والضرر الذي قد يصيبهم جراء استهلاك مواد غذائية فاسدة مع تشديد الرقابة والمتابعة علي محلات الجزارة والأسواق وثلاجات حفظ اللحوم والدواجن والأسماك ومصانع إنتاج المصنعات المختلفة وان هناك غرفة عمليات رئيسية بالمديرية لتلقي الشكاوى والبلاغات وأن الحملات المكثفة التي تشنها إدارة التفتيش وأطبائها مؤخرًا على الأسواق والمحلات والمطاعم ومصانع اللحوم ما هي إلا ، تفعيلًا للدور الرقابي للطب البيطري على الأسواق الدائمة والأسبوعية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى