بقلم – عادل الحبابي :
رئيس تحرير شبكة أنا يمني الاخباري
قبل عقود من الزمن لم يكن اكثر المنتفائلين يحلم بأن يتحقق أجزاء بالمائة مما تحقق في عالم الابتكار والتكنولوجيا كنت اسمع في طفولتي من حكايات جدتي رحمها الله ان جدها كان يردد جملة تحيرهم ولم يستطع أحد منهم استيعابها في حينه ونقلتها الى في حكاياته التي كانت تسردها لنا ونحن مجموعة من احفادها نلتف حولها .
كانت تقول بان جدها كان يردد الجملة التالية سيقرب البعيد وينطق الحديد وكانت تفسر تلك الجملة بان البعيد الذي نلمسه في ذلك التاريخ المتمثل بغياب الأباء في مواطن الاغتراب والهجرة من اجل كسب لقمة العيش سيكون يوما قريب وان الطريق الى مكة لأداء فريضة الحج الذي كان يستغرق من الزمن اكثر من شهرين للوصول الى مكة ومثلها عند العودة سياتي يوم ويقرب وكانت فترة الستينيات والسبعينات من القرن العشرين قد شهدت انتشار السيارات ودخولها لليمن ونقلها للحجاج خلال ايام الى مكة قد خفف كثيرا من المصاريف والتعب .
كانت جدتي رحمها الله تستشهد بقول جدها سيقرب البعيد وتقارن بين ما كان وما هو متوفر وفي فترة لاحقة دخلت الطائرات في النقل فصار الاستشهادات اقوي وصار البعيد اقرب خلال ساعة فقط تصل الى مكه .
سينطق الحديد الجزء الآخر من قول جدتي نقلا عن جدها كانت جهاز الراديو الذي كنا نقف امامه مذهولين وكانت جدتي تقول عندما وصل اول جهاز راديو مع احد المغتربين في عقد الخمسينات من القرن العشرين الى قريتنا كان الكثير من اهالي القرية يذهبون الى منزل ذلك المغترب في فترة المساء لقضاء وقت في الاستماع الى ذلك الجهاز العجيب الذي كان يعتبر معجزة في تلك الفترة.
واتذكر واقعة حدثت في قريتنا لاحدى النساء عندما فتحت جهاز التلفزيون الذي كان قد وصل مرسلا من زوجها المغترب وعند تشغيله وظهور المذيع كانت المفاجئة لها ولم تتردد لحظة واحدة بان تأخذ حجر كان بجوارها وترمي الجهاز لتكسره وتعطله في دقائق تشغيله الاولى لاعتقادها بوجود هذا الرجل الغريب في المنزل ( المذيع ) في غياب رجل البيت .
أما اليوم فاني أتخيل لو كانت جدتي على قيد الحياة ماذا كانت ستقول عن ثورة التكنولوجيا والابداع الذي نشاهده اليوم في كل المجالات تقريبا ثورة علمية ومعرفية في كل مناحي الحياة ماذا كانت ستقول على الهاتف المحمول وشبكة الانترنت والاتصال المرئي بالصوت والصورة وووووووووو
الحديث في موضوع الابتكار والابداع يذكرني باحد المهندسين من زملائي في تلفزيون اليمن إسمه محمد العفيفي أقل وصف لهذا الرجل الذي يبلغ من العمر أكثر من سبعين عاما تقريبا أقل ما يستحقه من وصف هو انه عالم ولو كانت توفرت له الظروف المناسبة كان مكانه محجوز ضمن علماء العالم لكثرة اختراعاته وابتكاراته منها ما سمعته منه في تسعينات القرن الماضي اختراع جهاز الاوتو كيو الجهاز الذي يقرأ منه المذيع الكلمات التي يتم اعدادها سابقا وتم تنفيذه في قناة اليمن في الثمانينات ولم يتمكن زميلنا العفيفي من تسجيل براءة الاختراع وتحمل تكاليفها المادية لتتم سرقة المشروع ويعود الى اليمن هذا الاختراع والى تلفزيونات العالم من انتاج شركة فرنسية وقد سمعت من العفيفي الكثير من الاختراعات التي نجح فيها لكنها لم ترى النور لعدم وجود امكانيات للتمويل لتنفيذها .
فيا ترى كم في وطننا العربي من عفيفي وكم منهم تم سرقة اختراعاتهم بنجاح وعادت اليهم ومرت من امام اعينهم وهم على ثقة انها مشاريعهم وانها اختراعاتهم ولكن للاسف تمت سرقتها وتسجيلها باسماء افراد وشركات من جنسيات اخرى
اتمنى ان يجد علماء العرب من يسمعهم ويأخذ بيدهم ويحفظ مشارعهم من السرقة.
واتمنى ان تكون الشبكة العربية للإبداع والابتكار هي المظلة لكل المبدعين والموهوبين في وطننا العربي الكبير وان يأتي اليوم الذي يكون المبدع العربي والمخترع العربي في مقدمة المخترعين في العالم في كل المجالات .