المجلس العالمي للسفر والسياحة يكشف عن الأضرار البالغة التي خلّفتها الجائحة بوظائف النساء والشباب في قطاع السفر والسياحة
لندن-واس:
بالتعاون مع وزارة السياحة في المملكة، أطلق المجلس العالمي للسفر والسياحة اليوم تقريرًا جديدًا يكشف عن الأثر الفادح للجائحة على وظائف النساء والشباب في قطاع السفر والسياحة العالمي.
وقدم قطاع السفر والسياحة الدعم لـ 48.4 مليون امرأة ونحو 19 مليون شاب عام 2019، غير أن الجائحة كان لها تأثير مدمر على السفر والسياحة عالميًا، حيث فقد نحو 70 مليون شخص وظائفهم.
ويكشف التقرير الذي يحمل عنوان “الاتجاهات الاجتماعية للتوظيف في قطاع السفر والسياحة” أن هذا التراجع الحاد قد أصاب النساء والشباب بشكل أكبر، إذ يشغلون عادة وظائف أكثر عرضةً للاضطرابات العالمية، مثل خدمات الضيافة والطعام.
ووفر القطاع وظائف بشكل مباشر لـ42 مليون امرأة و16.1 مليون شاب عالميًا عام 2022، وعلى الرغم من إعادة فتح غالبية الدول لحدودها أمام المسافرين الدوليين، ظلّت معدلات توظيف النساء في قطاع السفر والسياحة عام 2022 أقل بنسبة 13% عن مستويات عام 2019 (أي بمقدار 6.4 ملايين)، وكذلك توظيف الشباب الذي سجل معدلات أقل بنسبة 15% (أي بمقدار 2.8 مليون).
ورغم أن القطاع لا يزال مصدرًا أساسيًا للوظائف للفئات المهمّشة، فإن التقرير يؤكّد ضرورة بذل المزيد من الجهود من أجل ضمان تحقيق التعافي الشامل والمنصف من الجائحة.
ويستعرض التقرير اتجاهات التوظيف في 185 دولة في الفترة بين عامَي 2019 و2022، ويشير إلى الإمكانات الكبيرة للقطاع بوصفه محفّزًا رئيسًا للنمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي الشاملَين.
ووفقًا لأحدث بيانات بحوث الأثر الاقتصادي (EIR) لدى المجلس، ارتفعت مساهمة قطاع السفر والسياحة في الناتج المحلي الإجمالي عام 2023 بنسبة 29.1% بالمقارنة مع مستويات ما قبل الجائحة، لتتجاوز المتوسط العالمي الذي لا يزال أقل منها بنسبة 4.1%، وعلى الرغم من هذا الانتعاش الاقتصادي القوي، لا يزال التعافي الاجتماعي متأخرًا، ولا سيّما بالنسبة للنساء والشباب الذين يظلّون أكثر عرضةً للبقاء في وظائف غير رسمية أو بدوام جزئي أو منخفضة الأجور تفتقر للأمان الوظيفي وفرص التقدم المهني.
وأشار التقرير أيضًا إلى أن تمثيل النساء لا يزال متدنيًا في المناصب مرتفعة الأجور والمناصب القيادية، إذ يعكس توزيع الوظائف بين الجنسَين في قطاع السفر والسياحة نفس النسبة المسجّلة تقريبًا في الاقتصاد ككل، كما يواجه الشباب، الذين يمثلون نسبة أكبر من القوى العاملة في القطاع في الاقتصاد العالمي، تحديات خاصة في الحصول على وظائف مستقرة.
وقالت الرئيسة والمديرة التنفيذية للمجلس العالمي للسفر والسياحة جوليا سيمبسون: “يسلّط هذا التقرير الضوء على الإمكانات الاستثنائية لقطاع السفر والسياحة في تعزيز النمو الشامل، ولكنه يؤكّد أيضًا الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، فالنساء والشباب هم العمود الفقري لقطاعنا، ومع ذلك، لا يزالون يواجهون عقبات كبيرة، ومن خلال الاستثمار في صقل المهارات، والترويج للسياسات الشاملة، وتشجيع ريادة الأعمال، ويمكننا إطلاق الإمكانات الكاملة لهذه الفئات وضمان أن يحقق قطاعنا الريادة في خلق فرص عمل مجدية ومستدامة “.
من جانبه، رحّب معالي وزير السياحة أحمد الخطيب بنتائج التقرير المشترك، مؤكدًا التزام المملكة بدعم توظيف الشباب والنساء في قطاع السياحة.
وقال معاليه: “إن رؤية المملكة 2030 تبرز التزام المملكة بضمان أن يصبح قطاع السفر والسياحة محركًا رئيسًا للتغيير الاجتماعي”.
وأضاف: “خصصنا استثمارات ضخمة للقطاع خلال عام 2024، من بينها 100 مليون دولار لتنمية المهارات وتدريب العاملين في القطاع السياحي على جميع المستويات من الدخول حتى القياديين وبرامج مخصصة للمرشدين المحليين ليكتسبوا معرفة عميقة بتاريخ أمتنا العريق ومناطقنا الطبيعية الخلّابة وكان للمرأة منها أكثر من ٥٠ ألف فرصة تدريبية” .
ووأوضح الخطيب أن المرأة السعودية حققت إنجازًا بارزًا في القطاع السياحي بالمملكة، حيث بلغت نسبة مشاركتها 42% في عام 2024. ووفقًا لتعريف منظمة السياحة العالمية، سجلت المرأة السعودية نسبة مشاركة بلغت 46% في القطاعات المرتبطة برحلة الزائر، كما بلغت نسبة مشاركتها في الوظائف القيادية بالقطاع السياحي في المملكة 22%، لافتًا إلى أن هذه الأرقام تعكس الدور الداعم الذي تقوم به حكومة المملكة لتمكين ودعم المرأة السعودية في جميع المجالات.