اقتصاد

الصندوق السعودي للتنمية مسيرة تاريخية وسيرة إنمائية في أكثر من 100 دولة حول العالم

الرياض – واس :


قدّم الصندوق السعودي للتنمية منذ تأسيسه في عام 1974م، دوراً محوريّاً في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية على مستوى العالم، لا سيما في الدول النامية، حيث أنشئ الصندوق بهدف رئيس يتمثل في تقديم القروض التنموية الميسّرة لتمويل مشاريع وبرامج إنمائية تسهم في تحقيق النمو المستدام وتحسين مستوى المعيشة في البلدان الأقل نمواً والأشد فقراً، ومع مرور السنوات، وصل نشاط الصندوق إلى أكثر من 100 دولة نامية حول العالم، مما يجعله واحداً من أبرز الجهات الممولة للتنمية الدولية.
وجاء تأسس الصندوق السعودي للتنمية بموجب مرسوم ملكي، وبدأ نشاطه الإنمائي برأس مال قدره 10 مليارات ريال سعودي، إذ زادت حكومة المملكة العربية السعودية من رأس مال الصندوق على 3 مراحل ليصل إلى 31 مليار ريال سعودي، مما يجسد جهود المملكة في دعم التنمية العالمية.
وأكّد الرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية سلطان بن عبدالرحمن المرشد، في تصريح لوكالة الأنباء السعودية ” واس” بمناسبة مرور 50 عاماً على تأسيس الصندوق، أن إسهاماته التنموية التي شملت أكثر من 100 دولة نامية حول العالم؛ تجسد الدعم السخي من قيادتنا الرشيدة -حفظها الله-، مما أحدث أثراً إيجابيّاً ملموساً في حياة المجتمعات الأقل نمواً حول العالم في مختلف القطاعات الحيوية.
وأوضح المرشد أن الصندوق يهدف إلى أن يكون شريكاً إستراتيجيّاً شاملاً وممكناً للتنمية الاقتصادية المستدامة في الدول النامية؛ ليسعى من خلال رسالته إلى دعم التنمية الاقتصادية المستقرة من خلال توفير الموارد المالية والتقنية والبشرية، والاستفادة من جوانب القوة في المملكة العربية السعودية لتلبية احتياجات الشركاء.
وخلال 5 عقود من مسيرته الإنمائية؛ قدّم الصندوق دعماً لأكثر من 800 مشروع وبرنامج إنمائي، بقيمة إجمالية تجاوزت 20 مليار دولار، تشمل هذه المشروعات مجموعة واسعة من القطاعات، منها البنية الاجتماعية الذي يتضمن التعليم، الصحة، المياه، والتنمية الحضرية، وقطاع النقل والاتصالات؛ ليشمل الطرق، والمطارات، والموانئ البحرية، وقطاعات الطاقة، والزراعة، والصناعة والتعدين.
ويغطي نشاط الصندوق العديد من المناطق حول العالم، اذ يُعدّ الصندوق داعماً لـ47 دولة في أفريقيا، من خلال تمويله لأكثر من 433 مشروعاً وبرنامجاً إنمائياً للإسهام في تحسين البنية التحتية، وتعزيز الأمن الغذائي والمائي، وتحسين الخدمات الصحية، وغيرها.
كما شملت أنشطة الصندوق قارة آسيا والمحيط الهادئ من خلال تقديم الدعم لـ31 دولة، عبر تمويل أكثر من 271 مشروعاً وبرنامجاً إنمائياً، في قطاعات حيوية مختلفة، فضلاً عن دعم أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي بأكثر من 21 مشروعاً وبرنامجاً إنمائياً في 11 دولة، بالإضافة إلى دعم 4 دول في شرق أوروبا من خلال تمويل 14 مشروعاً وبرنامجاً إنمائياً.
ويُعد البرنامج السعودي لحفر الآبار والتنمية الريفية أحد المشاريع الرائدة التي قدّمتها حكومة المملكة العربية السعودية عبر منحة كريمة مقدمة من عبر الصندوق، الذي أُطلق في عام 1981م خلال مؤتمر القمة الإسلامية في مكة المكرمة بهدف مكافحة الجفاف والتصحر لتعزيز الأمن المائي في أفريقيا، كما استفاد من البرنامج خلال مراحله المستمرة 19 دولة أفريقية، وأكثر من 5 ملايين نسمة، من خلال حفر وتجهيز أكثر من 8800 منشأة مائية، وذلك بتكلفة إجمالية 330 مليون دولار.
وتمكّن الصندوق السعودي للتنمية من تحقيق تأثيرات إيجابية كبيرة في الدول المستفيدة من خلال مشروعاته التنموية، كتحسين البنية التحتية، وأسهم في تطوير شبكات النقل، ودعم الزراعة والأمن الغذائي، وتطوير قطاع الطاقة المتجددة، والصناعة والتعدين.
ويعتمد الصندوق على مجموعة من القيم الأساسية، منها الالتزام بالتنمية المستدامة عبر مشروعاته التي تهدف إلى تعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، والشراكة الفعّالة التي يعمل عن كثب مع الدول المستفيدة لضمان تحقيق أفضل النتائج الممكنة عبر مشروعاته، بالإضافة إلى الابتكار إذ يسعى الصندوق إلى اعتماد أحدث التقنيات والممارسات في تنفيذ مشروعاته لضمان استدامتها وفعاليتها.
ويعدّ الصندوق نموذجاً رائداً في مجال التمويل التنموي الدولي، إذ يجسّد التزام المملكة العربية السعودية بدعم الدول النامية وتحقيق التنمية المستدامة، من خلال مشروعاته المتنوعة وبرامجه المبتكرة، الذي يستمر الصندوق في وضع بصمته الإيجابية على حياة مئات الملايين حول العالم، مع تعزيز دوره الفاعل في التنمية المستدامة نحو مستقبل مزدهر في حياة الأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى