بيئة

“الغطاء النباتي” يختتم ورشة عمل لمناقشة “تدهور الأراضي في المناطق شديدة الجفاف”

الرياض – واس :


اختتم المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في المملكة العربية السعودية (UNDP)، ورشة عمل تحت عنوان “رصد ديناميكيات إنتاجية الأراضي واتجاهات مخزون الكربون العضوي في التربة بالمناطق شديدة الجفاف”، وذلك بحضور ومشاركة عدد من الخبراء والمختصين محليذاً ودوليّاً.
وأكد وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة للبيئة الدكتور أسامة فقيها، أن تدهور الأراضي يمثل تحديّاً عالميّاً، حيث تعد الأراضي ركيزةً أساسية للأمن الغذائي، وموئلاً آمناً لحياة البشرية، فضلاً عن أهميتها في التخفيف من آثار التغيرات المناخية من خلال تخزين 3 أضعاف الكربون الموجود في الغلاف الجوي، مشدداً على أهمية بناء قواعد معرفية، وتوظيف العلم والابتكار؛ لمواجهة هذا التحدي الكبير.
وأضاف أن المملكة ستسعى، خلال استضافتها لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP16)، إلى الخروج بقرارات مهمة ومخرجات طموحة تعزز العمل الدولي للحد من تدهور الأراضي، وما ينتج عنه من خسائر بيئية واقتصادية.
وأشار الرئيس التنفيذي لمركز الغطاء النباتي الدكتور خالد العبدالقادر من جانبه، إلى ضرورة إدخال تحسينات على المنهجيات القائمة؛ لرصد تدهور الأراضي في المناطق شديدة الجفاف، لافتاً النظر إلى أن الظروف المناخية القاسية في تلك المناطق تجعل المعالم المهمة المستخدمة عالميّاً غير فعّالة في قياس تدهور الأراضي.
وقد تناولت جلسات الورشة، التي استمرت على مدار ثلاثة أيام، مجموعة من المحاور، شملت النهج العالمي لمراقبة تدهور الأراضي، التي تتضمن عدداً من المؤشرات في المناطق شديدة الجفاف وأهميتها، وآليات تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأهم التحديات في هذه المناطق، واستكشاف المنهجيات البديلة، إضافةً إلى وضع مسارات لحلول خاصة بالمناطق شديدة الجفاف بهدف تطوير مشروع لرصدها باستخدام منهجيات ملائمة. وقد ساهم الضيوف المشاركون عبر مداخلاتهم في إثراء الورشة بالمعلومات القيمة.
كما ناقش المشاركون موضوعات عدة، منها كيفية استخدام “تحييد تدهور الأراضي” (LDN) كإطار عمل يمكن أن يساعد في تحقيق الأهداف الوطنية والإقليمية، ورصد تدهور الأراضي (LPD) والكربون العضوي في التربة (SOC)، وإطار عمل لتطوير مسارات لحل تحديات الرصد في المناطق شديدة الجفاف: مناقشات مجموعات فرعية، وأهم الأساليب البديلة لرصد كل من تدهور الأراضي والكربون العضوي في التربة والقابلية للتطبيق في المناطق شديدة الجفاف، والتحديات العلمية التي تم مواجهتها في رصد مخزون الكربون العضوي في التربة، فضلاً عن أهمية إنشاء شبكة رصد عالمية للنظم البيئية شديدة الجفاف.
وتندرج ورشة العمل ضمن سلسلة من والورش، التي يعقدها المركز باستمرار مع العديد من الجهات والمؤسسات والمنظمات المحلية والإقليمية والدولية بهدف التعاون المشترك وتبادل الخبرات للوصول إلى التنمية المستدامة والارتقاء بجودة الحياة، تحقيقاً لمستهدفات مبادرة السعودية الخضراء.
يُذكر أن المملكة العربية السعودية كانت قد وقَّعت مع الأمم المتحدة، اتفاقية تمهد الطريق لعقد الدورة الـ 16 لمؤتمر أطراف الاتفاقية COP 16 في الرياض في الفترة من 2 إلى 13 ديسمبر 2024، وهو المؤتمر الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق؛ حيث سيشارك به 196 دولة.
وسيتناول المؤتمر سبل تعزيز التعاون الدولي على المستويات الرسمية وغير الرسمية؛ للمحافظة على الثروات الطبيعية، وتسريع وتيرة العمل على استعادة الأراضي والقدرة على التكيف مع الجفاف، وسيستمر لمدة أسبوعين؛ ويتضمن جزءاً رفيع المستوى، إضافة إلى الأحداث المرتبطة به، بما في ذلك تجمع النوع الاجتماعي ومنتدى الأعمال من أجل الأرض.
وبالتزامن مع المؤتمر، سينظم المركز المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير في نسخته الثانية بالرياض، وذلك انطلاقاً من دورهما في تنمية الغطاء النباتي وحمايته واستدامته وفق رؤية 2030.
يذكر أن المركز يعمل على تنمية مواقع الغطاء النباتي وحمايتها والرقابة عليها وتأهيل المتدهور منها حول المملكة، والكشف عن التعديات عليه، ومكافحة الاحتطاب، إضافة إلى الإشراف على أراضي المراعي والغابات والمتنزهات الوطنية واستثمارها، ما يعزز التنمية المستدامة، ويسهم في تحقيق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى