كتب محمد البكر
كنا كسعوديين- ولا زلنا- نعتبر الأشقاء العمانيين من أطيب الشعوب وأقربها إلى قلوبنا . فذكريات الأخوة العمانيين عندما كانوا يعملون في المملكة وبالتحديد في المنطقة الشرقية ، عالقة في أذهاننا حتى وقتنا الحالي . كنا أطفالاً نتابعهم وهم يعملون في مختلف الأنشطة والمهن بين إخوانهم السعوديين معززين مكرمين . لم نشعر ذات يوم بأنهم بعيدون عنا ، بل على العكس فقد نشأت بينهم وبين الكثير من المواطنين علاقات طيبة . ولهذا أجزم بأن ظهور ممثل من عمان يسيئ للمملكة وأهلها ومجتمعها ، لن يؤثر على احترامنا وتقديرنا لأهلنا في عمان .
في كل الدول والمجتمعات قاطبة هناك أناس طيبون وقصص محبة وكرم وشهامة ، كما أن هناك من يظلم ويعتدي ويبتز . والمجتمع السعودي مثله مثل أي مجتمع آخر ، فيه الطيبون وهم الغالبية العظمى ، وفيه بعض الأشرار والجهلاء . ولو نظرنا لإحصاءات الوافدين من الهنود للعمل في المملكة ، لوجدنا أن عددهم يقدر بمليونين ونصف المليون هندي . يعملون ويسترزقون وهم في أمن وأمان وكرامة محفوظة. بل منهم من قضى هو وعائلته عشرات السنين في المملكة دون أن يسيئ له أحدنا أو يظلمه .
وعندما يظهر شخص يسيئ لعامل عنده ، فهذا إن حدث بالأمس فقد يحدث اليوم أو في المستقبل ليس في المملكة وحدها بل في أي مكان آخر . فهل من المنطقي تجاهل قصص أولئك الملايين ممن ينعمون بالعمل في المملكة ، بينما يسلط الضوء على عامل واحد وقع ضحية كفيل ظالم !؟ . هذا الممثل ” الجاهل ” لا يعلم عن آخر استفتاء أجرته شركة expat Insider survey from interNations لعدد 12500 مشارك من الأجانب في العالم للأشخاص الذين انتقلوا للعمل في خارج بلدانهم حول أيهم أكثر سعادة يحياتهم العملية وفرصهم المهنية والشعور بالرضا عن وظائفهم والتوازن بين العمل والحياة . لقد جاءت المملكة العربية السعودية في المركز الثاني بعد الدنمارك وقبل بلجيكا وهولندا ولوكسمبورج وأستراليا والنمسا . للأسف فقد استخدمته الجهة الممولة ، والمنصات المعادية ، لتحقيق أهدافهم ضد الشعب السعودي بشكل خاص والخليجيين بشكل عام . لقد جعلوه كالحمار يحمل أسفارا .
المملكة دولة كبرى ، أساسها متين ، عظمتها في هدوئها وتعاليها عن سفاسف الأمور . لكن عندها شعب يمكنه وضع حد لكل جاهل يتطاول على بلده . وإذا كنا نقول إن هذا الممثل ” النكرة ” لا يمثل الأشقاء العمانيين ، إلا أننا نشرك معه كل من حاول التطبيل له عبر منصات التواصل . فهم شركاء لنقل صورة سيئة عن المواطن السعودي والخليجي .
مرة أخرى المملكة.. أكبر من أن تتأثر بمثل هذا الابتزاز الذي تديره عصابات ومنظمات أكبر من فهم وإدراك ذلك الماعز . ولكم تحياتي
