الإنجازات الرياضية في أولمبياد باريس 2024 .. فخر أوزبكستان الجديدة
بقلم – عبدالرؤوف فطرت:
تعد الإنتصارات التي حققها لاعبو أوزبكستان في أولمبياد باريس 2024 من الأحداث التي ملأت قلوب الشعب الأوزبكي بالنور هذه الأيام، بلا شك، إن هذا النصر أصبح فخر وشرف أوزبكستان الجديدة. يرجى ملاحظة أن بلدنا، الذي يُنظر إليه بازدراء على أنه بلد “استعماري” و”ما بعد استعماري”، ولا يُذكر اسمه إلا على طرف اللسان في المؤتمرات الدولية.
أظهر رياضيونا الشباب قوة ومهارة وإرادة كبيرة في المسابقة التي شارك فيها ممثلو 208 دولة، وحصلوا على المركز 13 على مستوى العالم، والمركز الرابع في آسيا، والمركز الأول بين الدول التركية والإسلامية ودول رابطة الدول المستقلة. حصل 3 من الرياضيين لدينا على الفور على اللقب المشرف للغاية “البطل الأولمبي مرتين”. ومن يستطيع أن يقول أن هذا الحدث الكوني حدث من تلقاء نفسه؟!
في هذه اللحظة، لدى الشخص شك غير عادي في أن التقدم الذي تحرزه بلادنا اليوم يبدو مميزًا بالنسبة لنا لأننا ننتمي إلى هذا الوطن الأم. ولكن ليس على هذا المستوى. واليوم، فإن إنجازات بلدنا، والقوة الإبداعية للرئيس شوكت ميرزيوييف، لا يتم إغفالها حتى من قبل الغرباء. على سبيل المثال، ترك سيرجي أباشين، العالم والمؤرخ والإثنولوجي والأنثروبولوجي المعروف، دكتور في العلوم التاريخية، أستاذ كلية الأنثروبولوجيا بالجامعة الأوروبية في سانت بطرسبرغ، تعليقاته على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي كما يلي:
“لقد أصبحت دورة الألعاب الأولمبية 2024 حدثًا مهمًا للغاية. لن نتذكره لمناقشة موضوعات النوع الاجتماعي والفن، ولكن أولاً وقبل كل شيء، النتائج الممتازة للرياضيين من دول آسيا الوسطى، وخاصة رياضيي أوزبكستان، الذين فازوا بثماني ميداليات ذهبية وحصلوا على المركز الثالث عشر( أود أن أذكركم أنه بالإضافة إلى الإنجازات الأولمبية، احتل لاعبو الشطرنج الأوزبكيون أيضًا مراكز عالية في التصنيف العالمي في السنوات الأخيرة). فيما يتعلق بالرياضة، نشهد حقيقة أن دول آسيا الوسطى أصبحت لاعبة مهمة معترف بها عالميًا وتدرك ذاتيتها. وهذا تحول تاريخي حقيقي في العالم وفي منطقة ما بعد الاتحاد السوفياتي السابق، وهو تحول لا يزال عملية طويلة الأمد وطبيعية بلا شك.
وبطبيعة الحال، فإن الشخص الذي لديه القليل من الثقافة السياسية سوف يفهم ما يشير إليه أباشين بهذا النص. أي أن انتصارات أوزبكستان في الرياضة اليوم تظهر أنها أصبحت كياناً وطنياً. وهذا يعني، بصراحة، أن البلاد عززت استقلالها السياسي الإيديولوجي، وهي الآن لا تحتاج إلى شريك وسط.
وفي الختام، أود أن أقول إن هذين الحدثين السعيدين اللذين حدثا في حياتنا هذه الأيام يضمنان أن مستقبلنا مشرق وموثوق، ويعبران عن عزيمة أوزبكستان الجديدة، وإرادة قائدها الشجاع شوكت ميرزيوييف التي لا تتزعزع وطريقه ثابت. لا رجعة فيه.