ثقافة

نادي الطرب التونسي “رياحيات” يقيم جلسات غنائية من الفن القديم

بقلم – كمال مصطفى:

فكرة رائدة وملهمة استهوتني منذ أكثر من ثلاث سنوات حين شاهدتها فى تونس الحبيبة بعد أن استمعت لبعض فقراتها الغنائية لأنها تستحضر فى كل حالاتها التراث الغنائي العربي بواسطة عضوات النادي المكون من مجموعة من عاشقات الفن القديم فى جلسات طربية خالصة لكبار المطربين فى العالم العربى الكبير.
ومن حسن الطالع أن التقيت هذا العام مع الفنانة التونسية عاشقة الفن الأصيل لمياء الرياحي مؤسسة نادي الطرب رياحيات ومؤسسة المركز الثقافي رياحيات وأخيها المبدع المطرب فيصل الرياحي والمطرب المتميز أحمد صلاح فى حى النصر الراقي فى العاصمة التونسية الجميلة.
ولا شك أن نادي الطرب فى تونس يعتبر أحد أكبر روافد الإبداع الغنائي العربي ويمثل تجربة فريدة ومتميزة قابلة للتكرار فى كل بلادنا العربية لإحياء التراث الغنائي العربي لا سيما أن هذا النادي يحظى بإعجاب ومتابعة وحضور عدد كبير من عشاق فن الزمن الجميل فى تونس الحبيبة ومن كل بلدان الوطن العربي فى حفلات وسهرات طربية وترفيهية رفيعة المستوى.
الجميل أن النادي – الذى ترأسه الفنانة المبدعة لمياء الرياحي- يقيم حفل غنائي كل أسبوع فى العاصمة تونس ويشارك فيد عدد كبير من عاشقات الفن الأصيل وهو بمثابه مصدر إشعاع ثقافي يصدر طاقة إيجابية لمختلف الأعمار وفرصة ذهبية لإلتقاء عاشقات الفن للغناء والترويح عن النفس فى منظومة فنية رائعة تروي ظمأ المتعطشين لهذا اللون الأصيل من ثقافتنا العربية الغنائية لا سيما بعد هجمات وانتشار ألوان من الأغاني الشعبية الهابطة التى يطلق عليها ( أغاني المهرجانات) . ولا شك إن انتشار وتكرار مثل هذة الأندية الطربية الراقية هو حائط الصد القوي للإرتقاء بالأغنية العربية الأصيلة ووقف زحف الفن الهابط بكل تفاصيله كما إنه إستلهام للمعاني العميقة والكلمات الرصينة والألحان الشجية لكبار المطربين والملحنين والموسيقيين.
الجدير بالذكر إن إنتشار مثل هذه الأندية الطربية سيحسن كثيرا من ذوق المستمع العربي وسيحدث التوازن المأمول والمفاضلة بين الغث والسمين.
فما أجمل أن تستمع – على سبيل المثال لاالحصر- لأغنيات كوكبة الشرق السيدة أم كلثوم وموسيقار الأجيال الأستاذمحمد عبد الوهاب والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ والمطرب هانى شاكر وهرم الفن التونسى الموسيقار الكبير لطفى بوشناق وفنان العرب محمد عبده والمطرب الكبير طلال مداح والموسيقار الكبير فريد الأطرش وسفيرة الفن العربي المطربة الكبيرة فيروز و وردة الجزائرية وغيرهم ممن يصعب حصرهم من الجواهر الخالدة من الأصوات التى تركت بصمات وحفرت عمقا كبيرا فى ذاكره الزمن.
كل ذلك تستمع اليه فى نادي الطرب التونسي رياحيات فما أجملها من تجربة اتمنى أن تتكرر فى كل العالم العربي الكبير.
إن رياحيات هى بالفعل تجربة فريدة لإحياء التراث الغنائي العربي واتمنى ان يتم ادراج مثل هذه لحفلات الموسيقية الراقية ضمن المقاصد السياحية لكل من يسعده الحظ بزياره تونس الخضراء.
ومن تجربتي الشخصية أستطيع أن أعترف وبكل شفافية بأن حضوري لهذة الحفلة الطربية الشامخة في حى النصر كانت وستظل أجمل ليلة عشتها فى تونس الحبيبة لأنها أستلهمت عبقرية الفن العربي العريق وقدمته للعشاق فى سيمفونية موسيقية وأداء طربي إبداعي بكل إتقان وإحترافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى