أوزبكستان تواجه تحدي الكوادر المؤهلة للخدمة العامة بتطوير الموارد البشرية
طشقند – خالد الجعيد :
يُعد جذب الكوادر المؤهلة ذات الكفاءة إلى الخدمة العامة أحد التحديات الأساسية لنظام حوكمة الدولة الأوزبكية في سوق العمل الكبير لذا تسعى الدولة الى تنفيذ سياسة الإصلاح المستمر لتعزيز نظام حوكمة الدولة الديمقراطية في أوزبكستان الجديدة تحت مبدأ “الدولة في خدمة الشعب”.
ففي أوزبكستان، يدخل أكثر من 600،000 شاب سوق العمل سنويًا، من المتوقع أن يتجاوز هذا الرقم المليون شاب بحلول عام 2030 حيث تعتمد الدولة على موظفي الخدمة المدنية المؤهلين لتنفيذ الإصلاحات في أوزبكستان الجديدة، وهو ما تسعى اليه الدولة لإنشاء نظام شامل يهدف إلى اختيار الكوادر، وتعيينهم في المناصب المناسبة، وتعزيز مهاراتهم، وهو بمثابة إطار لتقدم “نماذج الحياة المهنية” أحد جوانب جهود إصلاح حوكمة الدولة.
ويعتمد مصير ونتيجة الإصلاحات بشكل أساسي على كفاءة الكوادر، وقدرتهم على التجاوب مع متطلبات العصر ومتطلبات التقدم. من خلال تحليل الجهود والإجراءات التي تم اتخاذها حتى الآن.
ووفقًا لنتائج دراسة اجتماعية أجراها مركز “الرأي الاجتماعي” بهدف تحديد موقف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عامًا تجاه الخدمة المدنية، أعرب نحو نصف المشاركين (49.4٪) عن رغبتهم في العمل في الجهات الحكومية. ووفقًا لتحليل البيانات المحصلة، تختلف تفضيلات المشاركين اعتمادًا على خصائص جنسهم، حيث يفضل 55.6٪ من الفتيات و44.6٪ من الفتيان العمل في المؤسسات الحكومية.
خلال الفترة الماضية، تم تحسين نظام الاختيار استنادًا إلى الخبرة الوطنية والأجنبية المتقدمة. وعلى وجه التحديد، تم توحيد متطلبات المؤهلات للمناصب الحالية في الجهات الحكومية والمنظمات وتنظيمها بشكل موحد. وهذا يتيح للجان الاختيار اختيار المرشحين بناءً على متطلبات المؤهلات المعتمدة والمتاحة للجمهور.
تهدف هذه الجهود إلى جذب الكوادر الشابة والمؤهلة للعمل في الخدمة العامة، وتعزيز الشفافية والمهنية في العمل الحكومي. من خلال توفير فرص متكافئة للشباب وتحسين عمليات الاختيار والتعيين، يتم بناء نظام قوي لتطوير وإدارة الموارد البشرية في أوزبكستان الجديدة.
ومن الواضح للجميع أهمية التكنولوجيا الرقمية التي زادت بشكل كبير خلال فترة الجائحة العالمية، مما يشير إلى الدور الحاسم للتحول الرقمي، خاصة بالنسبة للبلدان النامية مثل أوزبكستان. لذلك، فإن تطوير جميع القطاعات الرئيسية وتطوير مجتمع معلوماتي حقيقي في البلاد ذو أهمية بالغة للتنمية المستقبلية لأوزبكستان الجديدة.
ووفقًا لمرسوم الرئيس الأوزبكي الصادر في 3 أكتوبر 2019 “بشأن تدابير تحسين سياسة الموظفين ونظام الخدمة المدنية في جمهورية أوزبكستان”، إن أحد المهام الرئيسية للوكالة الحكومية لتطوير الخدمة العامة هو إدخال وتحسين تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مجال الخدمة المدنية، بالإضافة إلى ضمان أمان البيانات الشخصية للموظفين العامين من خلال إنشاء قاعدة بيانات.
واستنادًا إلى هذه المهام، تم نقل نشاط هيئات الدولة والمنظمات في إدارة الموارد البشرية بالكامل إلى نظام إلكتروني. لهذا الغرض، قامت الوكالة الحكومية لتطوير الخدمة العامة، بالتعاون مع وزارة التكنولوجيا الرقمية، بإطلاق منصة hrm.argos.uz لوحدات الموارد البشرية في هيئات الدولة. انضمت ما يقرب من 3000 منظمة إلى المنصة. إجمالي عدد وظائف العمل التي تم إدخالها في النظام هو 163400 وظيفة، منها 93400 وظيفة في الخدمة المدنية.
ومع النظام الجديد، يتم معالجة جميع المستندات المتعلقة بإدارة وتطوير الموظفين في الوزارات والجهات الحكومية بدون استخدام أي ورق.
بالإضافة إلى ذلك، يتم إنشاء تقارير الموظفين ووصف الوظائف وتحليل الجنس ومعلومات حول الأشخاص ذوي الإعاقة والعمر والجنس في الخدمة المدنية بشكل تلقائي في قطاع كل منظمة. يتيح النظام الجديد تأرشف المعلومات الشخصية للموظفين إلكترونيًا، مما يسهل تحليل تكوين وكمية العاملين في الهيئات الحكومية والمنظمات.
وتقوم منصة النظام الوطني الموحد للعمل my.mehnat.uz، المدمجة مع التطبيقات الإلكترونية، بتوليد معلومات تلقائيًا حول الموظفين والعمل، وتتكامل مع بوابة الدولة للوظائف الشاغرة vacancy.argos.uz كمنصة فرعية لها.
من الملحوظ أن تنفيذ نظام المعلومات hrm.argos.uz أدى إلى تقليل استهلاك الورق في الهيئات الحكومية والمنظمات، مع ضمان الجدية والكفاءة في التعامل مع الموظفين وأمان المعلومات، بالإضافة إلى إنشاء قاعدة بيانات مركزية لجميع الموظفين. هذا يعزز بلا شك فاعلية وجودة الخدمات الشخصية.
في الختام، يجدر بالذكر أنه تم تطوير نظام تنظيمي موحد لمعالجة المشكلات النظامية التي استمرت في الخدمة المدنية لسنوات عديدة وضمان الامتثال للمعايير الدولية في تنظيم الخدمة المدنية. والأهم من ذلك، يتم خلق الظروف لاستقطاب موظفين مخلصين وكفوئين، وتنميتهم ليصبحوا أفرادًا قدوة بكرامة واحترافية ومعرفة، وتعزيز ثقافة التفاني وخدمة الجمهور والتنافسية.