“قفص الزجاج” يضيق بالأحلام في مهرجان الدمام
الدمام- سويفت نيوز:
ضمن فعاليات مهرجان الدمام المسرحي العاشر للعروض القصيرة والذي يقام على مسرح إثراء في موقع برنامج أرامكو السعوديه للإثراء المعرفي قدمت فرقة كواليس المسرحية عرض “قفص الزجاج”.
المسرحية من تأليف شادي عاشور وإخراج المنذر النغيص وتمثيل علي العمران وراكان محمد وعبدالله الحمادي وغازي حمد ومحمد عزام ومحمد ادريس وعوض محمد.
العرض يتناول مجموعة من الشخصيات محاطة بقفص زجاجي ضيق بضيق الأحلام والأمنيات التي يبحثون عنها، ويتحدثون أحاديث مكررة عن الموت والمدير الذي يدمر عماله من أجل إشباع غروره كقطار جارف يحطم كل ما يجده أمامه، فيما صورة أخرى عن العادات والتقاليد التي تحاصر الإنسان وتجعله مكبل مسجون دون تحقيق للأمنيات والطموحات التي أمامه بحجم السماء والأرض وبقوة الإرادة التي يمتلكها البشر الموهوبة من الخالق، وكانت نهاية المسرحية كالبداية وكأن البشر على طول السنين والقرون أبطال قصة واحدة عن القتل والدمار والدم ومن يمتلك القوى والمال هو الأقوى وكان للغة النص الشعري صبغة جميلة تصل إلى مسامع الجمهور بشكل لا يخلو من الفلسفة إلا أن أخطاء بعض الممثلين في اللغة وعدم وصول الصوت بشكل واضح أثر في التواصل ما بينهم بالإضافة إلى أن حركة الجسد كانت شبه مفقودة لدى بعض الممثلين وخاصة في لحظات تغير رتم الصوت.
المخرج حصر الأمل في القفص الزجاجي، وحاولوا الممثلين الأربعة الموجودين داخل القفص الزجاجي الموجود في منتصف الخشبة أن يبحثوا عن الأمل والعيش في مكان أفضل مما هم فيه، الممثل المرتدي للملابس البيضاء كان ممثلا للخير الذي أحتفظ بالحقائق والمعلومات لنفسه ولم يبح بها للممثلين الأربعة كي لا يفقدهم الأمل وليحاولوا البحث عن شخصية الشيطان المسيطرة على أحداث المسرحية والتي لم تكن مقنعة بشكل كبير.
الندوة التطبيقية
عقدت الندوة التطبيقية التي أدارها المسرحي فاضل المصطفى وشارك فيها الناقد عبدالله السعداوي ومخرج مسرحية “قفص الزجاج” المنذر النغيص.
وقد تحدث المخرج عبدالله السعداوي مشيرا إلى أن المؤلف المسرحي شادي عاشور تمتاز نصوصه بالشعرية فهو يعيش حياة شعرية في كل الأوقات والأزمان ولا يرى الشخصيات في النصوص إلا شعرا ويبدو أنه يكتب لنفسه والصورة موجودة في ذهنه.
السينوغرافيا هي المحرك الاساسي في لعبة المسرح ولكن كانت هناك إشكالية في العلاقة مع الجسد الذي كان مغيبا عن الحضور، والغياب هو في الأساس كان مهيمنا حتى في العلاقات الجماعية، فالجسد هدية عظيمة من الله سبحانه وتعالى وعلينا معرفة إيقاع الجسد ولكن للأسف لا نعرف كيف نستفيد من الجسد على خشبة المسرح رغم وجود الكم الكبير من الحركة على المسرح أثناء العرض.
وأضاف السعداوي قائلا: كان من المفروض أن يكون المخرج عارفا بأبعاد النص ومتشبعا من الإطلاع عليه بشكل كبير والمشكلة الواضحة في المسرحية هي أن الحوار لم يكن موجودا والمقصود هنا هو لغة الجسد التي تكون في بعض الأحيان أقوى من لغة الصوت، والحوار المسرحي يتكون من ثلاث أشياء :
اللغة وهي جزء من الحوار والحركة والصمت إذا تناغمت جميعها أصبح منسجما وفي حالة مريحة ومقنعة .
بعد تعليق السعداوي جاء دور المداخلات وكانت البداية مع المخرج فاضل المصطفى الذي قال : تمنيت لو كانت هناك حوارات تدل على وجود شخصية مسيطرة، والأداء التمثيلي عند بعض الممثلين يحتاج إلى اشتغال أكثر من ناحية منها البعد النفسي للشخصية والأداء الصوتي ولغة الجسد.
مخارج الحروف كانت غير واضحة عند البعض، والأخطاء النحوية كانت واضحة جداً، المخرج حصر الممثلين في قفص زجاجي صغير ولم يكن استغلاله بشكل ممتاز، فيما الديكور”القفص الزجاجي الضيق وفتافيت الفلين” يحتاج الى جهود كبيرة وممثلين محترفين ليتعاملوا معه بشكل أكثر احترافية.
فيما قال الناقد يوسف شغري: أعتقد أن وجود المساحة الصغيرة والضيقة في نفس الوقت كانت تأثيرها سلبي على أداء الممثلين وقيد تحركاتهم وخاصة في تغير المكان إلى مكان آخر والسقوط على المسرح وكان على المخرج أن يتعرف على مكان العرض قبل العرض حتى يستطيع العمل مع أفراد المسرحية بشكل أكثر حرية وعدم المفاجأة في وجود عقبات تعرقل رتم المسرحية، وهو ما كان واضحا في الصوت الصادر من الممثلين اللذي كان في كثير من الأحيان ينقطع أو يتقطع مما أربك متابعة الجمهور.
كما يوقع الناقد عباس الحايك كتابه “علبة الدهشة” الصادر عن جمعية الثقافة والفنون في الدمام، مساء غد الخميس في قاعة عبدالله الشيخ، والذي صدر بمناسبة مهرجان الدمام المسرحي العاشر للعروض القصيرة.