إستراتيجية تنمية الحياة الفطرية في المملكة واستخدام الذكاء الاصطناعي ضمن جلسات ملتقى الموائل الطبيعية
الرياض – واس :
أثرت مشاركات المتخصصين في قطاع البيئة محاور الجلسة الثانية بعنوان ” الآثار التراكمية لاستعادة التنوع الأحيائي وخدمات النظام البيئي ” ضمن ملتقى ” استعادة الموائل الطبيعة ـ خبرات وتجارب ” الذي نظمته هيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية اليوم في الرياض، حيث أكد المتحدثون أهمية المحافظة على التنوع الأحيائي بالمملكة، وأهمية استخدام الوسائل الحديثة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في متابعة استعادة الموائل الطبيعية.
وأشار في بداية الجلسة مدير إدارة اللافقاريات بالمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية الدكتور عبدالمانع القحطاني، إلى الأهداف الإستراتيجية للمركز التي تتمثل في حماية وتنمية الحياة الفطرية والتنوع الأحيائي في البيئات البرية والساحلية والبحرية بشكل مستدام، وإنشاء وإدارة المناطق المحمية ومراكز إكثار الأنواع الفطرية المهددة بالانقراض، وإعادة توطينها في بيئاتها الطبيعية، وبناء القاعدة المعرفية عن الحياة الفطرية والتنوع الأحيائي في المملكة من خلال عمل المسوحات الميدانية والدراسات المتخصصة وبناء قواعد البيانات وإتاحتها لذوي العلاقة، إلى جانب تشجيع البحث والابتكار في مجال المحافظة على الحياة الفطرية وتنميتها من خلال التعاون مع الجماعات ومراكز الأبحاث المحلية والعالمية، وتعزيز الوعي المجتمعي في مجال الحياة الفطرية من خلال البرامج الإرشادية والثقافية والإعلامية وتعزيز التنوع الاقتصادي من خلال الإسهام في تطوير السياحة البيئية المستدامة والاستفادة من الموارد الوراثية وخدمات النظم البيئية.
وتطرق الدكتور القحطاني إلى خطورة مهددات التنوع الأحيائي في المملكة التي تتلخص في التلوث بالنفايات والتنمية العشوائية والرعي الجائر والجفاف والحرائق والمسارات العشوائية والاحتطاب والصيد الجائر.
وسلط الضوء خلال أعمال الجلسة على دور التنمية المستدامة وأثرها في التنوع الأحيائي في البيئات الصحراوية وهي ما ترنو إليه البرامج الموجهة لذلك؛ من خلال إنشاء المناطق المحمية وبرامج الإكثار وإعادة التوطين وبرنامج الحياة الفطرية في الدحول والكهوف، وبرنامج إعادة تأهيل البيئات المتدهورة، وبرنامج مكافحة الأنواع غير الأصيلة “الغازية”، وبرنامج دور المحميات في التنمية المستدامة.
من جانبه بين مدير إدارة أنظمة المعلومات الجيوماكنية وشؤون الأراضي المكلف في هيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية دخيل المطيري، أن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحديد مواقع الشتلات والنباتات في المحميات والمناطق الطبيعية له العديد من المزايا، مشيراً إلى تجربة المحمية في استخدام التصوير الجوي بواسطة طائرات الدرون كونها وسيلة فعالة للحصول على معلومات دقيقة وشاملة، بما في ذلك الدقة والكفاءة في عملية التحديد والتصنيف والمراقبة، وتوفير الوقت والجهد، وتقليل التكاليف المرتبطة بالعمل اليدوي التقليدي بما يسهم في تحسين الإدارة البيئية والزراعية، وتعزيز جهود الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة.
وأضاف أنه تم استخدام البيانات لتدريب نموذج الذكاء الاصطناعي اعتماداً على تقنيات تعلم الآلة, مثل الشبكات العصبية الاصطناعية، لتحديد السمات المميزة لكل شتلة واختباره باستخدام بيانات جديدة للتحقق من دقته وفعاليته، إضافة إلى تحسين النتائج من خلال تعديل عينات النموذج وتكرار عملية التدريب والاختبار حتى الحصول على أفضل أداء ممكن.
وأكد المطيري أن مشروع إعادة إدخال النباتات الأصيلة من المبادرات التي قامت بها هيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية، وتعنى باستزراع النباتات الأصيلة في المواقع التي تشتهر بها سابقًا، وتهدف بذلك إلى زيادة الغطاء النباتي ومحاربة التصحر وتعزيز التنوع الأحيائي والمحافظة على البيئة ومواردها وذلك بإعادة إدخال النباتات البرية المحلية، مشيراً في هذا الصدد إلى مشروع استزراع النباتات الأصيلة شرق روضة خريم في محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية على مساحة 30 كيلو متراً مربعاً، إذ تم زراعة 200 ألف شجرة وشجيرة تنوعت ما بين أنواع الأشجار المحلية كالطلح النجدي والسيال والسلم والسدر والغاف، ومن أنواع الشجيرات الثمام والثيموم والعرفج والأرطى.