مستثمر سوري في القصيم: الصوم في السعودية تجربة فريدة فيها مشاعر أكثر روحانية
بريدة – واس :
تختلف عادات هذا الشهر الفضيل من مكان إلى آخر، ومن بلد إلى آخر، لكل واحد منها طابعه الخاص الذي يميزه وفقاً لمفهوم ثقافة المكان التي تتوارثها الأجيال، ولكن ما هو متفق عليه التفاف المسلمين كافة حول مائدة الإفطار، ويعيش في المملكة الكثير من الجاليات العربية والمسلمة في مختلف مناطقها ومحافظاتها ويتعايشون مع إخوانهم من أبناء هذا البلد، ويقضون شهر الخير والبركة، في أجواء حميمية وروحانية مختلفة عن بلدانهم.
وتحدث المقيم السوري رائد رضوان زينة مع أسرته بمنطقة القصيم عن حياتهم في ظل أجواء أكثر روحانية في رمضان أثناء إقامتهم بالمملكة العربية السعودية, مؤكداً أنها تحظى بأجواء مختلفة عن بقية البلدان على حد وصفهم في شهر رمضان المبارك.
وقال المستثمر رائد الذي يملك شركة ومصنعاً لتركيب الرخام والحجر الطبيعي، إنه يعيش بالمملكة منذ 30 عاماً ويصوم رمضان فيها, مشيراً إلى أن الأجواء لها روحانية مختلفة من الصلاة في المسجد إلى التراويح إلى أجواء الإفطار هنا.
وأضاف أن في المملكة كل من حولك يعيشون أجواء رمضان ويكثر فيه تبادل الطعام والمأكولات الرمضانية بين الجيران ومحتاجي الحي، وحرص الناس على تقديم الصدقات وانتشار صدقة سقيا الماء وحرص الناس عليها، وهذا يعطي أجواء مختلفة جداً في رمضان, كذلك تغيير أوقات العمل الذي أعطى طابعاً خاصاً لرمضان.
وعن حياته في منطقة القصيم يقول :”إن المجتمع مترابط واجتماعي ولديهم ظاهرة الإفطار الجماعي المنتشرة”، مضيفاً لقد خرجت عدة مرات مع أصدقائي هنا للإفطار في مواقع مختلفة كالحديقة أو المزرعة, وكذلك مع عائلته إلى المنتزهات والحدائق والمواقع العامة التي تتميز بها مناطق المملكة.
ونوه بما تحظى به الجاليات العربية والمسلمة باهتمام كبير ورعاية متواصلة من القيادة الرشيدة -أيدها الله- من خلال العديد من المبادرات والتسهيلات التي تضمن لهم الإقامة الكريمة، وتبذل مختلف الجهات ذات العلاقة جهودها لتقديم منظومة خدماتها للجاليات العربية كغيرها من الجاليات خلال شهر رمضان المبارك، والتسهيل عليهم خاصة فيما يتعلق بأداء مناسك العمرة وزيارة المسجد الحرام والمسجد النبوي والصلاة فيهما في هذه الأيام المباركة.
وشاركت عدسة ( واس) الإفطار العائلي للأسرة السورية المقيمة، واستحضارهم لعاداتهم الرمضانية وأساليبهم في استقبال الشهر الكريم والتعايش مع روحانياته وفضله، حيث أوضحت زوجة المستثمر هدى فايز محمد من الجنسية السورية، أنها من مواليد السعودية ورغبتها في الإقامة في مدينة بريدة وإعجابها في الأجواء الرمضانية التي يستقبلها أهالي المدينة، من خلال العديد العادات الرمضانية والاجتماعات خلال شهر رمضان المبارك تتمثل في الحضور المساجد لصلاة التراويح وحضور المحاضرات الرمضانية، معددةً بعض الأكلات التي تعدها هي وتمتاز بها العائلات السورية خلال الشهر الفضل مثل “البدوة” وهي عبارة عن فتة بسمنة، وشوربة عدس، وفريكة باللحم، وعصير التمر الهندي، وغيرها من المأكولات والمشروبات الأخرى.
من جانبها وصفت ابنة المقيم المستثمر مهندسة الديكور مرح رائد تجربة إقامتها في المملكة منذ ما يقارب 25 عاماً، التي هي من مواليد القصيم، لغرض الدراسة والإقامة مع الأسرة، بأنها من أعظم التجارب التي يتمناها كل مسلم من مختلف بلدان العالم وهي تجربة نموذجية لمن أراد أن تعيش أسرته على العقيدة الإسلامية الصحيحة بعد توفيق الله -عز وجل-، حيث تلقت منذ طفولتها المعاملة الطيبة والصداقات الجميلة من أهالي وبنات المملكة، ومن زميلاتها في المدارس بجميع مراحلها الدراسية، ووجدت كل الاحترام والتقدير من الجميع.
وقالت: “إن الصيام في المملكة نعمة كبيرة يتمناها كل مسلم، إضافة إلى نعمة الأمان”.
وأبدت من جانبها أختها مرام التي تدرس في مجال طب الأسنان وهي من مواليد مدينة بريدة أيضاً إذ بلغت مدة إقامتها في السعودية 22 عاماً، سعادتها العظيمة باستقبال شهر رمضان المبارك وصيامه على أرض المملكة، وسط أجواء روحانية وإيمانية فيها الكثير من الترابط والألفة والمحبة بين الجميع سواء مواطنون أو مقيمون ، ولا يشعر بأن هناك اختلافاً في المعاملة.
وأشارت إلى أنه خلال أيام هذا الشهر الكريم، تحرص على أداء الصلوات التراويح والقيام في المسجد القريب لسكنها مع والدتها، واصفةً لحظات الإفطار مع أهلها وزميلاتها في منطقة القصيم بأنها من أسعد اللحظات التي تعزز أواصر الألفة والمحبة بينهم.
وأضاف الابن ريان رائد، وهو من مواليد السعودية أيضاً، من جانبه: “أحببت المملكة لوجود الحرمين الشريفين حيث أغنم خلال إقامتي خاصة خلال أيام الشهر الفضيل بالحرص على أداء الصلوات الخمس في المسجد وصلاة التراويح، والترتيب مع العائلة لزيارة المسجد الحرام لأداء مناسك العمرة وزيارة مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام بالمدينة المنورة في ظل التجهيزات التي وفرتها الأجهزة المختصة للتسهيل على الزوار والمعتمرين “.
وبيّن أنه في شهر رمضان المبارك تقوم عائلته غالباً للخروج للحدائق والمنتزهات المنتشرة في منطقة القصيم، حيث سيقومون في نفس هذا اليوم بزيارة لمنتزه الملك سلمان بمحافظة عيون الجواء، لافتاً الأنظار إلى أن كثيراً من الجاليات السورية بمنطقة القصيم تقوم بتنظيم إفطار جماعي يضم العديد من المأكولات التي تشتهر بها خلال الشهر الفضيل والخروج إلى المنتزهات.