موقعة بدرالكبرى… يوم نصر مؤزر وتأييد من الله
المدينة المنورة – واس :
يعد اليوم السابع عشر من رمضان من كل عام, ذكرى خالدة, يستذكر فيها المسلمون وقوع غزوة بدر الكبرى التي وقعت في السنة الثانية من الهجرة النبوية, وشكّلت أحد أبرز محطات مسيرة الدعوة إلى دين الله جل وعلا, وشهدت نصراً مؤزراً تحقق للإسلام والمسلمين.
وحملت غزوة بدر دلائل النبوّة, ونصر الله لرسوله عليه الصلاة والسلام, وأوليائه, وأثر الدعاء والاستغاثة والاستعانة بالله جل وعلا, والتضرّع والابتهال إليه وحده عند الشدائد والمحن, فقد استجاب الله تعالى لدعاء رسوله صلى الله عليه وسلم, عندما رأى جمع المشركين الذين جاءوا يوم بدر لمحاربته, وقتال المسلمين وإيذائهم, فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلّ َفي ذلك قوله سبحانه: ” إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ”.
وفي سرد لأحداث هذه الموقعة قال الدكتور والباحث بالتاريخ فؤاد المغامسي: إن موقعة بدر الكبرى لها أربع خصائص: أولاً أن من شهدها يسمى بدري، وثانياً أن من شهدها هم من أفضل المسلمين كما جاء في صحيح البخاري ،ثالثاً أن من شهدها كتبت له المغفرة إلى يوم القيامة، ورابعاً أن الملائكة قاتلت معهم، وبدأت حينما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في 314 من أًصحابه لاعتراض قافلة لقريش, آتية من الشام يقودها أبو سفيان, وحين علمت قريش بخروج المسلمين لمواجهة قافلتهم, خرجوا من مكة في عدد كبير يتجاوز ألف رجل يتقدّمهم صناديد قريش وكبارهم, لمواجهة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه, ولإنقاذ تجارتهم وأموالهم.
وبين المغامسي أن جيش المسلمين خرج من المدينة المنورة واتجه الجيش نحو ذي الحليفة، ومنها إلى ذات جيش ثم منطقة تروبان ومن ثم إلى وادي ملل ومر من منطقة تعرف بأسم صخيرات اليمام ثم السياله ومنطقة الروحاء ثم منطقه تعرف بالمنصرف وهي قرية المسيجيد واتجه إلى النازية ومن ثم وادي الصفراء ومنها إلى وادي ظفران , حيث جاءت الأخبار الى النبي صلى الله عليه وسلم بتحرك جيش المشركين فتحولة المسيرة من اعتراض عير قريش إلى غزوة بدر.
ومضى قائلا ” إنه في اليوم الـ 17 من شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة، التقت الفئتان، فحينما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم, قوة المشركين وكثرة عددهم, وقلة عدد المسلمين لجأ إلى ربّه خاشعاً متضرعاً فقال عليه الصلاة والسلام : ” اللهم هذه قريش قد أتت بخيلائها تحاول أن تكذب رسولك, اللهم نصرك الذي وعدت, اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد” فما زال صلى الله عليه وسلم منشغلاً بالدعاء حتى سقط رداؤه عن منكبه, فردّه عليه أبو بكر الصدّيق – رضي الله عنه – حتى أخذه النعاس فرأى عليه الصلاة والسلام بشائر النصر تضيء, فخرج إلى الناس فرحاً مستبشراً, قائلاً : ” والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجلٌ، فيُقْتَل صابرًا محتَسِبًا، مقْبلًا غير مُدْبر، إلا أدْخَله الله الجنّة “.
وأوضح المغامسي أنه في موقعة بدر تجلت عناية الله تعالى برسوله صلى الله عليه وسلم, وبالمؤمنين, فأيّدهم – سبحانه – بجنوده وملائكته، فكانت كلمة الله هي العليا, وكلمة الذين كفروا السفلى, وانتهت المعركة بهزيمة المشركين فولوا مدبرين بعد أن قُتل منهم سبعون, وأِسر سبعون آخرون، بينما استشهد من المسلمين 14 رجلاً.