المونديال.. فرصة «استثنائية» للاستثمار وجني الأرباح
الخبر- سويفت نيوز:
صدق أسطورة الكرة البرتغالية “أوزيبيو” عندما قال: “إن كرة القدم اليوم ليست سوى مؤسسة مشاريع تجارية”. فمع التحولات الكبرى في اقتصاد السوق أصبحت الرياضة أحد المجالات الأكثر جاذبية لرؤوس الأموال ولاهتمام القوى الاقتصادية الكبرى، ولقد تحول الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) إلى امبراطورية اقتصادية كبرى، حيث وصلت ميزانيته السنوية إلى 5 مليارات دولار.
ومع انطلاق منافسات كأس العالم في البرازيل تهافتت القوى الاقتصادية لاستغلال هذا الحدث الاقتصادي (الاستثنائي) وأصبحت تتفنن في طرقها لجني أكبر قدر من الأرباح. وبينما تحتدّ المنافسة داخل الملاعب سعياً لإحراز اللقب (الكروي)؛ تنشغل الساحة (الاقتصادية) بسباق آخر خارج الملاعب حيث لكل هدفه، وغايته التي يسعى لتحقيقها.
تشهد السوق التجارية للملابس الرياضية رواجًا عالميًا، خلال فترة إقامة المونديال، وقد بلغ حجم السوق في عام 2012م، أكثر من 244 مليار دولارومن العجيب استغلال الحدث الرياضي بأي شكل تجاري حتى لو كان بسيطًا؛ من ذلك كتيب ملصقات كأس العالم في البرازيل، فهي تعتبر تجارة تدر ملايين الدولارات لمجموعة “بانيني” وهي شركة إيطالية تطبع البطاقات منذ أن استضافت المكسيك كأس العالم في 1970م، ويقع مصنع “بانيني” في ضاحية صناعية بشمال ساو باولو، ويعمل على مدار الساعة، حيث تقوم معدات المصنع بتقطيع وتعبئة أكثر من ثمانية ملايين ظرف يحتوي على ملصقات يوميًا ويباع الظرف الواحد بمبلغ يقارب (نصف دولار).
ولم تكشف “بانيني” عن حجم المبيعات لكن مسؤولي الشركة قالوا إن نهائيات كأس العالم في البرازيل- وهي دولة مهووسة بكرة القدم ويبلغ عدد سكانها 200 مليون نسمة- ستحقق مبيعات قياسية للشركة التي تتخذ من مودينا مقرا لها.
وفي بريطانيا ازدهرت سوق مبيعات شاشات التلفاز بشكل كبير حيث تصاعد رقم المبيعات إلى 50% من المبيعات الإضافية مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية.
كما ارتفع في بريطانيا أيضًا سعر قميص المنتخب الإنجليزي الذي قامت بتصنيعه شركة “نايكي” إلى 90 جنيها استرلينيًا (153 دولار أمريكي). فالسوق التجارية للملابس الرياضية تشهد رواجاً عالمياً، وقد بلغ حجمها في عام 2012م أكثر من 244 مليار دولار.
وقبل انطلاق المونديال بفترة قصيرة باع شابان بلجيكيان 400 ألف بوقًا بلاستيكيًا يسمى “ديابوليكا”، شبيه بـ”فوفوزيلا” التي ملأت مدرجات مونديال 2010 في جنوب افريقيا بالضجيج، وقد بيعت القطعة الواحدة من “ديابوليكا” بسعر 9 يورو (12.34 دولار) بإجمالي وصل إلى 3.6 مليون يورو، ومع انتهاء المونديال يتوقع بيع مليون قطعة بمبلغ يصل إلى 9 مليون يورو.
كما شهدت الأسواق العالمية نشاطًا تسويقيًا طال الأعلام والرايات الملونة والاكسسوارات التي تحمل شعارات الفرق في المونديال، ما أدى إلى زيادة مبيعات القطاع بنسبة 70%.
وإذا انتقلنا إلى حرب الماركات التجارية بين “اديداس” الممول الرسمي للمونديال والمتعاقدة مع تسعة منتخبات، ومنافسه “نايكي” المتعاقدة مع عشرة منتخبات، فإننا سنقف على حرب شرسة يحكمها البحث أو اللهث وراء تحقيق أرقام قياسية بعيدة كل البعد عن الجانب الرياضي التنافسي، والذي يجعل من الربح التجاري أولى الأهداف وكسب أعلى رقم مبيعات.