جدة – سويفت نيوز:
اختارت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ” الإلكسو” الراحل العلامة الدكتور محمد المختار ولد أباه رمزا للثقافة العربية لسنة 2024 ، تقديرا لمكانته العلمية والفكرية والسياسية في بلده موريتانيا وفي العالم العربي الإسلامي بصفة عامة ، واعترافا بدوره الكبير في النهوض بالثقافة العربية والإسلامية والدفاع عن عن قيم الاعتدال والوسطية، والدعوة إلى وحدة دول اتحاد المغرب العربي.
وينحدر الراحل من مقاطعة بوتلميت بولاية الترارزة الموريتانية، وهو أحد مؤسسي الدولة الموريتانية الحديثة، حيث جابه الاستعمار الفرنسي وكان وزيرا ضمن أول حكومة موريتانية تُشكّل قبل الاستقلال عام 1957. وتقلد مناصب رسمية محلية ودولية عديدة، وعيّنه الملك الراحل الحسن الثاني كأول مدير للإذاعة المغربية عام 1960. وأسّس العلامة محمد المختار ولد ابّاه جامعة شنقيط العصرية في موريتانيا عام 2006 ، وترأسها إلى أن وافته المنية يوم 22 يناير من عام 2023 في مدينة نواكشوط .
وللراحل العلامة الدكتور محمد المختار ولد أباه إنتاج علمي غزير ومتنوع شمل علوم القرآن والحديث والسيرة النبوية والفكر الإسلامي والفقه وأصوله واللغة واالشعر . وكان آخر ما ألفه كتاب “رحلة مع الحياة” وهو سرد لذكريات الراحل منذ طفولته في أحضان مواطنه الأصلية في بلاد شنقيط، قبل أن يستقل البلد ويحمل اسم موريتانيا؛ وذلك في العشرينيات من القرن الماضي. كما يوثق الكتاب بالمعلومات والصور للمسار المهني والثقافي والفكري والسياسي للراحل داخل موريتانيا وخارجها. حظي الراحل بعضوية المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة وكان ممثلها في نواكشوط.
يذكر أنه مباشرة بعد الإعلان عن وفاة العلامة محمد المختار ولد ابّاه ، بعث العاهل المغربي الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرته قال فيها “وإننا لنستحضر، بكل إكبار، ما كان يكنه الراحل لبلده الثاني المغرب من صادق المحبة والإخلاص والوفاء المكين، وما كان يتحلى به من مناقب فاضلة وكفاءة علمية ومهنية عالية، أبان عنها في مختلف المناصب التي تقلدها.” كما نظمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية حفلا تكريميا له يوم 13 أبريل 2023 بمؤسسة دار الحديث الحسنية بالرباط، تحت شعار “الدكتور محمد المختار ولد ابّاه ، شيخ العلوم وقدوة الأجيال”.
مبادرة جميلة والتفاتة طيبة تستحق التنويه من منظمة الألكسو في حق عالم فذ من علماء العالم العربي والإسلامي وأكاديمي عصامي ، وسياسي حكيم ، يستحق أن يخلد اسمه بمداد من ذهب .
