السياحة والسفر مصدر صمود الاقتصاد غير النفطي
دبي-هشام رفعت:
أظهر البحث الذي نشره المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC) أن بإمكان الدول التي يعتمد دخلها على النفط أن تستفيد من الاستثمار في السفر والسياحة بشكل جيد، وذلك من أجل تنويع اقتصادها وتوفير مصادر دخل إضافية. وقد اتضح ذلك من خلال تجربة الإمارات العربية المتحدة في الماضي عن طريق استثمارات مهمة. أما الآن فقد بات من المهم القيام بتجارب مماثلة في أماكن أخرى.
ووفقًا لتقارير الأثر الاقتصادي التي تعتمد على نتائج البحث السنوي للمجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC)- فإن قطاع السفر والسياحة يساهم في البيانات الاقتصادية على المستوى العالمي كما هوالشأن ل 184 دولة و24 منطقة.
ويعد انخفاض سعر النفط أثرا إيجابيًا على قطاع السفر والسياحة حيث أن انخفاض سعر النفط الخام يصب تدريجيًا في مصلحة المستهلكين حيث يرتفع الدخل القابل للتصرف كتكاليف نقل السيارات وانخفاض أسعار تذاكر الطيران. ويمكن إعتباره إستثناء بالنسبة للمستهلكين من دول العالم المتقدم من بين البلدان المستوردة للنفط الا أن الدول المصدرة للنفط يتم فيها التعاقد على استثمارات تجارية وإنفاق حكومي وفرص عمل في قطاع الصناعة الاستخراجية مما يتسبب في تذبذب الأسواق وضعف الأداء الاقتصادي. وهذا من شأنه أن يؤثر على قطاع السفر والسياحة في هذه الدول على المدى القصير إذا لم تتبنى الحكومة هذا القطاع وتوليه إهتماماباعتاره مصدرا للصمود والنمو.
توجد بعض الأمثلة الرائعة للدول التي تعتمد على النفط والتي استطاعت الاستثمار في القطاع بالتالي رفعت من إجمالي ناتجها المحلي من خلال دخل قطاع السفر والسياحة. وتُعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة أبرز مثال في العقود الثلاث المنصرمة. حيث أن الفترة الممتدة ما بين 2012 و2015 نموا مهما في استثمار قطاع السفر والسياحة في دولة أذريبجان بمعدل 24.3% سنويًا والذي يعد الأعلى نموًا عالميًا. وقد استمرت وتيرة نموالاستثمار في قطاع السفر والسياحة في كلا من الإمارات العربية المتحدة وكولومبيا بشكل سريع. حيث ارتفعت نسبة النموبمعدل 13.5% و7.4% سنويًا على التوالي.
ونظرًا لارتفاع مستويات الاستثمار، شهدت كلا من أذربيجان والإمارات العربية المتحدة وكولومبيا نموًا في إجمالي الناتج المحلي لقطاع السفر والسياحة في عام 2015 بمعدلات 27.3%، و7%، و4.2% على التوالي. كما شهدت دولتي قطر والمملكة العربية السعودية- وهما من الدول التي تعتمد على النفط- شهدتا تفوقًا ملحوظًا في توسيع نطاق اقصادهما في عام 2015:وقد ساهم هذا القطاع في تحقيق نموبمعدل 23.7% في دولة قطر، بينما حققت المملكة العربية السعودية نموا بنسبة 8.6%.
ويتوقع بحث المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC) أن الإنفاق الحكومي في قطاع السفر والسياحة سينخفض عام 2016 في غالبية الدول التي تعتمد على النفط. كما يتوقع أن يتم انخفاض الإنفاق الحكومي في كل من السعودية والكويت والنرويج.
وقال رئيس المجلس العالمي للسفر والسياحة ومديره التنفيذي ديفيد سكوسيل إن: ” قطاع السفر والسياحةُ يعد من القطاعات الهامة جدًا للاقتصاد العالمي حيث يساهم بمبلغ 7.2$ تريلون دولار أمريكي، وهوما يعادل 9.8% من إجمالي الناتج المحلي. ويشجع المجلس العالمي للسفر والسياحة WTTC الدول التي تعتمد على النفط على التعرف على الامكانية التي يعود بها قطاعنا على الاقتصاد الخاص بها، خاصة في ظل الوضع الراهن من تدني عائدات تصدير النفط. ويجب الاعتراف أيضًا أن القطاع يوفر عددًا هائلاً من فرص العمل ويدعم حوالي 284 مليون وظيفة حول العالم.
في حين أننا ندرك أنه يُتوقع أن ينخفض الإنفاق الحكومي، وبذلك من الممكن أن تستفيد الدول المصدرة للنفط بشكل كبير من جراء استثمارها في قطاع السفر والسياحة. ومن المهم جدا أن نعمل على تعزيز النمومن خلال الاستثمار في البنية التحتية للنقل، وضخ الأموال لبناء فنادق ومرافق سياحية جديدة لتشجيع السياحة ، بالإضافة إلى مضاعفة عملية التسويق والاستمرار في تطوير إجراءات التأشيرة.