“البراقع” تيجان تراثية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بعالم الصقور
الطائف – واس:
يرى العديد من الأفراد الخوذة الجلدية أو البرقع الذي يغطى رأس الصقر بشكل مستمر، سواءً في الفعاليات المحتضنة لمسابقات الصقور أو في الصور المتداولة، مجرد تيجان تجمل رؤوسها أو إكسسوارات بألوان متعددة وزاهية، إلا أن أصحاب الاختصاص يرون فيها أهمية كبرى؛ تهدف إلى ترويض الصقر وتدريبه، للحفاظ على هدوئه مما يسهل الاقتراب منه والتعامل معه، دون أن يُبدي أي نوع من أنواع المقاومة، ما قد يُعرضه للأذى أو يؤذي من حوله بهجوم مباغت.
ويحمل الصقارون الكثير من الأدوات التراثية التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بعالم الصقور، حيث أضحت أيقونة البرقع خاصة بالصقور فقط دون غيرها، ليظل هادئًا في مكانه، وهي رابضة غير محلقة في السماء تطارد فرائسها، حيث يحرص الصقار على تغطية رأس صقره بقطعة جلدية تُشبه الخوذة إلى حدٍ كبير في شكلها، يتم فيها تغطية عيني الصقر، معتبرين أن هذه القطعة الجلدية وعلى الرغم من صغرها إلا أنها في غاية الأهمية للصقر والصقّار على حدٍ سواء.
ويتوجب على الصقار أن يختار برقعًا مناسبًا لرأس الطائر بحيث لا يكون ضيقًا فيتعلم الصقر ما يسمى بالصيح بمعنى ” الغقغقة أو قعقعة وهو رفع صوته وتضجرة بشكل ملازم و دائم” وهي عادة غير مرغوبة في الطيور، وإذ كان البرقع واسعًا ويستطيع أن يرى الطائر من خلاله، فإنه يتعلم الخفاق المستمر ويُسبب فزع الطائر وخوفه وخوف الطيور المجاورة له، ما قد يصعب من عملية تدريبه ويُصبح التحكم به صعبًا للغاية ويمتلك صفات العناد.
وأصبح “البرقع” أحد أهم المعالم الذي يوثق ويؤرخ لتراث الصقارة، مما يشجع الحرفيين التقليديين على تقديم أفضل ما لديهم من تصاميم أشكالها وألوانها برمزية حديثة أو تقليدية، حيث أضحى البرقع عنصرًا تراثيًا مشجعًا للصناع التقليديين الذين أخذوا على عاتقهم حفظ وصون هذا التراث واستمراريته، في جوٍ بدأت تتنافس فيه الأيدي المهتمة على إنتاج أفضل ما لديها باختيار أجود الخامات وأفخمها وأروعها تطريزًا.