دارة الملك عبدالعزيز تُصدر العدد الثاني من مجلة “الدارة” باللغة الإنجليزية
الرياض – واس:
أصدرت دارة الملك عبدالعزيز العدد الثاني من مجلة “الدارة” لدراسات شبه الجزيرة العربية (DJAP)، التي تصدر مرتين سنويًّا عن الدارة بالتعاون مع دار (بريل) الهولندية، وتهدف إلى نشر الأبحاث العلمية الأصيلة المتعلقة بشبه الجزيرة العربية منذ العصور القديمة حتى يومنا هذا، باللغة الإنجليزية بشكل أساسي، ولكن ليس حصرًا؛ وتشمل مجالاتها التاريخ وعلم الآثار والأدب والجغرافيا والأنثروبولوجيا والتراث وعلم الاجتماع والتاريخ الثقافي.
واحتوى العدد على مجموعة من البحوث العلمية المحكمة التي تتسم بالمنهج العلمي والأكاديمي، حيث يأتي البحث الأول بها تحت عنوان “السياسة الخارجية السعودية على مدى ثلاثة قرون: دراسة في الثوابت” للدكتور صالح الخثلان، الذي يهدف إلى دراسة السياسة الخارجية السعودية منذ بداية اتصال المملكة العربية السعودية بالعالم الخارجي في القرن الثامن عشر، لتحديد درجة الاستمرارية والتغير فيها، ومعرفة ما إذا كان هناك نمط أو أنماط تميزت بها، على الرغم من التغيرات في السياقات الداخلية والخارجية، واختلاف الشخصيات المعنية، ونمو القدرات، فضلاً عن اختلاف التحديات؛ ولتحقيق ذلك جرى عرض أهداف ومحددات السياسة الخارجية السعودية وأهم الكتابات حول الموضوع من أجل تقييم الاستنتاجات التي تم التوصل إليها، وركز البحث على قراءة ملامح السياسة الخارجية السعودية في المدة التي تلت توحيد المملكة، فهي أطول مدة زمنية وأكثرها تنوعًا ونضجًا.
وجاء البحث الثاني تحت عنوان “صورة المرأة في شعر الشريف الرضي”، وهو من تأليف الدكتورة نورة الشملان، التي أشارت في البحث إلى أنه منذ عصور ما قبل الإسلام فصاعدًا، احتلت موضوعات الحب وجمال المرأة مكانة بارزة في الشعر العربي، وأنها من خلال هذا المقال تسعى إلى وصف صورة المرأة في شعر الشاعر العباسي البارز الشريف الرضي، وذلك ابتداءً بمناقشة شعر الحب باللغة العربية بشكل عام، منذ عصور ما قبل الإسلام حتى عصر الرضي في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي، وأنه قد جرى الاهتمام بالتقنيات المختلفة التي استخدمها الشعراء في وصف المحبوب ومدحه، وكذلك بالتطورات التي شهدها هذا النوع من الشعر، خاصة في العصر الأموي وأوائل العصر العباسي، ليدلف البحث بعدها إلى تلخيص سيرة الشريف الرضي، ثم شرع في مناقشة علاقته بالمرأة بكل مظاهرها المختلفة، مع إيلاء اهتمام خاص لحجازياته، وهي قصائد العاطفة والشوق، ويختتم المقال بآراء النقاد في العصور الوسطى والحديثة لشعر الراضي.
وينتقل العدد إلى البحث الثالث بعنوان “الدور العسكري للمرأة البدوية في الجزيرة العربية -العطفة والعمارية نموذجًا- في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين”، من تأليف الدكتور خليف الشمري، ويدرس البحث أحد الأدوار المهمة في التاريخ العسكري للمرأة في شبه الجزيرة العربية في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، وقد اهتم البحث بالتحليل اللغوي والتاريخي للعطفة والعمارية والتمييز بينهما والشروط التي يجب توافرها في الفارسة الشابة المختارة لتكون عطفة أو عمارية، وقد وردت أسماء بعض هؤلاء النساء اللاتي شاركن في حروب القبائل والهجمات والمعارك الكبرى، وانتماءاتهن القبلية ضمن صفوف جيوش دول الجزيرة العربية وإماراتها، ويشار إلى مهامها والواجبات المنوطة بها ومصيرها في ساحة المعركة، كما نظر البحث في المراحل التاريخية المختلفة لهذه الظاهرة واختفائها فيما بعد بين القبائل.
أما البحث الرابع للعدد فكان تحت عنوان “سبيل الملك عبد العزيز بالمعابدة في مكة المكرمة”، من تأليف الدكتور ناصر الحارثي، وهو بحث مخصص للنظر في السبل التي وضعها الملك عبد العزيز، مع التركيز على السبيل الذي بناه في منطقة المعابدة بمكة المكرمة، حيث جرى التطرق إلى موقعه ووصفه ومظهره الخارجي، بالإضافة إلى نقوشه وعناصره الزخرفية والمواد المستخدمة في بنائه وطرازه المعماري، مصحوبة بمادة توضيحية مناسبة.
ومن ثم ينتقل العدد إلى بحث عنوانه “المكان في رواية زرياب لمقبول العلوي”، وهو بحث من تأليف الدكتور خالد السعراني ونهى المعتاز، وتبحث هذه الدراسة في أسلوب الروائي مقبول العلوي في تفاعله مع المكان في روايته زرياب، باعتبار المكان أحد أهم عناصر الرواية، ويبين مدى تأثير المكان في القارئ، وكيف يقوم بمهام متعددة ويمثل عدة قيم، وكان للمكان دور في صناعة الأحداث وتصوير بعض الرموز، كما تجيب الدراسة عن عدة أسئلة: فهي تتناول أنواع الأماكن التي تتكشف فيها أحداث الرواية، وماهية دور المكان في تشكيل الأحداث من بين أمور أخرى، وهل لبعض الأماكن أهمية أكثر من غيرها؟ وما أسباب ميل الروائي نحو بعض الأماكن دون غيرها؟ وتبحث الدراسة أيضًا في الطريقة التي يدعم بها المكان السرد أو يقلل من قيمته.