بقلم – سليمان السالم:
عندما نتحدث عن صدور الميزانية الجديدة فلا بد نشيد بالجهود الكبيرة التي فلا بد ان تبذلها الدولة رعاها الله بقيادة خادم الحرمين الشريفين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز و سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في تحقيق تنمية شاملة و استدامة اقتصادية. فقد تم تقديم ميزانية تعكس رؤية المملكة الطموحة للتحول الاقتصادي وتعزز الاستقرار والتنمية في البلاد.
تميزت الميزانية السعودية الجديدة بالعديد من العوامل الإيجابية التي تستحق الإشادة و من أبرز هذه العوامل هو التركيز الكبير على تعزيز القطاعات غير النفطية وتنويع مصادر الدخل. فقد تم تخصيص ميزانية ضخمة لدعم القطاعات الاقتصادية المختلفة مثل السياحة والترفيه والتكنولوجيا والطاقة المتجددة. هذا الاهتمام بتنويع الاقتصاد يعكس استراتيجية المملكة في الاعتماد على مصادر الدخل المتنوعة وتحقيق التنمية المستدامة.
وتعكس الأرقام التي تم الإعلان عنها في ميزانية عام 2024 التوجه الحكومي نحو تعزيز النمو الاقتصادي وتوسيع الإنفاق الحكومي. وتعتبر هذه الأرقام داعمة للعديد من البرامج والمبادرات التي تهدف إلى تعزيز البنية التحتية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين والزائرين. كما تستهدف الميزانية تطوير القطاعات الاقتصادية الواعدة وجذب الاستثمارات وتحفيز الصناعات وزيادة نسبة المحتوى المحلي والصادرات غير النفطية.
وكما أكد سمو ولي العهد فإن التزام الحكومة بتعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق التنوع الاقتصادي من خلال تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص. يهدف ذلك إلى تمكين القطاع الخاص وتحفيزه للعب دوره في توفير فرص عمل للسعوديين وتحقيق خفض معدلات البطالة. كما يركز ولي العهد على تحسين البيئة الاستثمارية لجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية وتعزيز الصادرات غير النفطية وتحسين ميزان المدفوعات التجارية.
وتستمر المملكة في رحلتها نحو التنوع الاقتصادي من خلال دعم القطاعات الواعدة، وتطوير القطاع السياحي والقطاع الرياضي والقطاع الصناعي حيث تهدف المملكة إلى رفع عدد الزوار إلى 150 مليون زائر بحلول عام 2030 وتحقيق التنمية في هذه القطاعات المزدهرة. كما تركز المملكة على تنويع القاعدة الصناعية وتعزيز القيمة المضافة للقطاع الصناعي من خلال استراتيجية وطنية للصناعة.
وتواصل الحكومة الرشيدة عملها على تطويرالتعليم والرعاية الصحية أيضًا، حيث تخصص ميزانية عام 2024 مزيداً من الاستثمار في تحسين البنية التحتية التعليمية وتطوير البرامج التعليمية وتوفير فرص التعليم العالي. كما تستهدف الميزانية تعزيز الرعاية الصحية وتحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين والمقيمين من خلال استثمارات في المرافق الصحية وتطوير البنية التحتية الصحية وتحسين جودة الرعاية الصحية.
وكذلك تم توجيه الميزانية أيضاً لتعزيز الاستدامة البيئية والتكنولوجيا والابتكار حيث تهدف المملكة إلى تحقيق التحول الرقمي وتعزيز استخدام التكنولوجيا في جميع جوانب الحياة اليومية والأعمال التجارية. كما تعتزم المملكة تعزيز الاستدامة البيئية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة استخدام الموارد الطبيعية.
نستطيع القول بأن صدور الميزانية السعودية الجديدة يستحق الإشادة والتقدير. فهي تعكس التزام المملكة بتحقيق التنمية المستدامة والتحول الاقتصادي، وتوفير فرص عمل ورفاهية للمواطنين، وتعزيز القطاعات الاقتصادية المختلفة، وتحسين الخدمات العامة مثل التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية. إنها خطوة هامة نحو بناء مستقبل مشرق للمملكة العربية السعودية وتحقيق رؤية 2030.
