أوزبكستان تطور مصادر الطاقة المتجددة وتكافح الاحتباس الحراري
طشقند – خالد الجعيد:
يشارك وفد جمهورية أوزبكستان في القمة العالمية للعمل المناخي التي تنطلق اليوم أول ديسمبر في دبي في إطار المؤتمر الثامن والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ حيث يعد تغير المناخ أحد أخطر التهديدات التي تواجه التنمية المستدامة ورفاهية الإنسان في القرن الحادي والعشرين.
ويتوقع المراقبون أن يساهم هذا المنتدى في توحيد جهود المجتمع الدولي في مجال مكافحة تغير المناخ والتخفيف من آثاره، فضلا عن التحول إلى الطاقة “الخضراء”.
ووفقا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، ارتفع متوسط درجات الحرارة السطحية العالمية بمقدار 1.1 درجة مئوية مقارنة بأوقات ما قبل الصناعة، كما وصل تركيز الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي إلى مستويات قياسية.
وتعد أوزبكستان، مثل غيرها من بلدان آسيا الوسطى معرضة لخطر كبير بسبب تغير المناخ، الذي يهدد تنميتها الاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن سلامة ورفاهية سكانها. وتعتمد البلاد على الموارد المائية القادمة من الأنهار الجليدية الجبلية، والتي تتعرض للذوبان الشديد.
وبالإضافة إلى ذلك، تواجه أوزبكستان مشاكل التصحر وتآكل التربة وتدهور الغابات والمراعي، فضلاً عن اقتصاد عالي الكثافة في استخدام الطاقة وانخفاض حصة مصادر الطاقة المتجددة. وتولي أوزبكستان أهمية خاصة لتنفيذ التدابير والإجراءات الوطنية لمكافحة تغير المناخ، فضلا عن التعاون مع الشركاء الدوليين في هذا المجال.
أوزبكستان طرف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاق باريس، وهما الوثيقتان الدوليتان الرئيسيتان في هذا المجال. وكجزء من اتفاق باريس، التزمت أوزبكستان بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 35% بحلول عام 2030 مقارنة بخط الأساس لعام 2010. ولتحقيق هذا الهدف، تنفذ أوزبكستان عددًا من المشاريع والبرامج الرامية إلى تحسين كفاءة استخدام الطاقة، وتطوير مصادر الطاقة المتجددة، وحماية الغابات والتنوع البيولوجي، وتحسين إدارة المياه، وتكييف الزراعة مع تغير المناخ، وزيادة الوعي العام والمشاركة في هذه العملية.
وفي المؤتمر السادس والعشرين للأطراف، الذي انعقد في بريطانيا بمدينة غلاسكو في نوفمبر2021، دعمت أوزبكستان الإعلان المشترك المعتمد بشأن الغابات واستخدام الأراضي، وأعربت أيضًا عن استعدادها لمواصلة التعاون مع المجتمع الدولي لتعزيز الأجندة الخضراء وتشجيع استخدام الأراضي للحد من عمليات تغير المناخ.
وفي هذا السياق تسعى الدولة بكل الوسائل الممكنة لحل المشاكل البيئية وفق الإجراءات التالية:
زيادة كفاءة الطاقة وتطوير مصادر الطاقة المتجددة.
تهدف أوزبكستان إلى خفض كثافة الطاقة في ناتجها المحلي الإجمالي بنسبة 50% بحلول عام 2030 مقارنة بعام 2010، فضلا عن تسريع تطوير مصادر الطاقة المتجددة وزيادة حصتها في توليد الكهرباء من 5 إلى 30% على مدى السنوات السبع المقبلة. وتحقيقا لهذه الغاية، تنفذ أوزبكستان عددا من المشاريع لتحديث محطات الطاقة الحرارية والكهرومائية، وإدخال تكنولوجيات ومعدات موفرة للطاقة، وتطوير الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والكتلة الحيوية، فضلا عن زيادة وعي ومؤهلات المتخصصين والسكان في هذا الحقل.
حماية واستعادة الغابات والتنوع البيولوجي.
تدرك أوزبكستان أهمية الغابات والتنوع البيولوجي للتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه، فضلا عن ضمان التوازن البيئي والأمن الغذائي والصحة والرفاهية للسكان. وتنفذ أوزبكستان برنامجاً واسع النطاق للتخضير، والذي يتضمن زراعة أكثر من ملياري شجرة بحلول عام 2030، فضلاً عن إنشاء وتعزيز نظام وطني للمناطق الطبيعية المحمية بشكل خاص، والتي ينبغي أن تغطي 10% من مساحة البلاد بحلول عام 2030.
تحسين إدارة المياه وتكييف الزراعة مع تغير المناخ.
تواجه أوزبكستان تحديات معقدة لضمان الأمن المائي والاستقلال الغذائي في ظل الموارد المائية المحدودة وغير المستقرة، وكذلك للحد من تأثير الزراعة على البيئة. وتتخذ البلاد تدابير للاستخدام الرشيد وحماية موارد المياه، بما في ذلك إعادة تأهيل البنية التحتية للري، وإدخال تكنولوجيات توفير المياه، وتعزيز التعاون الدولي بشأن تدفقات المياه عبر الحدود، وتكييف الزراعة مع تغير المناخ.
تعزيز القدرة على الصمود والتكيف مع تغير المناخ في القطاعات الأخرى.
تنفذ أوزبكستان بنجاح تدابير للتكيف مع آثار تغير المناخ والتخفيف من آثارها، بما في ذلك تنفيذ 15 مشروعا لآلية التنمية النظيفة بموجب بروتوكول كيوتو. وخلال كامل فترة تشغيل هذه المشاريع في أوزبكستان، تم طرح 15.3 ألف طن من وحدات خفض الانبعاثات المعتمدة وجذب استثمارات أجنبية خاصة بقيمة 24.4 مليون دولار. وتشارك أوزبكستان بنشاط في الجهود المتعددة الأطراف لمواجهة التحديات البيئية العالمية. وعلى وجه الخصوص، أظهر خطاب رئيس أوزبكستان شوكت ميرزيوييف في 19 سبتمبر من هذا العام في الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة مرة أخرى أن الجمهورية مهتمة بمنع الكوارث البيئية والتكيف مع عواقب تغير المناخ.
ومما سبق نلاحظ التفاعل النشط بين أوزبكستان والأمم المتحدة في مجال تغير المناخ وتحديث جدول أعمال المناخ الدولي فضلاً عن السياسة طويلة المدى التي تنفذها أوزبكستان في مجال حماية البيئة والحفاظ على التوازن البيئي.